مسيرة وفاق سطيف (الجزء الثاني) ** بعد أن تعرفنا في حلقة أمس عن المباراة النهائية الأولى التي خاضها أبناء سيدي الخير وعين الفوارة أمام ترجي مستغانم وهي الأولى في تاريخ الجزائر المستقلة والتي انتهت بالتعادل هدف لمثله اضطر الفريقان لخوض مباراة ثانية لتحديد هوية الفائز بأول كأس في تاريخ الجزائر المستقلة. ترى كيف ابتسم الحظ للفريق السطايفي؟ ما هي التشكيلة التي قادت الوفاق إلى منصة التتويج؟ من هو اللاعب الذي أدخل الوفاق تاريخ كأس الجزائر من أبوابه الواسعة؟ وإذا بعد التتويج الأول؟ تلكم من بين الأسئلة وغيرها من الأسئلة التي سنجيبكم عنها في حلقة هذا العدد. نهائي 1963 المعاد كوسيم وماتام يدخلان الوفاق التاريخ التقى الفريقان من جديد يوم 12 ماي بملعب 20 أوت وأمام نفس العدد من الجماهير التي حضرت النهائي الأول ومرة أخرى طغى على مدرجات الملعب اللونين الأسود والأبيض وهما اللونان الرسميان لفريق الوفاق على غرار اللقاء الأول احتفظ كل مدرب بنفس العناصر التي لعبت اللقاء الأول بينهما وقد تقرر الاحتفاظ بنفس طاقم ثلاثي التحكيم الذي أدار اللقاء الأول والمتكون من الثلاثي خليفي في الوسط بمساعدة شكايمي وبن فنيف. في غياب الرئيس أحمد بن بلة حضر فرحات عباس وهواري وبومدين قبل الدخول في حيثيات اللقاء نشير أن النهائي المعاد غاب عنه رئيس الجمهورية المرحوم أحمد بن بلة لارتباطات سياسية وحضر بدل عنه كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني المرحوم فرحات عباس ووزير الدفاع هواري بومدين إضافة إلى وزير الشباب والرياضة آنذاك والرئيس الحالي للجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. اللقاء الوفاق يهزم الترجي بهدفين نظيفين منذ البداية اتضحت ملامح المقابلة على أن الفوز سيكون حليف الوفاق بالنظر إلى دخوله المباراة بكل قوة بغية الوصول إلى شباك الحارس ولد موسى الذي قاوم لوحده الكثير من محاولات زملاء ماتام الذي فرضوا أسلوب أدائهم وهذا بفضل حنكة المدرب الراحل مختار لعريبي الذي درس جيدا قوة وضعف فريق الترجي الأمر الذي مكنه من فرض أسلوبه الذي تفوق على أسلوب المدرب الفرنسي للترجي افوستان. بعد أكثر من نصف ساعة من اللعب دون أن يتمكن أي فريق من الوصول إلى منافسه جاءت الدقيقة ال33 التي أفرحت أنصار الوفاق بعد أن تمكن اللاعب ماتام من فتح باب التسجيل إثر خطأ من الحارس ولد موسى الذي فشل في التقاط الكرة لتجد اللاعب كوسيم بودعها بطريقة بديعة الشباك معلنا عن افتتاح باب التسجيل وسط فرحة عارمة لأنصار الوفاق وبهدف دون رد انتهى الشوط الأول. شهد الشوط الثاني استفاقة ملحوظة من جانب لاعبي الترجي بشنهم خطة هجومية كادت أن تجد طريقها في أكثر من مرة إلى شباك الحارس قرشيشي الخطة الهجومية لفريق الترجي كلفته قبل دقيقتين من صافرة النهاية هدفا ثانيا وقعه اللاعب ماتام كان بمثابة ضربة قاضية لمحاولاتهم لتعديل النتيجة لم يتأخر بعدها الحكم خليفي من إعلان النهاية بفوز وصف بالمستحق لفريق الوفاق بنتيجة هدفين دون رد وبذلك ينتزع الوفاق أول كاس للجزائر المستقلة. احتفالا بتتويج فريقهم بالكأس الغالية أنصار الوفاق يغزون أرضية الميدان مباشرة بعد إعلان الحكم خليفي صافرة النهاية بفوز فريق الوفاق بهدفين لصفر قام الكثير من أنصار الفريقين بدخولهم إلى أرضية الميدان طمعا في الحصول على قميص من لاعبي الفريقين الأمر الذي حول الملعب إلى فوضى عارمة اضطر رجال الأمن للتدخل لإخراج الجماهير لكن استعصى إخراجهم مما أثار استياء الحرس الخاص لرئيس المجلس الشعبي الوطني برئاسة المرحوم فرحات عباس رئيس الجمهورية ووزير الدفاع المرحوم هواري بومدين ليصعد وسط زخم هائل من الجمهور قائد الوفاق إلى المنصة الشرفية ليتسلم الكاس الغالية. وفور تسلمه للكأس غادر الموكب الحكومي عشاق الكحلة والبيضاء يعيشون أفراحا لا تنسى من ذاكرة كل من حضر هذا النهائي امتدت إلى منطقة عين الفوارة التي حول شبابها وعشاق الوفاق الليل نهار حيث دامت هذه الأفراح إلى يوم الخامس جويلية الذي تزامن مع الذكرى الأولى للاستقلال فكانت الفرحة فرحتين فرحة الاستقلال وفرحة التتويج بأول كأس للجزائر المستقلة وهو التتويج الذي مهد الطريق لفريق الوفاق بانتزاع الكأس الموالية عام 1964. البطاقة الفنية للنهائي المعاد وفاق سطيف 2 ترجي مستغانم 0 التاريخ:12 ماي 1963 المكان: ملعب 20 أوت بالجزائر العاصمة عدد المتفرجين: 15 ألف متفرج الحكم: خليفي الأهداف: كوسين في الدقيقة ال33 وماتام في الدقيقة ال88 للوفاق التشكيلتان: الوفاق: فرشيشي بولكفول1 بوروبة بولكفول2 بن محمود بولكفول 3 خميشة نقاش كوسيم ماتام قيرواني. المدرب: مختار لعريبي. الترجي: ولد موسى بن محمد ولد الباي عصمان سراجي بن عيسي1 سوداني خليل كلافير بن عيسي 2 مسعود. المدرب: ولد الباي واوفوستين. 1964 : وفاق سطيف 2 مولودية قسنطينة 1 الوفاق يحافظ على تاجه حافظ وفاق سطيف بحبه للسيدة الكأس فالتتويج الأول بفوز زملاء لونيس ماتام بقيادة المدرب المرحوم مختار لعريبي على ترجي مستغانم سمح للفريق من بلوغ المباراة النهائية فوجد نفسه في المحطة النهائية أمام الموك بقيادة نجمه زفزاف وتحت قيادة المدرب رواج. لعبت المباراة بملعب 20 أوت يوم 15 ماي تحت أنظار أكثر من 10 آلاف متفرج وأدار المباراة الحكم شكايمي وكان الفوز حليف الوفاق بهدفين لواحد من توقيع بن كاري في الدقيقتين ال15 و46 للوفاق وبودماغ في الدقيقة الأخيرة من المرحلة الأولى. اللقاء تابعه هذه المرة رئيس الجمهورية آنذاك المرحوم أحمد بن بلة وبعد أفراح لاعبي الوفاق جراء إنهائهم اللقاء بالفوز بهدفين لهدف لم يتمالك العشرات من أنصار الفريق أنفسهم وراحوا يقتحمون أرضية الميدان طمعا بالحضور على أحد قمصان اللاعبين الأمر الذي اضطر رجال الأمن للتدخل وإخراجهم من الميدان. بعد أن هدأت الأمور راح لاعبو الفريقين واحدا تلوى الآخر يصعدون إلى المنصة الشرفية لملعب 20 أوت وكما هو الحال تقدم لاعبو الفريق المنهزم للحصول على الميداليات الفضية وبعدها كان الدور للاعبي الفريق المتفوق ونعني بهم الوفاق لتأتي اللحظة التي يتمناها الجميع وهو حمل الكأس الغالية هذه المرة أهداها رئيس الجمهورية المرحوم أحمد بن بلة إلى قائد الوفاق وبعد أخذهم صور تذكارية نزل إلى أرضية الميدان لينفجر أنصار الوفاق كالبركان الهائج فرحا باحتفاظ فريقهم بالكأس لتنطلق بعدها الأفراح بمدينة عين الفوارة فيما راح أنصار الموك يمسحون عيونهم من دموع الخسارة. وقبل أن نترك هذا النهائي نشير أن لاعب الوفاق بن كاري بات أول لاعب يسجل هدفين في مباراة نهائية رافعا رصيد أهدافه في النهائيات إلى خمسة أهداف. 1967 : وفاق سطيف 1 شبيبة سكيكدة 0 الوفاق للمرة الثالثة النهائي الخامس جمع وللمرة الثانية بين فريقين من الشرق الجزائري فبعد نهائي 1964 الذي نشطه الوفاق ومولودية قسنطينة نشط نهائي الطبعة الخامسة كل من وفاق سطيف وشبيبة سكيكدة وكما عود الوفاق محبيه انتزع الكأس بملعب 20 أوت يوم 18 جوان 1967 أمام 10 آلاف متفرج وقاده الحكم شكايمي سجل الهدف الوحيد للوفاق كوسيم في الدقيقة ال68. النهائي حضره رئيس الجمهورية هواري بومدين رحمه الله وهو أول تتويج لفريق الوفاق مع هواري بومدين كما بات فريق شبيبة سكيكدة ثالث ضحية للوفاق في النهائي بعد ترجي مستغانم في سنة 1963 ومولودية قسنطينة في نهائي 1964. وبما أن هذا النهائي احتضنه ملعب 20 أوت بات هذا الملعب الوحيد الذي يحتضن المباريات النهائية واحتكر الغلة لوحده. ملاحظة أخرى تستوقفنا في هذا النهائي ارتفاع عدد الأندية التي بلغت النهائي إلى ستة نوادي وهي وفاق سطيف ثلاث مرات ترجي مستغانم مرتين ومرة واحدة لكل من مولودية سعيدة ومولودية قسنطينة وشباب بلوزداد ورائد القبة وشبيبة سكيكدة ثلاثة منها حازت على الكأس وهي الوفاق ثلاث مرات ومرة واحدة لكل من الشباب ومولودية سعيدة فيما أخفقت بقية الأندية الأخرى في بلوغ منصة التتويج. زد إلى كل هذا أن تتويج الوفاق بالكأس وضعه على سدة التتويجات بثلاث كؤوس كما أنه لأول مرة يشهد النهائي إلا هدفا واحدا. 1967- 1968 : الثنائية التاريخية استطاع وفاق سطيف في موسم 1967/1968 أن يبسط سيطرته على الكرة الجزائرية بحصوله على الثنائية البطولة والكأس. فقبل تتويجه بلقب البطولة الوطنية وهي الأولى في تاريخ النادي استطاع جيل عبد الحميد صالحي الذي كان في بداية مسيرته الكروية من الفوز بالكأس للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه بقيادة المرحوم مختار لعريبي حيث أضاف النسر الاسود في النهائي السادس في تاريخ السيدة الكأس نصر حسين إلى قائمة ضحاياه. جرت المباراة النهائية يوم 19 ماي 1968 بملعب 20 أوت نهائي وأداره الحكم بن زلاط. كما كان منتظرا حفل النهائي بمهرجان من الأهداف لكن الذي ميزه هو امتداده إلى الوقت الإضافي فبعد نهاية الوقت الرسمي بالتعادل هدفين لمثلهما كان لا بد من فائز فتم تمديد اللقاء إلى وقت إضافي ابتسم فيه الحظ لم تعشقه السيدة الكأس الوفاق السطايفي. افتتح الوفاق باب التسجيل مبكرا بواسطة اللاعب كوسيم في الدقيقة ال 12 وثالث هدف لهذا اللاعب في النهائي وبات أول لاعب يوقع ثلاثة أهداف ليتخلص من شريكه على رأس الهدافين حسان لالماس وعلى وقع تقدم الوفاق بهدف يتيم انتهى الشوط الأول. المرحلة الثانية وبعد دقيقتين فقط من اللعب النصرية تعدل النتيجة بواسطة اللاعب سعدي هدفا فتح شهية النصرية لإضافة هدف ثان بواسطة عوار في الدقيقة ال60 وفي الوقت الذي دخلت المباراة أنفاسها الأخيرة وعلى إثر خطأ فادح من مدافع النصرية بوياحي بمخادعته لحارس فريقه عمار هدفا كان أشبه بالصاعقة على بقية لاعبيه فقبل أربع دقائق من نهاية الوقت الإضافي واللقاء ككل لاعب الوفاق القزم عبد الحميد صالحي وعلى إثر محاولة فردية استطاع أن يسجل الهدف الثالث هدفا وضع فريقه فوق منصة التتويج وهو رابع كأس للوفاق وبات أول فريق يحصل على الكأس للمرة الثانية على التوالي. تطالعون في الحلقة المقبلة: بعد توقف الماكينة لمدة 12 سنة عادت من جديد لتحصد المزيد من الكؤوس فجاء التتويج الخامس والسادس والسابع إضافة إلى نيله الكأس الافريقية الغالية عام 1988 ترى كيف جاءت تتويجات الوفاق بكل هذه الكؤوس؟ ذلك ما سنتعرف عليه في الحلقة المقبلة وإلى ذلكم الحين تقبلوا مني أنا معد هاته السلسلة كريم مهدي ألف سلام وسلام ودمتم أوفياء لنا.