يبدو أن الزعيم الليبي القذافي يعوّل كثيراً على سلاح الجو لحسم معركته ضد الثورة في المدن الغربية والشرقية، ويعد ذلك من المرات القليلة في التاريخ التي يستخدم فيها حاكم القوة الجوية لضرب شعبه، وذلك في وقت تزايدت فيه المطالبات بضرورة فرض حظر جوي على ليبيا. وتتكون القوات الجوية لنظام القذافي من نحو 23 ألف مقاتل، من ضمنهم قيادة الدفاع الجوي، وما يقرب من 280 طائرة عاملة، موزعة ما بين القاذفات والمقاتلات وطائرات النقل، وأغلب هذه الطائرات هي من صنع سوفيتي مثل طائرات "ميغ" وطائرات "سوخوى"، أو من صنع فرنسي مثل طائرات "ميراج". وإضافة إلى ذلك تمتلك قوات القذافي ما يقرب من 40 طائرة عمودية مقاتلة ومخصصة للنقل، وعدد غير معروف من الطائرات موجودة فى المخازن أو غير صالحة للعمل. وتعتبر قاعدة معيتيقة أكبر قاعدة جوية في ليبيا، وتقع على بعد 11 كيلومترا من العاصمة طرابلس، ومنها تنطلق الطائرات لقصف الثوار، وقد شهدت تمردا عسكريا في بداية الثورة. وإضافة إلى مطار معيتيقة، هناك مطارات أخرى في ليبيا تستعمل لأغراض مدنية وعسكرية، أبرزها مطار بنينة الدولي ببنغازي، ومطار طبرق، ومطار البيضاء شرق ليبيا، التي يسيطر عليها الثوار، وكذلك مطار البريقة في الوسط، والذي يسيطر عليه الثوار كذلك. وهناك أيضا مطار سبها الدولي في الجنوب، ومطار سرت في الغرب، ومطار مصراتة في الشرق، وكلها مازالت تحت سيطرة قوات القذافي. وإذا تم تطبيق حظر جوي على ليبيا فإن أكبر المخاوف ستكون بطاريات صواريخ أرض/ جو المنصوبة على طول الساحل الليبي، وخاصة ما يعرف بصواريخ أس أي 6 التي ما زالت -رغم تصميمها منذ سنوات طويلة من قبل الاتحاد السوفياتي السابق- قادرة على إسقاط المقاتلات الأمريكية والأوروبية، ويسهل تحريكُها لتفادي كشف مكانها.