عندما يتحوّل أهل العرس لأعوان أمن ووقاية صفحة عبر الفايسبوك لفضح الأعراس الجزائرية * إجراءات صارمة لمنع استعمال الهواتف النقالة لازالت فضائح الفايسبوك تتواصل في الجزائر بحيث أثارت الأخبار المتداولة مؤخرا بشأن وجود صفحة على الفايس بوك تقوم بنشر صور وفيديوهات التقطت في عدد من الأعراس ببعض مناطق الوطن مخاوف العديد من العائلات المقبلة على إقامة أفراحها خلال الفترات المقبلة بما أننا في موسم الأفراح ما دفع الكثير منها إلى اتخاذ إجراءات وتدابير وقائية واحترازية صارمة لحماية شرفها وحرمتها في قاعات الأفراح والحفلات. نسيمة خباجة بعدما صارت تكنولوجيا الهاتف النقال بمختلف مستوياتها في متناول الكبير والصغير المثقف والأمي العامل والبطال من الجنسين ومن مختلف الفئات والأعمار ومع تسجيل ملايين المشتركين بمواقع التواصل الاجتماعي تويتر وانستغرام وفيس بوك تزايدت المظاهر السلبية لسوء استخدام هذه الوسائل كما انتشرت الجرائم الإلكترونية والمعلوماتية بشكل رهيب للغاية في مجتمعنا ولا تبدو التهديدات الأخيرة لإحدى الصفحات بنشر وفضح عدد كبير من السيدات والفتيات في الأعراس إلا نقطة في بحر من التجاوزات والجرائم الحديثة المرتكبة في عصر التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى مواقع لنشر الفحشاء والرذيلة ومستنقعا لبعض مرضى النفوس ممن هوايتهم الاصطياد في المياه العكرة. حظر استعمال الهاتف النقال هذه التهديدات كما سبقت الإشارة اليه اضطرت العديد من العائلات لاتخاذ إجراءات صارمة تمثلت في منع كل المدعوين سواء من الأقارب أو الأحباب والجيران والأصدقاء من استعمال هواتفهم النقالة لتصوير العروس أو أية لقطات أخرى من العرس تحت أية دوافع أو مبررات ومهما كانت درجة القرابة من العروس يقول سفيان وهو عريس تزوج قبل شهر رمضان المبارك إنه شدد على عروسه بعدم السماح لقريباتها أو صديقاتها بتصويرها مهما كلف الأمر وبالفعل يضيف سفيان العروس اضطرت إلى إخبار كل صديقاتها وقريباتها بالأمر وقد تفهمن الموضوع كما يقول سفيان وأضاف أنه هو الآخر عند دخوله مع عروسه في نهاية الحفل قام بدور الشرطي لتصيد كل من تحاول التقاط صورة له أو لعروسه ما جعله يضيع الاستمتاع بأجمل لحظات فرحه ينهي حديثه ضاحكا لكنه يؤكد أنها الوسيلة الوحيدة لحماية عروسه وباقي أفراد الأسرة من أية مشكلة قد تقع أما السيدة نعيمة المقبلة على تزويج ابنتها خلال أيام قليلة قالت إنها أوصت صاحبة الدي جي بأن تطلب من كافة النساء الحاضرات عدم استعمال الهاتف النقال مضيفة أنها ستقوم بتصوير حفل ابنتها بالاستعانة بمصورة محترفة وبالتالي فلن تكون بحاجة لأية صور أخرى. حتى المدعوات مستهدفات يبدو الأمر صعبا في ظل توفر الجميع اليوم على هواتف نقالة عالية الجودة وذات دقة تصوير متناهية إلى جانب أن الكثيرين صاروا يستخدمونها في تصوير أي شيء وكل شيء تقريبا جمال متزوج وأب لثلاث بنات ذهب إلى أبعد من ذلك...يقول إنه يشدد على زوجته ألا تنزع حجابها مهما كانت المبررات حتى ولو كان عرس أحد أشقائها كما يقول إن كل فتيات العائلة يحرصن على ارتداء ملابس محتشمة وغير فاضحة أو البقاء بحجابهن إن اقتضى الأمر لتفادي هذه المشاكل ولتجنب الرقص أو التواجد في الأماكن القريبة من العروس لتجنب التقطاهن بالكاميرا بأي شكل كان. كما راحت العديد من قاعات الحفلات إلى تعليق قصاصات تفيد منع استعمال الهاتف النقال منعا باتا ويكون ذلك بطلب من أهل العرس لتجنب الإحراج ومواجهة المدعوين بالأمر وتكون تلك القصاصات تعبيرا مباشرا عن رغبة أصحاب العرس في أخذ تلك التدابير لحماية أعراسهم وأعراضهم من الفضائح المتربصة بهم من طرف بعض الحاقدين بحيث أن نشر صور العرس تكون من بين الوسائل الانتقامية التي يستعملها البعض ضد آخرين بعد خصومات أو صراعات لم يكن لها حل إلا باللجوء إلى تلك السلوكات المنحطة وإفساد فرحة العمر. هي إجراءات قد تبدو صارمة أو قاسية كما أنها في بعض الحالات قد تسبب حساسيات كبيرة بين أفراد الأسرة ممن قد يمتعض من طلب أهل العروس عدم استخدام هواتفهم النقالة لكن الضرورات كما يقال تبيح المحظورات والغاية تبرر الوسيلة وعليه فإنه درءا لأية فتن وتفاديا للمشكلات من أي نوع فالأحسن اليوم هو تجنب كل هذه الشبهات والاكتفاء بحضور العرس ومشاركة أهله الفرح والبهجة وكم كانت أعراسنا وأفراحنا في السابق رائعة وجميلة على بساطتها ولم تفقد كأعراس اليوم نكهتها ورونقها.