ستنظم جمعية »تقجذيث ناث زعيم« التابعة لقرية آث زعيم بمعاتقة بالتنسيق مع لجنة القرية، أياما دراسية بتاريخ 28 و29 و30 ماي الجاري حول صناعة الفخار بمنطقة القبائل عموما ومعاتقة، التي تُعد مهدا للفخار، خصوصا في الأيام الدراسية التي ستعرف مشاركة العديد من المحاضرين من حرفيين وباحثين جامعيين، ينتظر منها أن تناقش كيفيات وسبل الحفاظ على هذا الإرث الحضاري الآيل نحو الاندثار بفعل الإهمال الذي طاله منذ زمن، جراء التأثير السلبي للحياة العصرية على كل ما هو تقليدي. وسيتم تسليط الضوء على العراقيل والصعوبات التي يواجهها الحرفي انطلاقا من جلب المادة الأولية وصولا إلى تكديس المنتوج وصعوبة تسويقه، حيث رفعت هذه الجمعية التحدي وتبنت مهمة إعادة بعث الفخار بالمنطقة بتنظيم عمل الحرفيات، اللواتي حافظن عليه وأوصلنه للأجيال الحاضرة بإمكانات قليلة ووسائل بدائية. وللإشارة، فإن القرية تتوفر على ما لا يقل عن 10 حرفيات يتم إشراكهن في المناسبات والمعارض المحلية والوطنية للصناعات التقليدية. ويبقى الهدف الأسمى لسكان المنطقة هو العمل على إقحام الفخار عالم التسويق على المستويين الوطني والدولي، إلا أنه قبل خوض هذه المغامرة يتطلب الأمر تضافر الجهود بين الحرفيات صانعات الفخار كحرفة موروثة وممارستها كهواية وأهل الاختصاص علميا، الأمر الذي يسمح بضمان الجودة والنوعية في المنتوج بعد تزاوج العمل النظري للباحثين بالعمل التطبيقي للحرفيين، وذلك ليتمكن هؤلاء من الاعتماد على حرفتهم كمصدر قوت لعيشهم، حيث لا تتعدى صناعة الفخار حاليا كونها هواية تمارسها المرأة بدافع الحاجة إلى التعلق بها، ولم ترق بعد لتكون مهنة يُعتمد عليها. وأكد بعض المشاركين أن عملية تسويق الفخار حاليا فشلها لايزال واردا. والطريقة التي تُعد مناسبة في الوقت الراهن هي العمل وفقا لطلبات المشترين. وأضاف رئيس الجمعية السيد (م. عبد الرزاق) خلال الندوة الصحفية التي نظمها للتمهيد للأيام المزمع انطلاقها نهاية الشهر الجاري، أن هذه الأيام سيكون لها بعد تحسيسي لسكان المنطقة المطالَبين والمكلفين بمهمة الحفاظ على مكانة الفخار على مستوى دائرة معاتقة والثقافة المحلية. وتماشيا مع الظروف الراهنة على الجميع العمل على إقحام الفخار في المجال الاقتصادي والتجاري كخطوة نحو استغلال كل ما وهبته الطبيعة دون الإخلال بالبعد الثقافي لهذا المكسب المتوارث بين الأجيال. وتم برمجة ورشات للأطفال بإشراف الحرفيات، وذلك لضمان تكوين الجيل الصاعد واستمرارية وجود الفخار في الوسط القبائلي، إلى جانب عرضه بعدما فقد الكثير من صناعه والأنامل التي حافظت عليه وأوصلته إلينا بإمكانات شحيحة جدا.