بقلم: عميرة أيسر* سلطات الكيان الصهيوني الغاصب تدنًّس المسجد الأقصى المبارك مرة أخرى بعد عشرات الاقتحامات والمداهمات في السنوات الفارطة والتي فجرت إحداها انتفاضة الأقصى الفلسطينية الثالثة المباركة بعد تدنيس المجرم أرييل شارون له واندلعت انتفاضة الأقصى المباركة والتي استمرت لأربع سنوات متواصلة بعد أن قام الهالك بتدنيس باحاته بتاريخ 28 سبتمبر 2000 لتندلع بعدها مواجهات بين المصلًّيين وعناصر الشرطة الإسرائيلية راح ضحيتها 20 شهيداً من المصلًّيين وسقط حوالي 100جريح منهم فيما أحصى العدو الصهيوني 25 شرطياً سقطوا جرحى كانوا مرافقين لذلك المجرم والذي انتخب رئيساً لوزراء كيان العدو بتاريخ 7 مارس 2001 فالتَّدنيس الإسرائيلي للمسجد للأقصى والذي يكون دوماً بغطاء أمريكي غربي متواصل ولن يتوقف في المستقبل بالتأكيد ما دام أن الصَّمت الرسمي العربي لا يزال متواصلاً بل أن هناك تواطؤ من بعض الدُّول العربية مع الصهاينة لإنهاء القضية الفلسطينية وجعل المسجد الأقصى مكاناً خاصاً باليهود دون سواهم وتزييف التاريخ العربي والإسلامي. الإجراءات القمعية الغير مسبوقة للعدو الإسرائيلي بعد أن قام عدد من الاستشهاديين الأبطال وهم من عائلة الجبارين بعملية نوعية استهدفت ضابطين من الشرطة الإسرائيلية. هذا الجهاز العنصري الرابض على سكان مدينة القدسالمحتلة كوحش بحيرة لوخنيس فسارعت حكومة بن يامين نتنياهو إلى اتخاذ إجراءات عقابية تقضي بمنع من هم دون سن 50 بعد أن كانت في الماضي تمنع من هم دون سن 40 من الصلاة جماعة في المسجد الأقصى المبارك فضلاً عن أداء فريضة صلاة الجمعة والذي يزعم اليهود أنه مبني فوق جبل موريا المقدس في سفر الملوك في التوراة وأراد الصهاينة تركيب بوابات الكترونية إمعاناً في إذلال سكان القدس من عرب 1948 والتضييق عليهم وكان العدو الصهيوني يريد الانتقام منهم لأنهم لا يزالون صامدين في وجه مخططاته التوسعية الاستدمارية والتي ترمي إلى إنهاء وجود المسجد الأقصى طبعاً بعد أن دان لها معظم من يحكمون دولنا بالولاء والطاعة سراً وعلانية وبناء هيكل سلمان المزعوم والذي ينفي وجوده على أرض فلسطين المباركة الكثير من المؤرخين الغربيين وحتىَّ اليهود منهم باروخ اسبينوزا الفيلسوف اليهودي المعروف وكذلك الطبيب والباحث الفرنسي موريس بوكاي وكذلك ول ديرورانت صاحب كتاب تاريخ الحضارة فالسُّلطات الإسرائيلية بدأت في البحث عن هيكل سليمان المزعوم تحت المسجد الأقصى سنة 1968 ويذكر عالم الآثار اليهودي إسرائيل فرانكشتاين بأنَّ الصهاينة لم يجدوا أي أدلة أثرية ملموسة على وجوده تحت قبة الصخرة أو المسجد الأقصى وبأنَّ كل ما يتعلق به محض أساطير خرافية لا توجد إلاَّ في الكتاب المقدس العهد القديم ويقصدون به التوراة. أباطيل.. وحتىَّ حائط البراق الذي يدعون بأنه يعود لهم أثبتت لجنة دولية بعثت بها عصبة الأمم وقتها لتحقيق في أحداث البراق التي جرت سنة 1930 والتي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأنَّ ملكيته حصراً تعود للعرب والمسلمين دون سواهم من سكان فلسطين آنذاك فكل الدّراسات العملية والأكاديمية الموثقة تنفي أي علاقة لليهود الصهاينة بهذه الأماكن المقدسة ومنها الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة نابلس الفلسطينية ولكن ولأنَّ الشعب الفلسطيني قد تركه نخبه ومثقفوه وفصائله بالإضافة إلى الدول العربية والإسلامية وحيداً في مواجهة آلة الإبادة الهمجية الصهيونية فإنه يقدّم يومياً قوافل من الشهداء لكي يحمي مدينة القدس ويحافظ عليها لكي تكون لكل الأمة الإسلامية وليس لفلسطينيين وحدهم واللافت في ما يجري في المسجد الأقصى من حرب تشنها الحكومة الإسرائيلية على التراث والموروث الحضاري والثقافي والتاريخي لكل المسلمين هناك هو أننا لم نرى الدُّول التي قدمت المليارات لتدمير سوريا والعراق واليمن وليبيا تستنكر ما يحدث بل حتىَّ علمائهم والمحسوبين عليهم امتنعوا عن الإدلاء بدلوهم في هذه القضية وتوارى هؤلاء عن الأنظار بل إنَّ مدير عام إحدى القنوات الفضائية العربية كتب عبر صفحته على الفايسبوك أنَّه اتصل شخصياً بأكثر من 30 من العلماء والدُّعاة والمشايخ لكي يدينوا ما يجري من امتهان لكرامة الإنسانية واعتداء على مسرى نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسَّلام ولكن لم يتلق رداً منهم لأنهم علماء سلاطين ومعروف أنهم في خدمة الأجندات الغربية الصهيونية في المنطقة تحت عباءة الدّين والفتوى فهم لا يختلفون عن العملاء والخونة في شيء وفي المقابل كانت تسيفي لبني التي عملت كضابطة في جهاز الموساد وزعيمة حزب كاديما ووزيرة خارجية إسرائيل في عهد أيهود أولمرت رئيس الوزراء السَّابق وعضو الكنيست الصهيوني التي استقالت منه في شهر مايو 2012 تدرس مع عدد من السَّاسة البارزين في تل أبيب قانوناً يقضي بمنع المسلمين من سكان القدس من الصلاة في باحات المسجد الأقصى فهذه اليمينية المتطرفة تسير على نهج أفي دختر رئيس حزب الشين بيت ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الصهيوني فقادة الكيان الصهيوني يريدون تحويل مدينة القدس بما تحتويه من أماكن حضارية ودينية مقدسة بما في ذلك الأماكن المحاذية للمسجد الأقصى إلى منطقة معمقة وبالتالي ستكون تحت حراسة أمنية مشدَّدة جداً بما يمنع نقل الأسلحة من طرف المقاومين الفلسطينيين إليها حسبما ذكرته صحيفة تاميز أوف إسرائيل الصهيونية في عددها الصَّادر بتاريخ 26 جويلية 2017 وحتىَّ لو تمَّ نزع البوابات الالكترونية بعد الهبة الشعبية لسكان القدس والضفة الغربية والمظاهرات العارمة في العديد من العواصم الإسلامية والعربية والضغوط الدَّولية الكبيرة اضطرت لأزالتها ولكن إسرائيل لن تتخلى عن هذه الخطوة وستعوضها بالكاميرات العالية الدِّقة والحساسية للحفاظ على أمن المسجد الأقصى وأن يبقى ضمن نطاق السَّيطرة الصهيونية لعقود وأجيال كما يخططون لذلك منذ حريق الأقصى المدبر والذي كان في 21 أوت 1969. صمت مريب.. الصمت العربي المريب لم يقتصر على المواقف العربية الرسمية التي لا تربطها علاقات مع إسرائيل بل وصل حتىَّ للأردن. هذا البلد العربي الذي من المفروض بأنه المسئول الأول عن رعاية الأماكن المقدسة لمسلمين والمسيحيين في فلسطينالمحتلة ولكن يبدو أن ملك الأردن الذي كان في إجازته الصيفية والتي قطعها بعد أن حدثت حالة من الاحتقان الشديد في الأردن جراء مقتل مواطنين أردنيين على يد حارس أمن في السفارة الإسرائيلية في عمان لم يكلف نفسه حتىَّ عناء تقديم رسالة احتجاج رسمي للسفير الصهيوني أو طرده من عمان وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ورغم أنَّ البيان الذي أصدرته الحكومة الأردنية اعتبره البعض مشرفاً والذي طالبت فيه تل أبيب بفتح بوابات المسجد الأقصى أمام المصلين وعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها تغيير الوضع التاريخي القائم ولكن كل هذه البيانات والتصريحات سواءً لحكومة الأردنية أو غيرها لا يمكن أن تمسَّ بالمصالح المشتركة ملها مع الحكومة الصهيونية التي أصبحت تصول وتجول وتفعل ما تريد في فلسطينالمحتلة دون أن يحاسبها أحد بعدما أصبحت هموم الشعب الفلسطيني وقضية نضاله لتحرير أرضه موضوعاً هامشياً في أجندات المسئولين العرب بالمجمل.