ذكر تقرير صادر عن مركز الدراسات لقناة "الجزيرة"، أمس، نقلا عن تقرير سنوي جديد لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أن كل من الجزائر وليبيا والمغرب وتونس تستأثر بثلث تجارة السلاح في القارة الإفريقية في السنة الماضية، مصنفا البلدان المغاربية في المرتبة العشرين بين الدول الأكثر تسليحا في العالم. توقف التقرير مطولا عند أبرز الصفقات العسكرية التي عقدتها بلدان المغرب العربي في إطار التسلح ، بدءا بالجزائر، حيث أشار إلى الصفقة التي تم توقيعها بين الجزائروروسيا في 2007 بقيمة 7.5 مليارات دولار لشراء 28 طائرة حربية من طراز سوخوي 30 أم كيو و36 مقاتلة من طراز ميغ 29 و16 طائرة تدريب من طراز ياك 130، بالإضافة إلى 300 دبابة من طراز تي 90 أس ورادارات وكميات أخرى من العتاد. وقال إن الصفقة شملت أيضا ثمانية أنظمة صواريخ أرض-جو من طراز تونغوسكي 300 وتجديد 250 دبابة جزائرية من طراز تي 72 . وذكر التقرير أنه غير معلوم من الصواريخ المضادة للدبابات من طراز ميتيس وكورنت، بالإضافة إلى القيام بأعمال صيانة للسفن الحربية الجزائرية روسية الصنع. أما عن ليبيا، فتطرق تقرير مركز الدراسات إلى الصفقة التي عقدتها في نوفمبر الماضي مع روسيا بمناسبة زيارة العقيد معمر القذافي لموسكو، لشراء 12 مقاتلة متطورة من طراز ميغ 29 و12 أخرى من طراز سوخوي 30 أم كيو ودبابات من طراز تي 90، بالإضافة إلى غواصة أو إثنتين من طراز 636، تعمل بالنظام المزدوج الكهربائي وديزل. وشملت أيضا اقتناء أنظمة دفاع جوي طويلة المدى وأخرى قصيرة المدى. واعتبر ذات التقرير هذه الصفقة، التي بلغت قيمتها 2.2 مليار دولار، من أكبر الصفقات العسكرية التي أبرمتها موسكو مع بلد عربي في السنوات الأخيرة. وكان القذافي قد أبرم صفقة مماثلة مع فرنسا خلال زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي لطرابلس في جويلية من العام الماضي، تعلقت بتحديث طائرات عسكرية ومدنية وشراء خافرات سواحل وأجهزة رادار وتحديث 30 طائرة حربية من طراز ميراج إف1 كانت اشترتها ليبيا من فرنسا قبل فرض حظر على تصدير الأسلحة إليها، وتُراوح قيمة الصفقة التي تُؤمنها كل من "أستراك" و"داسو للطيران"، بين 10 و20 مليون يورو لكل طائرة، بحسب مستوى التجديد الذي يطلبه الجانب الليبي. وتتميز هذه الفئة من الطائرات كما قال التقرير بكونها مجهزة بصواريخ جو-جو من طراز "ماجيك". وتعمل مجموعة "إيدس" للتصنيع الحربي أيضا على تجهيز ليبيا بنظام رادار لمراقبة الحدود والمواقع النفطية. وأشارالتقرير إلى توقيع المغرب على صفقة لشراء 28 طائرة حربية أمريكية متطورة من طراز أف 16. وأكد التقرير أن التونسيين ينفقون على التسلح أقل مما ينفق جيرانهم، مرجعا ذلك الى "سببين رئيسيين، أولهما أن البلد ليس غنيا بالموارد الطبيعية مثل جاريه ليبيا والجزائر، وثانيهما أنه اختار منذ استقلاله حصر القوات المسلحة في دور دفاعي بحت، مع الاعتماد على تحالفات مع القوى الغربية الكبرى لدرء أي خطر"، ومع ذلك - أضاف التقرير- فإن تونس طورت تعاونها العسكري مع إيطاليا، أحد مزوديها الرئيسيين بالسلاح، إذ زار وزير الدفاع الإيطالي أرتورو باريزي تونس مؤخرا، وركز محادثاته مع المسؤولين المحليين على سبل تعزيز الأمن في المتوسط ومكافحة الإرهاب، كما تزود كل من فرنسا والولايات المتحدةتونس بأسلحة دفاعية.