تتميز ولاية تيزي وزو بغنى تراثها الثقافي في مجال الصناعة التقليدية والتي تشمل صناعة الفخار، السلال، الفضة والنسيج ، هذه الأخيرة التي تعد حرفة إحتكرها سكان الولاية خاصة نساء منطقة آث هشام بعرش أث يحي، ويعود تمسك أهل المنطقة بهذه الصناعة الى معرفتهم الدقيقة لكيفية إستغلال الثروات الطبيعية التي تحيط بهم. إحتضنت قرية آث هشام الواقعة بدائرة عين الحمام وتحديدا بالطريق المؤدي الى بلدية أيت يحي فعاليات الأسبوع الوطني بعيد الزربية الذي نظمته الجمعية الثقافية ثيلوى التابعة لذات القرية بالتنسيق مع مديرية الصناعات التقليدية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، التظاهرة التي تدوم الى غاية 14 أوت الجاري تنظم بإكمالية بن شعلال التابعة لذات القرية، وكان قد أشرف على إنطلاقها كل من الأمين العام للولاية. للإشارة إن برنامج هذه التظاهرة تضمن معرضا واسعا لمختلف الصناعات التقليدية وغيرها بمشاركة حوالي 60 عارضا من 14 ولاية منها سطيف، غرداية، خنشلة، الواد، وتلمسان، ويعد فن النسيج فضاء للمرأة تعبر من خلاله عن أحاسيسها وحياتها اليومية وذلك عن طريق مختلف الرموز والأشكال والألوان، ومن الأنسجة المعروفة نجد كلا من "أخلال" و"أعذيل"وهي عبارة عن أغطية بمنطقة القبائل تستخدم في فصل الشتاء، إضافة الى المنسوجات التي تستخدم لتزيين المنازل ، حيث عرضت نساء المنطقة من المشاركات منتوجاتهن للبيع بأثمان تتراوح مابين 18 ألف الى 24 ألف دج، مع العلم أن المرأة القبائلية تعتمد على هذه الحرفة لتلبية حاجياتها الإقتصادية مثلما يوضحه القول المشهور في المنطقة والذي يردد عند الشروع في عملية النسيج "أيها الرجل إن لم أعجبك، فإن بيت أبي موجود بأنسجة برنوس جميل يدر علي المال كاالمطرسآكل القمح والشعير وأتفادى الزواج التعيس". وتعتبر التظاهرة التي نظمت في طبعتها التاسعة بمثابة فرصة النساء الحرفيات المحتكرات لهذا الفن لعرض منتوجاتهن خاصة وأنهن يعانين مشكل التسويق، حيث طلبت من المسؤولين بالولاية المساعدة لضمان إستمرارية هذه الحرفة لكونها جزء من تراث المنطقة بصفة خاصة والوطن بصفة عامة. وقد منح المسؤولون بوزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية في إطار تدعيم هذه الصناعة والعيد الوطني للزربية مبلغا ماليا بقيمة مليون دج، ومن جهته منح المجلس الشعبي الولائي بتيزي وزو لإحياء عيد الزربية مبلغا ماليا قدره 50 مليون سنتيم، وذلك لضمان إستمرار إحياء هذه الحرفة التي تعد إرثا ثقافيا يجب حمايته من الزوال.