الأسود غير المروضة أول مودعي المونديال ودع المنتخب الكاميروني المونديال من الباب الخلفي بعدما كان قائده صامويل ايتو يمنى النفس قبل انطلاق المنافسة بالتتويج باللقب العالمي على الأرض الأفريقية،الخسارة أمام الدنمارك قضت على أحلام الكاميرونيين في تكرار الانجاز الذي حققه الجيل الذهبي لرفقاء ميلا بمروره إلى الدور ربع النهائي في دورة ايطاليا،وبهذا يكون الكاميرون بقيادة ايتو أول منتخب أفريقي يخرج من الدورة ال19. وشكل الإقصاء صدمة لعشاق الأسودغيرالمروضة التي تضم في صفوفها العديد من اللاعبين المحترفين في أقوى البطولات الأوروبية،غيرأن ذلك لم يمكن المدرب الفرنسي بول لوغوين من إيجاد التناغم المطلوب في التشكيلة وقيادتها الى تحقيق أحسن نتيجة ممكنة. الكاميرون التي تأهلت بسهولة إلى نهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخها بقيادة المدرب الفرنسي بول لوغوين الذي عولت عليه الجماهير الكاميرونية كثيرا لاستعادة أمجاد نهائيات عام 1990 لكن الآمال الكاميرونية بدأت تتلاشى بعد الهزيمة في أول خرجة أمام اليابان،قبل أن يقضى الدنمارك على أحلامهم مما أعاد طرح العديد من الأسئلة التي صاحبت الظهور المحتشم للأسود، خاصة وان كل الانتقادات وجهت كلها للمدرب الفرنسي،وبالأخص لخياراته التكتيكية واعتماده على لاعبين لايتماشون مع تصوراته،وهومااحدث شرخا داخل الفريق الذي تحول إلى ساحة لانتقاد المدرب وتصفية بعض الحسابات القديمة عوض التركيز على المنافسة ، كما أن هذه الحالة تعيد إلى بساط النقاش المقاييس التي تعتمد عليها بعض الاتحاديات في اختيار المدربين .بول لوغوين الذي فشل في قيادة ناد من حجم باريس سان جيرمان وكاد أن يغرقه ويزجز به في غياهب الدرجة الثالثة الفرنسية ،تحول بين عشية وضحاها إلى مدرب على رأس منتخب بحجم الكاميرون الذي يعج بالنجوم، مما جعل خبرته القليلة في تسيير هؤلاء على المحك ،وهو ما تجلى خلال مونديال جنوب أفريقيا حيث أضطر تحت ضغط النجوم لمراجعة خيارات التكتيكية،والنتيجة خروجا دون شرف من العرس العالمي،و لم يجد المدرب لوغوين ما يصرح به عقب المباراة أمام الدنمارك سوى أن الحظ خان لاعبيه في تجسيد الكم الهائل من الفرص التي أتيحت لهم وأنه غير نادم على الطريقة التي أدار بها الفريق، مؤكدا على انه لن يستقيل من منصبه . من جهته نجم الكاميرون صامويل ايتو الذي كان عرضة لانقادات لاذعة من قبل روجي ميلا قبل المونديال،بسبب مردوده المتواضع مع منتخب بلاده عكس ما يقدمه مع الأندية التي يلعب لها لم يشفع له الهدف الذي سجله في مرمى الدنمارك،ولم يقدم بدوره صورة القائد والنجم الذي يصنع الفارق ويلهم رفاقه، النجم أفل في جنوب أفريقيا كما كان الحال في انغولا خلال نهائيات الكان في انغولا ، ولم يبق له سوي التحسر،واصفا الخروج المبكر بأنه أكبر خيبة في مشواره الكروي مؤكدا على أنه كان يحضر نفسه طوال الموسم لكأس العالم وقال " إنه شيء صعب، ليس من الطبيعي أن ينتهي بنا الحال إلى احتلال المركز الأخير في المجموعة".ايتو المتوج بالثلاثية مع فريقه إنتر ميلانو الايطالي تحاشى الحديت عن المدرب الفرنسي،مقرا بأن الفريق ارتكب أخطاء في المبارتين،كما أعرب في ذات السياق عن أمله في أن يتمكن مسؤولو الاتحاد الكاميروني من استخلاص العبر لإعادة بناء الفريق في المستقبل وقال ذات السياق "المشكلة عندنا أننا نتحدث غالبا عن أعادة البناء، لكننا لا نعرف ما يجب القيام به، يوجد فريق جيد، وشبان ذوي مستوى جيد،لم يبق سوى العثور على خارطة طريق صحيحة".خروج المنتخب الكاميروني في الدور الأول لم يفاجئ الكثير من المحللين الذين لم يراهنوا عليه كثيرا وأقصى الاحتمالات كانت ترشحه للمرور إلى الدور الثاني وليس ابعد من ذلك ،بالنظر للعديد من المعوقات سواء كانت خاصة بالمنتخب من حيث التركيبة البشرية و الأجواء الداخلية أو التي لها علاقة مباشرة بالجهاز الفني، لتبقى أفريقيا حقلا للتجارب واكتساب الخبرة لمن لاخبرة له، وفرصة لإثراء بطاقة زيارته.