عبّر نجم المنتخب الوطني خلال عشرية السبعينيات وقاهر المنتخب الفرنسي في نهائي دورة الألعاب المتوسطية عام 1975 بالجزائر عمر بتروني، عن خلو اسمه من القائمة التي أعدتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، والتي ضمت 50 لاعبا سابقا في المنتخب الوطني لنقلهم إلى جنوب إفريقيا، لحضور مباريات منتخبنا الوطني هناك. وحسب بتروني فإنه لم يجد أي تفسير لذلك، وراح يقول: »آه لو كان بومدين اليوم على قيد الحياة!«. لكن أين وصلت التحضيرات لإقامة اللقاء التكريمي المنتظَر أن يُجرى يوم الجمعة 5 جوان؟ ذلك ما سنتعرف عليه على لسان المعني بالأمر عمر بتروني. - أين وصلت التحضيرات لإقامة المباراة التكريمية؟ == إقامتها في يد وزير الشباب والرياضة السد الهاشمي جيار، فهو الذي يملك مفتاح إقامتها أو إلغائها. - وما دخل الوزير في ذلك؟ == لا، هو الذي يملك كل الحلول لإقامتها أو إلغائها بعد أن طلب مني مدير ملعب 5 جويلية دفع مبلغ 150 مليون سنتيم عدّا ونقدا قبل إقامة اللقاء، وإلا لم يسمح لي بفتح الملعب في وجهي يوم الجمعة موعد إقامة اللقاء، أو بالأحرى الدورة الكروية. - وهل مدير ملعب 5 جويلية يخوّل له القانون منع إقامة مثل هذه المباريات التكريمية؟ == ماذا تريد أن أقول لك؟ فمدير ملعب 5 جويلية حين اتصلت به قصد برمجة اللقاء التكريمي يوم 5 جوان المقبل رد علي بالخرف الواحد: »إذا أردت أن نضع ملعب 5 جويلية يوم 5 جوان تحت تصرفك فعليك بدفع 150 مليون سنتيم«، وحين طلبت منه تفسيرات رد علي قائلا: »اطرح مشكلتكم على وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار، وإذا وافق على طلبك كتابيا فسأفتح لك أبواب ملعب 5 جويلية يوم 5 جوان«. - وكيف كان جوابك على مدير ملعب 5 جويلية وأنت تسمع كلامه برفضه تلبية طلبك بوضع ملعب 5 جويلية تحت تصرفك؟ == ما الذي تريد أن أقوم به؟! انتابني شيء غريب بداخلي ورحت في لحظات قليلة أتذكر تلك السنوات التي قضيتها في المنتخب الوطني، نظرت إلى أرضية ميدان ملعب 5 جويلية، تذكرت ذلك الهدف التاريخي الذي وقعته في شباك المنتخب الفرنسي في نهائي دورة الألعاب المتوسطية عام 1975، وهو الهدف الذي حرمت فيه فرنسا من أن يُرفع علم بلادها بملعب 5 جويلية، وحرمت فرنسا من أن يُعزف النشيد الفرنسي بملعب 5 جويلية. تذكرت كذلك ما قاله لي الرئيس الراحل هواري بومدين عقب نهاية تلك المباراة: »يا عمر، أنت فعلا ابن شهيد، حمرت وجهي وجه الملايين من الجزائريين بتوقيعك لهدف التعادل في آخر دقيقة من اللقاء، وراح يقبلني قبلات حارة، وهو يقول لي كذلك: »سأبني لك تمثالا بمدخل ملعب 5 جويلية«، لكن ... - لكن ماذا يا عمر؟ == ماذا تريد أن أقول لك وقد حرموني من إقامة اللقاء التكريمي الذي حلمت أن أقيمه منذ اعتزالي لعب الكرة في منتصف الثمانينيات؟! ماذا لو كان الرئيس هواري بومدين، رحمه الله، اليوم على قيد الحياة، وسمع بخبر منعي من إقامة اللقاء التكريمي بملعب 5 جويلية؟!... - ألم تتصل بوزير الشباب والرياضة لطرح مشكلتك عليه؟ == اتصلت به مرارا وتكرار، وفي كل مرة يرد علي قائلا: »سنحل مشكلتك، لكن تاريخ إقامة اللقاء التكريمي على الأبواب، ومشكلة 150 مليون لم تُحل بعد«. - ألم تتصل ببعض المؤسسات الاقتصادية ولتكن مثلا مؤسسة سوناطراك، وتعرض عليها مشكلة 150 مليون سنتيم التي طلب منك مدير ملعب 5 جويلية دفعها مقابل السماح لكم بإقامة اللقاء التكريمي؟ == تريد الحقيقة، لم أتصل بأي مؤسسة اقتصادية، فمنذ أن طلب مدير ملعب 5 جويلية دفع مبلغ 150 مليون سنتيم وأنا مصدوم. - وفي حال تماطل الوزير بالسماح لك بإقامة اللقاء بملعب 5 جويلية، هل ستلغي اللقاء التكريمي؟ == أكيد سألغي الحفل الكروي، فلو كان لدي 150 مليون سنتيم لما فكرت بإقامة اللقاء التكريمي. - لماذا لم تنقل اللقاء إلى ملعب عمر حمادي ببولوغين؟ == لا يمكنني نقل اللقاء إلى ملعب عمر حمادي، كون برنامج الحفل يتضمن الكثير من العروض الفنية، كما ستحضره العديد من الوجوه الرياضية الكبيرة على مستوى منطقة المغرب العربي، زد على ذلك أن الهدف من إقامة الدورة التكريمية بملعب 5 جويلية هو تذكير جيل اليوم بنجوم أمس الذين صنعوا مجد المنتخب الوطني وفريق المولودية إبان حقبة السبعينيات، على اعتبار أن جل الانتصارات التاريخية في تلك الفترة حدثت بملعب 5 جويلية وليس بملعب عمر حمادي ببولوغين. - أين دور الإدارة الحالية أمام المصاعب التي تعترض سبيلك في إقامة اللقاء التكريمي؟ == تلقيت وعودا من إدارة الفريق الحالي للمولودية، أنه في حال تواجد الفريق في المرتبة الأولى قبل اللقاء الأخير من البطولة، سيتم برمجة اللقاء التكريمي في مباراة رفع الستار لمباراة مولودية الجزائري ومولودية باتنة ليكون الحفل حفلين، حفل اللقاء التكريمي وحفل تتويج المولودية بلقب البطولة الوطنية لهذا العام، وأتمنى أن يكون لقب هذا الموسم من نصيب المولودية. - لنترك فريق المولودية جانبا ونسألك عن المنتخب الوطني، أياما قلائل قبل انطلاقة مونديال جنوب إفريقيا، كيف هي نظرتك للخضر، وهل بإمكانه بلوغ الدور الثاني؟ == صحيح أن مباريات كرة القدم لا تخضع إلى المنطق، وصحيح أنها ليست علوما دقيقة، لكن بالنسبة لي من الصعب على المنتخب الوطني الصمود في وجه المنتخبات الثلاثة التي سنلعب ضدها في جنوب إفريقيا، لذا لا أتوقع بلوغ منتخبنا الدور الثاني. - لكن المدرب الوطني رابح سعدان يرى عكس ما تقوله، حيث رشح منتخبنا لبلوغ الدور الموالي؟ == أمر عادي أن نسمع كلاما مثل الذي قاله المدرب رابح سعدان، كونه لا يريد التقليل من إمكانية العناصر الوطنية، لكن بين الكلام وحقيقة الميدان فرقا كبيرا. - إذاً تتوقع مشاركة هزيلة لمنتخبنا في المونديال؟ == كل ما أقوله لك: من الصعب علينا بلوغ الدور الثاني، خاصة في ظل وجود عدد كبير من اللاعبين تحت طائلة الإصابات، فغياب مغني ونقص المنافسة لعدد من اللاعبين وعدم وجود خط هجوم حقيقي من الصعب إن لم نقل من المستحيل اختراق دفاع الفرق المنافسة، وهي حقيقة لا أحد ينكرها، والذي يرى العكس لا أظن أنه يجيد الحديث عن كرة القدم. - ماذا تقول في ختام جلستنا هذه؟ == كل ما أريد قوله لكم: لو رفضت في يوم ما اللعب للمنتخب الوطني أو كنت لاعبا حملت ألوان فرنسا لما تعرضت اليوم للإهانة، لكن الحمد لله يكفيني شرفا أنني ابن شهيد، والجزائري الذي حرم فرنسا من عزف نشيدها في نهائي دورة الألعاب المتوسطية عام 1975، والحمد لله أنني كنت وراء تتويج الكرة الجزائرية بأول لقب إفريقي عام 1976 بفضل الهدف الذي وقّعته لفريق المولودية في آخر دقيقة من اللقاء أمام حافريا كوناكري. وبالمناسبة، شكرا لكم مع تمنياتي بالتوفيق للمنتخب الوطني، فهو منتخب كل الجزائريين وليس ملكا لفئة معينة، كما يدعي البعض، وعاشت الجزائر إلى الأبد.