في اجتماع تحضيري للمؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات الجزائر تدعو الدول العربية إلى العمل ككتلة موحدة أكد الأمين العام لوزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة فؤاد بلقسام أمس الأحد بالجزائر العاصمة أن التحديات المطروحة تتطلب من الدول العربية العمل ككتلة موحدة والدفاع عن مصالحها على المستوى الدولي لخدمة قضايا شعوبها في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات. وقال السيد بلقسام خلال إشرافه على افتتاح أشغال الاجتماع الرابع لفريق العمل العربي المكلف بتحضير المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات 2017 أن التحديات المطروحة تتطلب منا العمل ككتلة موحدة خدمة لقضايا شعوبنا العربية في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات والدفاع بفعالية عن مصالحنا على المستوى الدولي بغرض تبوء المكانة التي تليق بنا ضمن الهيئات العالمية المتخصصة لاسيما الاتحاد الدولي للاتصالات . وبعد ان ذكر أن هذا الاجتماع يأتي في منعرج هام من مسار التحضير للمؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات المزمع عقده بالأرجنتين من 9 إلى 20 اكتوبر القادم أكد ان الرهانات الحاضرة والمستقبلية التي تواجهها المنطقة العربية خاصة والعالم بصفة عامة تستلزم تنسيقا إقليميا وثيقا وفعالا قبل انعقاد هذا المؤتمر . وأضاف في هذا الإطار أن رفع تحدي الاستجابة لطموحات الشعوب العربية في توظيف الأدوات والوسائل التي تتيحها تكنولوجيات الإعلام والاتصال ينبغي أن تدرج في سياق العمل من أجل تحقيق وتجسيد أهداف التنمية المستدامة لاسيما من خلال المبادرات الإقليمية التي تحدد أولويات المنطقة العربية في قطاع تنمية الاتصالات خلال الثلاث سنوات القادمة . وأشار إلى أن الهدف المنشود ليس فقط النفاذ إلى التكنولوجيا بل يجب العمل على كل ما من شأنه أن يوفر لكل فرد الولوج إلى المعارف الأساسية وأن نضمن إمكانية اكتساب الكفاءات الأساسية من اجل تحقيق المساواة فيما يتعلق من الاستفادة من الفرص والامتيازات التي تمنحها هذه التكنولوجيات في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والمهنية للمواطنين . وأبرز أن الدول العربية توجد اليوم أمام واجب تحديد الأولويات على أساس تطوير القدرات البشرية للتحكم في الأنترنت وتكنولوجيا الجيل الخامس بالإضافة الى البيانات الضخمة والمدن الذكية وكذا رفع التحديات التي تضمن للجميع النفاذ الى التكنولوجيات من خلال استخدام بنية تحتية مؤمنة ومستدامة . وعلى الصعيد الوطني كشف نفس المسؤول أن الآفاق الواسعة التي تصبو إليها الجزائر في إطار السياسة المسطرة من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة تضع الفرد في صلب انشغالاتها من خلال إيلاء عناية خاصة لترقية ونشر استعمال التكنولوجيات الرقمية عبر كامل التراب الوطني للجميع ودون استثناء . وأبرز في نفس السياق أن الجزائر أدرجت في استراتيجيتها الوطنية لتطوير تكنولوجيات الإعلام والاتصال محاور ذات اولوية تتضمن تطوير ووضع منشئات أساسية للاتصال في متناول المواطن تسمح بتسهيل حياته اليومية . أما على الصعيد الإقليمي فإن الجزائر تعمل -حسب المسؤول ذاته - على استكمال إنجاز خطين بحريين جديدين لربط الجزائر بأوروبا لضمان التدفق الكافي لتلبية احتياجات السوق الوطنية ومتطلبات دول الجوار مشيرا إلى أن الجزائر تسعى لتسليط الضوء على الصعوبات التي تواجه الدول النامية حيث ترى أن الاتحاد الدولي للاتصالات بإمكانه لعب دور فعال في التكفل بهذه الإشكاليات على الصعيد العالمي . ودعا أيضا إلى ضرورة تنسيق الجهود فيما يتعلق بحماية البيانات الشخصية والحريات الفردية في الفضاء السبيراني وكذا حماية المجتمعات من تداعيات تملك بعض الأطراف الإجرامية لخبرات عالية تمكنها من تهديد امن وسلامة المواطنين مشددا على ضرورة تأطير استعمال موارد الترقيم الدولية للاتصالات عبر انتهاج نظرة أكثر نجاعة . وعبر السيد بلقسام في الختام عن مدى تمسك الجزائر بالعمل العربي المشترك وسعيها الحثيث لتدعيم مشاركة فعالة في جميع المحافل الدولية المختصة لتحقيق المصلحة المشتركة . بدوره أفاد ممثل جامعة الدول العربية محمد فودة أن المؤتمر العالمي للاتصالات سيناقش أزيد من 30 مقترحا وهو ما يعكس -مثلما قال- أهميته بالنسبة للدول العربية بهدف تطوير نظام الاتصالات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة . من جهة أخرى أكد المدير العام لسلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية امغار محمد على ضرورة التنسيق مع المجموعة الافريقية المكلفة هي الأخرى بالتحضير لهذا المؤتمر بهدف إحراز نجاعة أكثر . للإشارة حضر الاجتماع أيضا رئيس فريق العمل العربي المكلف بالتحضير للمؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات ناصر المرزوقي ومدير المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات ابراهيم الحداد إلى جانب ممثلي الدول العربية.