لقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم وشرد الآلاف جراء الإعصار هارفي الذي ضرب ساحل ولاية تكساس (جنوبيالولاياتالمتحدة). وتسبب الإعصار الذي وصف بأنه الأعنف على تكساس منذ 50 عاما في فيضانات عارمة بهيوستن كبرى مدن الولاية. وعلى الإثر أُعلنت ولاية تكساس منطقة كوارث. ونُشر نحو 3000 جندي من قوات الحرس الوطني. وأغلق مطارا هيوستن أمام حركة الملاحة التجارية وأخلي أحد أكبر مستشفيات المدينة. بينما قررت مجموعة إكسون موبيل النفطية العملاقة تعليق أنشطتها. وتوقعت الهيئة الوطنية للأحوال الجوية هطول المزيد من الأمطار الغزيرة و الفيضانات الكارثية في الولاية. وتحدثت الهيئة عن اضطرابات جوية غير مسبوقة و عواقب غير معروفة حتى الآن تذهب أبعد مما رأيناه ومما شهدناه . ورأى حاكم تكساس غريغ أبوت أنه من المبكر جدا إعطاء إحصاء للخسائر البشرية. وقال لشبكة فوكس نيوز الأميركية أمس إن قيمة الأضرار المادية ستصل إلى مليارات الدولارات . من جهته قال رئيس بلدية هيوستن سيلفستر تيرنر حتى إذا ساد بعض الهدوء اليوم (يقصد الأحد) فلا تتصوروا أن العاصفة انتهت وحث السكان على البقاء في بيوتهم على الأسطح إذا أمكن بانتظار وصول المساعدات اللازمة. الخطر قائم وقال المركز الوطني للأعاصير إن هناك فرصة بنسبة 90 لتشكل عاصفة مدارية في غضون 48 ساعة. ويمكن أن يصل هطول الأمطار إلى 127 سنتيمترا في بعض المناطق الساحلية بتكساس بنهاية الأسبوع وهذا متوسط هطول الأمطار خلال العام بأكمله. ولا يزال مركز العاصفة هارفي على بعد 170 كيلومترا من هيوستن ومن المتوقع أن تتحرك ببطء صوب المدينة يوم الأربعاء. ويوجد في خليج المكسيك نحو نصف طاقة البلاد من التكرير وقد يؤثر انخفاض المعروض على إمدادات البنزين في جنوب شرق الولاياتالمتحدة ومناطق أخرى في البلاد. ومددت عمليات إغلاق المصافي على الساحل بما في ذلك مصفاة بايتاون التابعة لشركة إكسون موبيل وهي ثاني أكبر مصفاة في البلاد. وارتفعت العقود الآجلة للبنزين 7 في التعاملات المبكرة مساء الأحد وصعدت أيضا العقود الآجلة للنفط وهي مؤشر لنواتج التقطير مثل وقود الديزل 3 مع توقع تراجع الإمدادات. ووجهت أجهزة الطوارئ تعليمات للسكان بالصعود إلى أسطح منازلهم للفرار سريعا من ارتفاع منسوب المياه. وحذرت السلطات سكان هيوستن وعددهم يزيد عن المليونين من مغادرة المنازل التي غمرتها المياه لأن المياه تغطي طرقا كثيرة بالمدينة. وقال متحدث إن مكتب رئيس شرطة مقاطعة هاريس أنقذ ما يربو على 2000 شخص من منطقة هيوستن الكبرى باستخدام مركبات وزوارق بخارية وقوارب هوائية وأنقذت قوات خفر السواحل وشرطة هيوستن مئات آخرين. وقال معهد متخصص في أبحاث التأمينات إن تكلفة الأضرار الناجمة عن الإعصار في ولاية تكساس قد تعادل تكلفة أضرار الإعصار كاترينا الذي اجتاح نيو أورليانز كإعصار من الفئة الثالثة في عام 2005 وتسبب في وفاة 1800 شخص. واجتاح هارفي تكساس كإعصار من الفئة الرابعة برياح تصل سرعتها إلى 210 كيلومترات في الساعة وهو أقوى إعصار من نوعه يجتاح الولاية منذ عام 1961.