* جزائريون يهتفون بحياة الرئيس في وجه أدعياء التغيير وقّع الشارع الجزائري أمس على شهادة الوفاة السياسية لما يسمّى بتنسيقية التغيير، حين لم يكتف بتجاهل دعواتها للمشاركة في مسيرات السبت الفاشلة، بل ذهب أبعد من ذلك بتصدّيه لأدعياء التغيير ومجاهرته برفضه الصريح لأن تتحوّل الجزائر العاصمة إلى بؤرة "للتخلاط" وساحة للعبث وميدان لمحاولات زعزعة استقرار ضحّى الشعب الجزائري بالكثير للحصول عليه· ولأن الشعب واع بدسائس "الخلاّطين" فقد كان ترديده لشعارات تؤيّد مسيرة التنمية والإصلاحات ورفعه لصور الرئيس بوتفليقة خير جواب لمن يدّعي التغيير وهو جالس على كرسيّ رئاسة الحزب منذ أكثر من عقدين من الزمن· وحاول أقلّ من مائة شخص أمس السبت تنظيم مسيرات دعت إليها التنسيقية الجزائرية من أجل التغيير والديمقراطية (جناح الأحزاب السياسية) بكلّ من المدنية، حسين داي وعين البنيان (الجزائر العاصمة)، لكن قوّات الأمن منعتها لأنها غير مرخّصة، وحتى لو لم تمنعها فإن الفشل كان مصيرها المحتوم نتيجة ضعف الاستجابة لها· وتجمّع نحو عشرة مناضلين من التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية وممثّلين عن ضحايا بنك الخليفة صبيحة أمس بساحة المدنية (أعالي العاصمة)، وقد فرّقت قوّات الأمن بين المتظاهرين وسكان الحي الذين أرادوا طرد المتظاهرين رافعين شعارات دعم لرئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة ولدور قوّات الأمن في الحفاظ على الأمن العام· ** الجزائريون يصفعون "الخلاّطين" وفي ردّهم على مناضلين من التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية تناولوا الكلمة للقول إن مسعاهم يرمي إلى تحسيس السكان، ردّ شباب حي المدنية بالعاصمة قائلين إن "الشعب واع وليس بحاجة إلى أحزاب سياسية تدفعه إلى الخروج إلى الشارع"· وكان شباب المدنية المتواجدين في الرّصيف المواجه للرّصيف الذي تجمّع فيه المتظاهرون يرفعون العلم الجزائري ولافتات كتب عليها "من أجل جزائر قوية وآمنة"· وفي حدود العاشرة و45 دقيقة وصل الأمين العام للتجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي إلى حدود ساحة المدنية، لكن شباب الحي منعوه من التقدّم إلى الساحة، وبعد ذلك تفرّق المتظاهرون القليلون المتجمّعون وشباب الحي في هدوء· وفي عين البنيان (غرب العاصمة) حاول نحو عشرون متظاهرا وعلى رأسهم نائب التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية نور الدين آيت حمودة السير لكنهم منعوا من قبل قوّات الأمن قبل أن يتفرّقوا في هدوء، وكانت كلّ المحلاّت التجارية في هذه المدينة السياحية مفتوحة وكان المواطنون يتابعون نشاطاتهم بشكل عادي· وبحي حسين داي تجمّع زهاء الأربعين شخصا من بينهم المحامي علي يحيى عبد النّور الرئيس الشرفي للرّابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أمام مجلس قضاء الجزائر رافعين لافتات كتبت عليها "كرامة وعدالة" و"شبيبة ضائعة"، وهنا أيضا ردّد عدد من المواطنين معظمهم من شباب الحي شعارات دعم لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ورفعوا صورا له، وبعد ذلك تفرّق المتظاهرون في هدوء· ** الفشل وسعدي يطاردان بعضهما! لسنا ندري إن كان الفشل هو من يطارد زعيم حزب التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي أم أن سعيد سعدي هو من يطارد الفشل· فبعد فشل مسيراته السابقة كلّها نتيجة ضعف استجابة المواطنين لها، تلقّى سعدي صبيحة أمس السبت صفعة مدوّية جديدة حين أخفق في جمع عدد من المواطنين يسمح له بممارسة "تخلاطه" المعتاد، هو ومن معه، ليعود إلى بيته وربما إلى باريس مكسور الخاطر والوجدان بعد أن أدرك أنه يطارد خيط دخان· ورغم أن العالم كلّه شهد على فشل المسيرات الوهمية السابقة التي أرادت شلّة من أدعياء التغييريين بزعامة القائد "الأبدي" لحزب الأرسيدي تنظيمها، إلاّ أن هذا القائد المسمّى سعيد سعدي، والذي بات العاصميون وكثير من الجزائريين يسمّونه بسعيد "صامدي" نسبة إلى يوم السبت الذي جعل منه الرجل عيدا أسبوعيا "للتخلاط"، إلاّ أن سعيد "صامدي" بدا أكثر "إلحاحا" على تسجيل نقاط جديدة في سجّل فشله المستمرّ وإلاّ فبماذا نفسّر مبادرته الفاشلة أمس السبت بتنظيم بدل المسيرة الفاشلة الواحدة ثلاث مسيرات فاشلة ليكون فشله مكرّرا ثلاث مرّات في يوم واحد؟ فهل فهم الآن سعدي أن الشعب يمقته ولا يمكن أن يستجيب لرغباته السياسوية؟·· ذلك ما نتمنّاه· ** من 300 شخص·· إلى "لا أحد"! من 300 شخص إلى 200 إلى 60 إلى "لا أحد"·· هذا هو المنحى التنازلي المتسارع الذي سارت وفقه مخطّطات أدعياء التغيير الذين تلقّوا صبيحة أمس صفعة سياسية وشعبية جديدة شديدة المفعول، بعد أن لقيت دعوتهم للسير في شوارع الجزائر العاصمة فشلا ذريعا، وأخفقوا في تجنيد أكثر من بضع عشرات من الأشخاص الذين سرعان ما تفرّقوا بعد أن تبيّن لهم أن الجزائريين يدركون جيّدا ما ينفعهم وما يضرّهم وغير مستعدّين للاستجابة لدعوات مشبوهة· وتعدّ صفعة أمس رابع صفعة يتلقّاها أعضاء ما يسمّى بالتنسيقية الجزائرية من أجل التغيير والديمقراطية، بعد صفعات 26 و19 و12 فيفري، بشكل يشير إلى أن أدعياء التغيير في طريقهم إلى الانقراض· وإذا كانت مسيرة السبت 19 فيفري الفاشلة قد شهدت حضور نحو مائتي شخص في غياب رئيس التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي، فإن مشاركة هذا الأخير في مسيرة السبت 26 فيفري الفاشلة أيضا زادتها فشلا على فشل، ليتجلّى الفشل بشكل أكبر في مسيرة أمس· ** 15 شخصا يريدون تغيير النّظام! تمّ أمس السبت بوسط مدينة وهران تفريق مسيرة غير مرخّص لها حاول ممثّلو التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية القيام بها حين تجمّع زهاء الخمسة عشر شخصا جلّهم من التنسيقة بساحة "أوّل نوفمبر" بوسط مدينة وهران في محاولة لتنظيم مسيرة انطلاقا من هذه الساحة باتجاه مقرّ الولاية مرورا بشارع العربي بن مهيدي لم يكترث لها المواطنون، عدا بعض المارّة الفضوليين وممثّلو وسائل الإعلام المحلّية· كما استفسر عدد من المارّة عن سبب تجمّع البعض بهذه الساحة التي يحبّذ الكثير من المواطنين القاطنين بالأحياء المجاورة لها قضاء بعض الوقت في فضائها خلال أيّام العطل ونهاية الأسبوع، حسب تصريحات البعض منهم للصحافة· وللتذكير، فقد أشارت مديرية التنظيم والشؤون العامّة لولاية وهران أوّل أمس الخميس إلى "أنه لم يتمّ منح أيّ رخصة لتنظيم مسيرة اليوم السبت"، موضّحة أن القانون 28/89 الخاصّ بالمظاهرات العمومية "يشترط إيداع الطلب قبل 8 أيّام من موعد تنظيمها"· وأوضح نفس المصدر أن وفدا عن فرع وهران للتنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية استقبل يوم الأربعاء الماضي بمديرية التنظيم والشؤون العامّة للولاية، حيث أودع طلبا للترخيص لتنظيم مسيرة ليوم السبت· ** برافو لقوّات الأمن·· فشل التغييريين في مسيرة أمس السبت ككلّ سبت، قابله نجاح قوّات الأمن في التعامل بذكاء واحترافية كبيرة مع الأفراد المشاركين في المسيرات الفاشلة، حيث قدّم رجال الأمن على اختلاف مواقعهم صورة حضارية راقية وهم يتعاملون برزانة وهدوء مع مسيرات الوهم الفاشلة، وتفادوا استخدام العنف رغم بعض الاستفزازات التي تعوّد بعض أدعياء التغيير على القيام بها· وتأتي احترافية رجال الأمن في التعامل مع "التغييريين" تعبيرا عن وعي المنتسبين إلى هذا الجهاز وحرصهم على تنفيذ توجيهات المدير العام لجهاز الأمن الوطني اللّواء عبد الغني هامل المستمدّة من توجيهات القاضي الأوّل في البلاد السيّد رئيس الجمهورية الذي حرص أكثر من مرّة على تقديم تعليمات دقيقة تقضي بضرورة تفادي استخدام العنف في التعامل مع الاحتجاجات والاعتصامات وغيرها من التظاهرات·