أينما نقلب أبصارنا في قاعات الحفلات نجد الهواتف النقالة مصوبة باتجاه العروس وطاولات المدعويين تلتقط صورا تُحفظ فيما بعد... وغالبا ما تقع تلك الصور بين أيادي غير أمينة تكشف حرمة الحاضرين، ويتم تناقلها خاصة مع موجة العري التي تبعتها أغلب النساء في القاعات.. وبسبب ما ولّدته هذه الظاهرة من مشاكل أسرية، لجأت بعض الأسر إلى منع التصوير بالهواتف النقالة، بعبارة تُكتب على بطاقات الدعوة، كما علّق بعض أصحاب القاعات الملتزمة على جدران القاعة تعليمات تتضمن العبارة ذاتها "يُمنع التصوير بالهواتف النقالة"... * الرجلة والنيف والحرمة وغيرها من الصفات التي يعتز ويتمسك بها الرجل الجزائري هي ثغرات ينفذ منها خسيسو القوم إذا وقعت تحت أيديهم صور يحاولون من خلالها انتقاص رجولة فلان أو علان حتى وإن كانت الصورة غير "ثمينة"، يكفي فقط أن يقول أحدهم لآخر أنه يملك صورة لأخته أو زوجته وهي "تهتز" في أحد الأعراس لينهال عليه بالشتم والضرب المبرح، الذي قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه استشفاء في المؤسسات الصحية، أو استدعاءات في مراكز الشرطة ليحين بعدها دور الطرف المتسبب في الأزمة لتلقّي جميع أنواع الاعتداء من لكمات وركل وضرب، وقد يصل الأمر حد الطلاق بالنسبة إلى المتزوجات. * * * بعد منع اصطحاب الأطفال... ممنوع التقاط صور بالهاتف النقال * * لجأت في المدة الأخيرة بعض العائلات إلى إضافة جملة أسفل بطاقة الدعوة تمنع فيها استعمال الهاتف النقال تضاف إلى جملة مألوفة بالبطاقات تمنع اصطحاب الأطفال. * * وبدورها بعض قاعات الحفلات التي تحرص على الحفاظ على سمعتها بادرت إلى نشر تعليمات على جدران القاعة وفي جميع أركانها تحظر فيها استعمال الهاتف النقال لتصوير الحاضرين وتحذير من يتعمد مخالفة الإجراء لما قد يلحق به من تصرف قد لا يروقه. * * ويأتي هذا الإجراء -حسب المتبنين له- للحفاظ على حرمة المدعوين من الأقارب والأصدقاء الذين كثيرا ما يجدون أنفسهم في مواقف محرجة بسبب ما يلتقط لهم من صور فيديو، حيث يضطر الأشخاص الذين يتفطنون لتصويرهم إلى التوجه نحو المصورين من أجل إلغاء الصور وهناك تنشب الملاسنات بين الطرفين ولا تنفضّ إلا بتدخل صاحب العرس الذي يكون الفيصل في النزاع، أما الغافلون عن أمرهم فيكونون في أغلب الأحيان ضحايا يصدمون لدى علمهم بالأمر، سيما إن كانوا في وضعيات مخلة بالحياء، وغالبا ما يغرر بالفتيات كإيهامهن بأن تلك الصور ستستخدم في أغراض شريفة لخطبتهن وهو الحبل الذي يلعب عليه أغلب المصورين للإيقاع بفرائسهم. * * أما أهل العروس فيحيطون بها ويترصدون لمصوبي هواتفهم باتجاهها ويحاولون إقناعهم بطريقة لبقة برفض هذا السلوك الذي قد يجر وراءه عواقب وخيمة على العروس في بداية حياتها. * * علماء يفتون بتحريم التصوير في الأعراس * * أفتى العديد من العلماء السعوديين وغيرهم بتحريم التصوير في الأعراس، ذلك لأن تصوير النساء، حال كونهن عالمات بذلك أو على غفلةٍ منهن - وهذا أعظم - فيه هتك حجاب الحشمة والحياء الذي أنعم الله به على المؤمنات، ومن يفعل ذلك فهو مُحَادٌّ لربه، والذين يعمدون لتداول تلك الصور ونشرها يساعدون في نشر الرذيلة ووقوع الفواحش وإشاعتها، ولفظاعة هذا العمل توعّد الله من سعى فيه، فقال سبحانه: ( إنَّ الذين يُحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون). * * وقد ثبت في جامع الترمذي وغيره عن نافع عن ابن عمر قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فنادى بصوت رفيع ، فقال: "يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يُفْضِ الإيمانُ إلى قلبِه، لا تُؤذُوا المسلمين، ولا تُعيِّروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يَفْضَحْهُ ولو في جوف رحله". * * وليس أحسن من أن تلتزم عموم النساء وخاصةً أولئك الفتيات اللاتي قد يغرر بهن ذئاب الأعراض الحذر وعدم التساهل مع من أرادت العبث بعرضها من جليساتها، وأن تعلم أن تلك الصور قد تأتي على مستقبلها فتقلب حياتها جحيماً لا يطاق.