قال مفتاح ميسوري المترجم الشخصي للرئيس الليبي معمر القذافي إن القائد يشعر بخيبة أمل جراء تخلي الرفقاء عنه، مشيرا الى أن القذافي عازم على مواصلة الحرب ضد معارضيه. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في عددها الصادر امس السبت عن ميسوري قوله: "العقيد معمر القذافي يشعر بحزن وبخيانة الرفقاء ولكنه لن يتخلى أبدا عن موقفه في مواجهة المتمردين الذين يهددون نظامه". ولفت ميسوري الذي يعمل مع القذافي لأكثر من 16 عاما الى أن القذافي لم يكن يتوقع ذلك أبدا، موضحا أن ذلك ما أحزنه فعلا. وأضاف ميسوري مترجم القذافي إلى اللغة الفرنسية: "أن الزعيم الليبي يعتقد بأنه فعل كل شيء من أجل الليبيين"، مشيرا الى أن الرئيس الليبي يرى أنه تعرض للخيانة من قبل الجميع حتى من قبل قريبه أحمد قذاف الدم. إلا أن ميسوري الدبلوماسي السابق الذي يحمل درجة الدكتوراه في التاريخ، اعترف بأن إحلال الاستقرار في ليبيا أصبح يحتاج إلى معجزة، مستطردا: "إن المعجزات أمر يمكن أن يحدث"، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة وجود وساطة للخروج من الأزمة. وتابع: "لكن من يتحدث عن وساطة يتحدث عن تنازلات"، مضيفا: "ولكن لا أعرف ما إذا كان القذافي قادرا على ذلك، ولكن العقيد الليبي لا يتراجع أبدا". وكشف ميسوري عن ولع الزعيم الليبي بالتاريخ العسكري وكذلك إعجابه بالجنرال الألماني "إرفين رومل" "ثعلب الصحراء"، مشيرا الى الولع الشديد للقذافي بالزعيم الفرنسي "لويس الرابع عشر". وأكد المترجم الذي درس في فرنسا والنمسا على أن القذافي مازال محتفظا بهدوئه برغم خروج بنغازي ومعظم شرق ليبيا عن سيطرة قواته، مشيرا الى أن القذافي رجل قوي جدا أمامي. وأفصح ميسوري عن استياء شديد لدى القذافي من القادة الغربيين خاصة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس الحكومة الإيطالي سيلفيو برلسكوني الذين يطالبونه بالرحيل. وقال: "إن القائد كان يعتبرهم أصدقاء.. إنه يشعر ببعض المرارة لأنه يشعر بأن ساركوزي وبرلسكوني أيضا تخليا عنه". وأضاف: "أنه لا يشعر بجرح عميق لأنه مقتنع بأن الخارج لم يفهم جوهر المشكلة الحالية في ليبيا وأنهم تبنوا قرار الأممالمتحدة الذي يدين النظام على أساس تقارير إعلامية خاطئة". ووصف ميسوري القذافي بأنه "رجل متزن؟"، وهو ما يتعارض مع صورة الزعيم القذافي الذي يدلي عادة بتعليقات غير مترابطة أقرب إلى الإخراج المسرحي، موضحا أن الرئيس الليبي ليس قادرا على التعبير بشكل جيد لكن عندما يتحدث عن العقيدة والثورة ينجرف بحماس بسبب أجواء التصفيق لخطابه. وأضاف: "عرفته بأنه رجل نبيل جدا لم يعنفني يوما أو يرفع صوته أمامي إلى درجة أنه يقدم لي الطعام من صحنه بشوكته أحيانا"، مشيرا الى أن القذافي بدوي فخور بجذوره.