أصبح دأب كثير من الرجال انتقاص المرأة والحط من قدرها لسوء فهمهم لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الرغم من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصانا بالنساء في أكثر من موضع. ومن ذلك عدم فهم الكثيرين لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن المرأة خلقت من ضلع أعوج ولم يدركوا أن النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أراد المعنى المجازي وليس اللفظي بل غفلوا عن أول الحديث وآخره ولم يروا فيه إلا الضلع المعوج. فالحديث الشريف يبدأ بتوصية الناس بالمرأة وينتهي بالتوصية مرة أخرى فيقول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: استوصوا بالنساء خيرًا فإنهنَّ خُلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركتَه لم يزل أعوج فاستوصوا بالنِّساء خيرًا. وسياق الحديث واضح ومعناه جلي في أنه يلفت الإنتباه إلى مراعاة مشاعر المرأة التي لها تركيبة خاصة وضرب مثالًا بالضلع الذي هو معوج ليحمي الصدر والقلب فالضلع الأعوج ينكسر إن حاولت تقويمه أو معاملته بالقوة وهكذا المرأة فلا بد أن تعاملها بلطف في كل حال. فالخلق هنا خلق معنوي لا مادي كما في قوله تعالى عن الإنسان {خُلِقَ الإنسانُ مِن عَجَل} وليس هناك مادة اسمها العجل بل تتحدث الآية عن طباعه. كما أن هؤلاء لم ينتبهوا إلى أن اعوجاج الضلع هو عين كماله .. لأن الضلع لو كان مستقيمًا لأصبح معيبًا فكمال الضلع الذي في الصدر هو اعوجاجه والفساد أو العيب هو إخراج الشئ عن حد اعتداله لمهمته فلا تتم مهمة الضلع إلا باعوجاجه. ومن ذلك نفهم أن الإعوجاج هنا هو صفة مدح وليس صفة ذم للمرأة لأن هذا العوج في حقيقته هو استقامة المرأة لمهمَّتها في الحياة. فكل هذه الألفاظ هي استعارة وتشبيه لا سببا لتنَّقص المرأة وازدرائها بل القرآن الكريم الأحاديث النبوية الشريفة في أكثر من موضع قد وضحت المعنى المراد يقول تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن النساء: ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم وقال كذلك: خياركم خياركم لنسائكم وقال أيضًا: رفقًا بالقوارير وكذلك: استوصوا بالنساء خيرًا فإنما هن عوان عندكم.