الصدقات تتهاطل عليهم من باب الرحمة المتسولون الأفارقة يغزون الشوارع شد انتباه الكل التدفق الكبير للنازحين الأفارقة الذين عادوا وبكثرة إلى شوارع الجزائر العاصمة في الآونة الأخيرة ومارسوا التسول بحيث انتشروا جماعات جماعات نسوة ورجالا من مختلف الأعمار إلى جانب الأطفال والرضع يتنقلون من مكان إلى مكان ولسان حالهم يقول (صدكة... صدكة في سبيل الله) كلمة حفظها الجزائريون عن ظهر قلب وجلبت لهم الضحك أحيانا إلا أنهم لا يتأخرون على مد يد العون إلى هؤلاء اللاجئين ومساعدتهم بالتصدق بالمال وحتى الأكل واللباس من باب الشفقة والرحمة بهم. عتيقة مغوفل يتدفق النازحون الأفارقة على الجزائر منذ أن عرفت بلدانهم الأصلية أوضاعا أمنية غير مستقرة وفيما تصيد بعضهم فرص العمل في البناء راح البعض الآخر لممارسة التسول من أجل الحصول على لقمة العيش. المساجد وجهتهم لممارسة التسول قامت(أخبار اليوم) بجولة استطلاعية إلى بعض شوارع العاصمة أين شد انتباهنا عدد كبير من المتسولين الأفارقة الذين ينتشرون في العديد من الأمكنة هدفهم واحد استعطاف المارة من أجل الحصول على النقود منهم ومن بين أكثر الأماكن التي تعد إستراتجية لهذه الفئة من الناس المساجد لأن الكثير منهم أصبحوا يعلمون أن المساجد من أكثر الأمكنة التي يتردد عليها الجزائريون نظرا لقداستها ومن بين أكثر المساجد التي يتردد عليها المتسولون مسجد الرحمة الواقع بشارع ديدوش مراد وبينما كنا بمحاذاة المسجد وقت صلاة الظهر لاحظنا الكثير من الأفارقة جالسين أمام مدخل المسجد ينتظرون خروج المصلين وكان أغلبهم يستعملون عبارات كثيرة حتى يستعطفون الناس ويتمكنوا من الحصول على المال فهناك من يتسول مستعملا عبارة (صدكة) بمعنى صدقة وهي واحدة من أكثر العبارات المحلية التي يتقنها هؤلاء ومنهم من يستعمل عبارة في سبيل الله إلا أنه وما أثار انتباهنا أن الكثير من المصلين كانوا يتعاطفون مع أولئك المتسولين الأفارقة وكانوا يخرجون من جيوبهم المال ويتصدقون عليهم خصوصا مع أوضاعهم المزرية بعد أن هجروا بلدانهم. وخلال رمضان كان المتسولون الأفارقة يتربصون بالمصلين خلال صلاة التراويح والتي عادة يؤديها الملايين من الجزائريين من الجنسين معا رجالا ونساء وهو الأمر الذي يجعلها فرصة سانحة لهم حتى يصطادوا أكبر عدد ممكن من الزبائن ومن بين المظاهر التي يصنعها المتسولون أمام أبواب المساجد الشجارات التي تنشب بينهم عن الأماكن حيث أن كل واحد فيهم يدعي أنه هو الأول من قصد المسجد من أجل التسول. الأسواق وجهة أخرى إلى جانب المساجد فإن هناك فئة أخرى من المتسولين الأفارقة الذين يفضلون الأسواق الشعبية من أجل التسول بها هؤلاء الأشخاص عادة ما يتسولون المال أو بعض الخضر والفواكه ومن بين الأسواق الشعبية التي ينتشر فيها المتسولون بكثرة سوق باب الوادي الشعبي حيث أنه وكل من يدخل إليه يلاحظ عددا كبيرا من الأفارقة ينتشرون به حيث أنه وبينما كنا في جولة به وحين مررنا أمام إحدى القصابات المتواجدة بالسوق شد انتباهنا وجود متسولتين واحدة جالسة على الجهة اليمنى لباب المحل والثانية جالسة على الجهة اليسرى منه ومعها طفلان أحدهما رضيع لم يتجاوز عمره الأربعة أشهر كلاهما كانت تحاول أن تصل إلى أول زبون يخرج من المحل. من جهة أخرى هناك بعض المتسولين الأفارقة من فضلوا التجول داخل أرجاء السوق من أجل تسول بعض الخضر والفواكه من الناس وكلما يشاهدون زبونا يقف أمام طاولة لبيع أي سلعة يطلبون منه أن يشتري لهم القليل منها ليخرج بعدها هؤلاء المتسولون من السوق محملين بأكياس كبيرة من الخضر والفواكه وحتى اللحوم والجدير بالذكر هناك فئة من هؤلاء المتسولين من استطاعوا تدبّر مأوى من خلال تشييد بعض الخيام أو السكن في أقبية العمارات بالعاصمة أو في بعض المحلات المهجورة والتي يستعلمها هؤلاء كملجأ لهم.