عرفت الحملة الشرسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ضد من يتاجرون بصور الأعراس في صفحات الفايسبوك تجاوبا كبيرا، لاسيما وأن البعض خصص صفحات لنشر صور وفيديوهات للعائلات، حتى أن اقتراح منع إدخال الهاتف النقال في الأعراس عرف نسبة استجابة كبيرة تجاوزت ال50 بالمائة. شكّلت الضجة الإعلامية التي أثيرت حول بعض الفضائح التي يتم نشرها عبر صفحات الفايسبوك بلبلة وسخطا كبيرين لدى المجتمع الجزائري، خاصة بعدما تم عرض مشاهد وفيديوهات لأعراس عبر صفحات خاصة من طرف بعض النفوس المريضة التي تتلذذ بنشر خصوصيات الناس وعلى نطاق واسع، الأمر الذي دفع بالبعض إلى استغلال وسائل التكنولوجيا الحديثة في أغراض سيئة دون حسيب أو رقيب، على غرار الهواتف الذكية واللوحات الالكترونية وغيرها من الوسائل الحديثة ونشر صور وأشرطة فيديو خاصة بالأعراس والحفلات والمناسبات العائلية وجعلها متاحة للجميع والأسوأ من ذلك هو جعلها محط انتقادات ووصف من طرف المتصفحين لهذا المواقع، عن طريق نشر تعاليق ساخرة في أدق التفاصيل كطريقة الرقص أو المشي وكذا نوعية الحلويات والمشروبات وغيرها من الأمور التي تتميز بها الأفراح الجزائرية، مادفع بعض العائلات إلى منع المدعوين من إدخال واستعمال مثل هذه الوسائل في قاعة الحفلات، عن طريق تخصيص حارسات لهذا الشأن يقمن باستقبال المدعويين وسحبهم أجهزتهم النقالة ووضعها في أماكن آمنة إلى حين انتهاء العرس، وذلك من أجل تفادي أي مشاكل كتصوير نساء بفساتين سهرة مكشوفة أو نقل مقاطع رقص وإرسالها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعدما نتج عنه حالات طلاق ومشاكل عائلية لا تعد ولا تحصى، حسب القضايا المسجلة في المحاكم، في الوقت الذي اعتبرت فيه الكثير من الآراء ممن تحدثنا إليهم أن منع الهواتف النقالة المزودة بالكاميرات في الأعراس أمر مفصول ولا رجعة فيه، وذلك لتجنب استخدام صور عائلية لأغراض دنيئة، كما أنها لا تعتبر إهانة لأحد، بل هي مجرد تحصين لخصوصية وشرف العائلات لا أكثر ولا أقل. وفي هذا الإطار، كشف ناشط بإحدى الجمعيات الثقافية وكذا مسير قاعة حفلات بولاية تيبازة عن استحسان العائلات المنظمة للأعراس فكرة منع المدعويين من إدخال آلات التصوير في قاعات الحفلات، حيث وجدت فيها الحل الأنسب لتفادي الوقوع في أي مشادات مع الضيوف وكذا تجنبا لأي فضيحة قد تنجر عن ذلك، مؤكدا في الوقت ذاته أن منع التصوير بهذه الأجهزة في الأعراس والحفلات العائلية لاقت استجابة كبيرة في ولاية تيبازة وبنسبة تجاوزت ال50 بالمائة، حسب آخر التقارير المعمولة في هذا الشأن. وعن نجاح هذه العملية، يضيف المتحدث أنه تم تخصيص فتيات في مقتبل العمر لهذه المهمة، شرط أن يكن يجدن التواصل مع الناس والحديث معهم بطريقة لبقة وبدون استفزاز، خاصة وأن الكثيرين يرفضن فكرة وضع هاتفهم بعيدا عنهم مخافة السرقة.