عرفت بعض أنواع الخضر حتى الموسمية منها في هذه الأيام ارتفاعا اثر على ميزانية الأسر وجعلت المواطن المسكين يدور في حلقة مفرغة بأكياسه الخاوية بين زقاق وآخر، ولم تسلم من تلك الزيادات حتى الأسواق الشعبية التي كانت المآل المفضل للمواطنين من اجل الاستفادة من بخس الأثمان فحتى البطاطا التي انخفضت إلى 17 و20 دينارا راحت لترتفع إلى 50 دينارا علما أنها المادة الأساسية الأولى التي لا تكاد تخلو منها أي بيت جزائرية، إلا أن الارتفاع الذي شهدته مؤخرا أدى بربات البيوت إلى التزود بها وجلبها بكميات ضئيلة. م.ب مس الارتفاع حتى الخضر الموسمية كالبزلاء والفول والقرنون وهي الخضر التي يكثر اقتنائها من طرف العائلات الجزائرية مع افتتاح موسم الربيع، إلا أن أسعارها حرمت المواطنين منها وانجر عنها حرمانهم من طبخة "التبيخة" كأكلة جزائرية معروفة تدخل فيها الخضر المذكورة آنفا كمواد أساسية في تحضيرها، والأمر الذي لم يهضمه المواطنون هو ارتفاع أسعار المادة الاستهلاكية الأولى ألا وهي مادة البطاطا التي تنتج منها الجزائر سنويا أطنانا مطننة وبعد أن انخفضت أجود أنواعها إلى 20 دينارا تصادف الكل إلى ارتفاعها إلى حدود 45 و50 دينارا، مما أغاظ الكل خاصة وأنها تعتبر أساس غذاء اغلب الأسر. ولم تسلم من الارتفاع الأنواع الأخرى من الخضر على غرار الخس الذي لم ينزل على 70 دينارا ليساويه الجزر في السعر، والشمندر السكري كذلك ب70 دينارا، الباذنجان ب100 دينار، الشفلورب80 دينارا، الكرمب ب70 دينارا، الفلفل بنوعيه الحلو والحار ب120دينار ليستقر سعر الطماطم ب30 و35 دينارا والبصل ب35 دينارا ونزل النوع الطويل منه أو "البرو" إلى 17 دينارا وهي المواد التي سلمت نوعا ما من الارتفاع وضمنت المحافظة ولو قليلا على القدرة الشرائية. والأمر سيان بين المقاطعات الراقية والمقاطعات الشعبية التي كانت الوجهة المفضلة لأغلبية المواطنين بحيث شهدت الوجهتين نفس وتيرة الأسعار التي دفعت بالمواطنين إلى اقتناء الحبوب، بعد أن رأوا أسعارها ارحم من أسعار الخضر لاسيما وان واحد كيلوغرام من العدس أو الفاصولياء الجافين يضمنان قوت يوم كامل، ويغطيان حاجيات الأفراد في الوجبتين معا، ذلك ما قالته لنا السيدة مريم والتي دفعها التهاب الأسعار إلى اقتناء بعض أنواع الحبوب كالبزلاء والعدس والفاصولياء، ورأت أن أسعارها ارحم من أسعار بعض أنواع الخضر حتى الموسمية منها، وأضافت أنها دهشت للارتفاع المفاجئ الذي مس سعر البطاطا والتي ارتفعت بين عشية وضحاها إلى 50 دينارا لتستقر في بعض النواحي ب 45 دينارا على الرغم من الإنتاج الغزير لذات المادة والتي دفعت ببعض المنتجين إلى التخزين حسب ما أوردته مصادر إعلامية، لتختم بالقول أن جشع بعض التجار أدى بهم إلى المضاربة في الأسعار ليدفع المواطن البسيط ضريبة ذلك. وفيما يرجع اغلب تجار التجزئة السبب في ارتفاع الأسعار إلى ارتفاعها بأسواق الجملة، مما يدفعهم إلى تفادي الخسارة برفعها بدورهم بأسواق التجزئة، يبقى المواطنون وحدهم يتجرعون مراراة تذبذب الأسعار بانخفاضها تارة وارتفاعها الصاروخي تارة أخرى.