لم تمر احتفالات شباب باب الوادي بانتصار الخضر على منتخب الفراعنة واقتطاع تأشيرة التأهل إلى المونديال، مرور الكرام، حيث تحوّل حي الساعات الثلاث بعد ساعات قليلة إلى مسرح لجريمة محاولة القتل العمدي، التي راح ضحيتها الشاب (ب. م)؛ لمحاولته إيقاف الجاني عن ترديد عبارات مخلة بالحياء أمام العائلات التي خرجت للاحتفال. حيثيات الجريمة تعود إلى ليلة 18 نوفمبر مباشرة بعد انتهاء موقعة أم درمان الشهيرة؛ حيث امتلأ حي الساعات الثلاث بحشود المواطنين الذين خرجوا للاحتفال بنصر محاربي الصحراء، وقد كان من بينهم المتهم (ع. محمد طارق) رفقة عدد من رفاقه، الذين دخلوا في مناوشات كلامية مع مجموعة أخرى من الشباب، وتلفظوا بعبارات مخلة بالحياء، ليتطور الأمر إلى معركة بالسيوف والخناجر استدعت تدخّل الضحية (ب. م) الذي حاول تفريق أفراد المجموعتين، طالبا منهم التوقف عن هذه التصرفات الطائشة والاحتفال بعيدا عن العائلات، ليغادر معظم المتشاجرين المكان ما عدا المدعو (ع. م. ط)، الذي دخل مع الضحية في عراك، استخدم فيه خنجرا من الحجم الكبير، حيث وجّه له طعنة على مستوى البطن وأخرى على مستوى اليد، غير أن هذا لم يشف غليله، ليقوم بتحريض عليه كلبه من فصيلة »بارجي« الذي قام بعضّ الضحية في مناطق متفرقة من أنحاء جسده أوقعته أرضا، ما استدعى تدخّل بعض الشهود الذين سارعوا إلى نقل الضحية إلى مستشفى »مايو« حيث تلقّى العلاج. المتهم اعترف أمام هيئة المحكمة بالجرم المنسوب إليه. وصرح بأن الضحية قام بسبه وشتمه، وأنه قد باغته وقام بضربه بقضيب خشبي على مستوى الظهر من الخلف، ليضيف أن أداة الجريمة وجدها ملقاة على الأرض وليست ملكه، كما تم تدوينه في محاضر الضبطية القضائية. من جهته، ممثل الحق العام أشار إلى أن إدانة المتهم ثابتة بدليل قيام كل أركان جريمة محاولة القتل العمدي التي قام بها المتهم محاولا إزهاق روح الضحية لولا تدخّل الظروف الخارجة عن إرادته، ليلتمس تسليط عقوبة الإعدام قبل أن تقر هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية، بإدانة الجاني ب 05 سنوات سجنا نافذا.