مكتبات تبحث عن التجهيزات و أخرى لم تنطلق أشغالها بعد بسبب سوء الأحوال الجوية ! خصصت الدولة غلافا ماليا يقدر بأكثر من 440 مليون دج لصالح مديرية الثقافة لولاية البليدة بعد ان انتهت هذه الأخيرة من الدراسة التقنية لمعظم المكتبات المتواجدة عبر تراب الولاية وهي العملية التي تندرج في إطار البرنامج المشترك بين وزارتي الثقافة ووزارة الداخلية والجماعات المحلية . يأتي انجاز هذه المرافق الثقافية الرامية إلى تكريس سياسة القراءة للجميع بعد ان استفادت ولاية البليدة غداة تنظيم الجزائر لتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية من حصة هامة من المراجع قدّرت بما يناهز 5000 كتاب تضاف إلى المكتبات وقاعات المطالعة التابعة للمراكز الثقافية ودور الشباب المتواجدة عبر تراب الولاية والتي تتوفر مجموعها على 40 ألف عنوان ، والجدير بالذكر ان ولاية البليدة قد قامت في الصائفة الماضية بتنظيم مهرجان " قراءة في احتفال " بتاريخ 23 جويلية المنصرم ودامت إلى غاية 31 من نفس الشهر ، وكانت ولاية البليدة ضمن 6 ولايات قامت بهذا النشاط الذي سيتم تعميمه الصائفة المقبلة على كل ولايات الوطن ، من اجل تحضير الأطفال وتدريبهم على ولوج عالم المكتبات الذي ترمي الجهود إلى تنفيذه ورؤيته في ارض الواقع . وبناء على هذه المعطيات ، قامت "أخبار اليوم" بجولة استطلاعية إلى بعض البلديات لاتخاذها كعينات على سبيل الذكر لا الحصر لمعرفة نسبة تقدم أو تأخر الأشغال قصد الوقوف على المشاكل الحقيقية ومحاولة رفع الأسباب إلى الجهات المعنية بغية حلها حتى تحتفي ولاية البليدة بهذه المكتبات التي يحتاج إليها المواطن بالدرجة الأولى ، فكانت بلدية بوينان أول البلديات محل الزيارة حيث استفادت هذه الأخيرة من مكتبة تقع في وسط حضري سنة 2009 لكن فسخت الصفقة مع المقاولة الأولى سنة 2010 بسبب تأخر الأشغال ، ليعاود انطلاق الأشغال مرة ثانية مع مقاولة ثانية من نفس السنة على ان تكون مدة الانجاز 10 أشهر أي ان تسليم المشروع سيكون في افريل من عام 2011 القادم ، إلا انه لحد الساعة لم تتجاوز نسبة الانجاز 60 % فقط ، وهو المشكل الذي تتقاسمه هذه البلدية مع كل من بلدية أولاد السلامة ، الشبلي والأربعاء ( البلديات محل الزيارة ) ، لنطرح سؤال واحدا حول الأسباب الحقيقية لتأخر انجاز المشاريع ومتى ستعرف المكتبة بهذه البلديات النور بتدشينها ومن ثمة الاستفادة من خدماتها ؟؟. أما في كل من بلدية واد العلايق وبن خليل وبني تامو فقد استلمت هذه البلديات للمكتبات لكن هذه المستلمة ورغم موقعها الجغرافي الملائم بوسط حضري بالبليدة إلا أنها تبقى بدون تجهيزات وبدون كهرباء أما التهيئة الخارجية فهي غائبة تماما ما لا ينبئ بقرب فتحها ، لكن الحال مختلف عن سابقيه في كل من بلدية واد جر وأولاد يعيش حيث يصدق القول الشائع ان " رب عذر أقبح من ذنب " ، كون ان البلديتين سجلتا مشروع المكتبة منذ 2009 في مدة انجاز لا تتجاوز 10 أشهر ، لكن لحد الساعة ونحن في عام 2011 لم تنطلق أشغال و لم تستلم بعد بحجة سوء الأحوال الجوية !، فمنذ متى كانت الأحوال الجوية سببا في عدم العمل وهل الأحوال الجوية لم تتحسن منذ استلامهما للمشروعين سنة 2009 ؟؟... وعليه يلح أعضاء لجنة الثقافة والسياحة والصناعات التقليدية بالولاية على ضرورة الإسراع في إتمام انجاز المكتبات المتأخرة ووجوب تحريك المكتبات التي لم تنطلق بعد ، إلى جانب ضرورة تأثيث وتجهيز الجاهزة منها وفق المعايير الدولية المتفق عليها ، كما يرى الأعضاء ان دور المدرسة في مجال المطالعة والقراءة ضرورة حتمية لابد منها على أساس العمل على استعادة مكانة المكتبات وتفعيل دورها في توفير الكتاب الذي يحتاج إليه القارئ ويفيده ، وهو الأمر الذي لا يمنع من الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في استقطاب القراء وجذبهم للمكتبات قصد الاستفادة من خدماتها ، بالإضافة إلى الحث على توظيف المؤطرين المختصين في علم المكتبات ، سيما وانه لا يمكن تصور تنمية بشرية في غياب دور المكتبة التي تعد العامل الأساسي في إحداثها وإشاعتها في المجتمع.