وسط الصراع بين آمال وطموحات الجماهير الكاميرونية في تحقيق عودة قوية لفريقها الملقب ب»الأسود غير المروضة« والخوف من التعرض لخيبة أمل جديدة وهدم أحلام الشباب الجدد الذين دفع بهم الفرنسي بول لوجان داخل الفريق في إطار سياسة تغيير الجلد التي اتبعها منذ توليه قيادة الفريق، يسعى المنتخب الكاميروني خلال مشاركته السادسة بكأس العالم لإثبات تفوقه، وقدرته على المنافسة العالمية بعد غيابه المفاجئ عن نهائيات كأس العالم 2006 لصالح منتخب كوت ديفوار، ثم فشله في تجاوز دور الثمانية ببطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة في أنغولا بالخسارة أمام مصر 3 - 1. وتتعلق الجماهير الكاميرونية بآمال تألق الجيل الجديد وأن يسير على خطى أسلافه الكبار أمثال روجيه ميلا وفرانسوا أومام بييك، خصوصاً مع وجود عناصر الخبرة المتمثلة في صامويل إيتو نجم الفريق وملهمه، ومعه بعض اللاعبين المتألقين في الدوريات الأوروبية مثل ألكسندر سونج لاعب وسط أرسنال الإنجليزى وإيونج إينوه نجم خط وسط أياكس الهولندي. وضمن المنتخب الكاميروني تأهله إلى النهائيات بالفوز على المغرب 2 - 0 في الجولة الأخيرة بعد البداية الصعبة، حيث خسر من توغو بهدف نظيف قبل أن يتعادل مع المغرب سلبياً على ملعبه مما جعل الجماهير تفقد الأمل نسبياً في تأهل منتخب بلادها إلا أن الصحوة المتأخرة جاءت في لقاء الغابون بالفوز خارج الأرض بهدفين نظيفين ثم تكرار الفوز على ملعبه بهدفين مقابل هدف، وحطم الأسود أحلام توغو بثلاثية قبل أن ينهوا المشوار بالفوز على المغرب في مدينة فاس المغربية. وفي النهاية لم يدخل مرمى المنتخب الكاميروني بقيادة خط الدفاع القوي المكون من المخضرمين جيريمي نيجيتاب وريجوبرت سونج والحارس إدريس كارلوس كاميني سوى هدفين في ست مباريات طوال التصفيات النهائية. وتعهد لاعبو المنتخب الكاميروني بإظهار روح إفريقيا خلال المونديال خصوصاً أنها أول بطولة كأس عالم تقام بالقارة السمراء، بالإضافة إلى كون المنتخب الكاميروني تراجع بشكل واضح في بطولات كأس العالم باستثناء بطولة 1990، حيث خرج الفريق »صفر اليدين« من الدور الأول لبطولات 1994 و1998 و2002 وفشل في التأهل لنهائيات كأس العالم 2006. وأثارت القائمة التي اختارها بول لوجان لخوض غمار المونديال جدلاً كبيراً بسبب ضمه العجوز ريجوبرت سونج القائد السابق للفريق ولاعب الوسط جيريمي نيجيتاب بسبب أدائهما الضعيف في كأس الأمم الأخيرة وتسببهما في خسارة الفريق مباريات مهمة، فيما كان اختيار صامويل إيتو مهاجم إنتر ميلان وألكسندر سونج أمراً طبيعياً، كما ضم لوجان ثلاثة لاعبين ناشطين بالدوري المحلي الكاميروني وهم المدافع جان باتريك أبونا ندزانا من فريق لوس أستريس دو دوالا ولاعب الوسط باتريك ميفونجو (كانون ياوندى) والمهاجم فينسنت أبوبكر (القطن الكاميروني). ويخوض المنتخب الكاميروني فعاليات الدور الأول في المونديال ضمن المجموعة الخامسة التي يلتقى فيها منتخبات هولندا والدنمارك واليابان. وبدأ المنتخب الكاميروني معسكراً مغلقاً في النمسا يمتد حتى الثامن والعشرين من الشهر الحالي، وخاض أولى مبارياته الودية أمام جورجيا، كما يلعب السبت المقبل مع سلوفاكيا قبل أن يسافر إلى البرتغال لمواجهة منتخب بلادها يوم الأول من جوان، ويعلن بعدها لوجان القائمة النهائية للفريق، ثم يواجه صربيا في الخامس من جوان قبل السفر إلى جنوب إفريقيا للمشاركة في النهائيات.