بعد الميزانية الكبيرة التي تطلبها الشهر الكريم والتي لم يستفق منها الكثيرون هاهم يصطدمون بلهيب الأسعار الذي فرضه التجار مباشرة بعد رمضان وراحوا يرفعون أسعار السلع بما فيها الخضر والفواكه مما أعجز الكثيرين عن ملأ أكياسهم بعد أن اصطدموا بتلك الأسعار الخيالية التي لم يعهدوها في شهر رمضان وتفاجئوا بها مباشرة بعد انقضائه كون أن جل التجار على يقين من عودة الكل إلى استهلاك الخضر التي ابتعدوا عنها قليلا خلال شهر رمضان المعظم، مما أتاح لهم الفرصة لرفع الأسعار ولم تسلم من ذلك الارتفاع حتى الفواكه التي عرفت هي الأخرى ارتفاعا صاروخيا ابعد الكثير من المستهلكين عن اقتنائها. عادت حيرة المواطنين حول ملأ قفة الإفطار التي حسب ما جرت عليه الأعراف لا تتطلب الميزانية التي تتطلبها قفة رمضان، إلا أن ما ذهب إليه بعض التجار أحدث العكس بعد أن راح اغلبهم يرفع أسعار الخضر الواسعة الاستهلاك في الإفطار، كونهم على يقين من أن جل المواطنين سوف يعودون إلى سابق عهدهم بجلب الخضر بكميات متزايدة كونها الغذاء الرئيسي الذي يعتمد عليه أغلبية المواطنين في أيام الإفطار، فكانت لهم فرصة ثمينة لرفع أسعارها منذ بداية الأسبوع الأول من انقضاء الشهر الكريم، ما أدى إلى وقوف المواطنين عاجزين أمام تلك الأسعار لاسيما وانه لم تمر فترة طويلة عن خروجهم من ميزانية كبيرة جمعت بين تكاليف رمضان والعيد إلى جانب تكاليف الدخول المدرسي، إلا أن كل ذلك لم يوقف جشع التجار، فبدل الأخذ بيد المستهلكين وعرض السلع بأثمان معقولة راحوا يرفعونها إلى السقف مباشرة بعد انقضاء رمضان مما أوقع جل المواطنين في حيرة من أمرهم. وقد كانت لنا جولة عبر بعض الأسواق لرصد الأسعار عن قرب فوجدنا جل المواطنين على درجة من الاستياء بعد أن اصطدموا باللهيب الذي مس الأسعار مباشرة بعد رمضان وأثقل كاهلهم. على مستوى المدنية بالعاصمة قالت الحاجة يمينة: ماذا بوسعنا فعله؟ فبعد الميزانيات الكبيرة التي تزامنت مرة واحدة ها نحن في مواجهة اللهيب الذي عرفته أسعار الخضر والفواكه والتي لم تصعد أسعارها إلى هذا الحد حتى في شهر رمضان، وتفاجأنا بها خلال هذه الآونة، فالجزر الذي كان يتداول ب25 دينارا صعد إلى 80 دينارا والسلطة من 70 إلى 110 دينار، اللفت تداول ب90 دينارا، الكوسة ب120 دينار، الطماطم ب 80 دينارا تلك التي انخفضت إلى 20 دينارا في رمضان، فأين نحن من كل هذا؟ أما السيد رؤوف فقال أن الأسعار المتداولة لا تخدم البتة محدودي الدخل بالنظر إلى الارتفاع الذي شهدته اغلب السلع والتي يقف أمامها المستهلك عاجزا، وبعد أن خلصنا من الميزانية الكبيرة التي تطلبها الشهر الكريم ها نحن نصطدم بارتفاع أسعار الخضر مباشرة بعد رمضان كون أن جل التجار على يقين من عودة اغلب المواطنين إلى استهلاك الخضر استهلاكا واسعا، والاعتماد عليها كمواد أساسية في أيام الإفطار مما أدى بهم إلى رفع الأسعار من اجل الربح وإرهاق جيوب المواطنين. الفواكه هي الأخرى عرفت ارتفاعا في أسعارها وهو ليس بالأمر الجديد فيما يخص صنف تلك المواد الاستهلاكية التي صارت تبعد عن الكثير من المواطنين بسبب أسعارها المرتفعة على غرار التفاح الذي لم ينزل عن 160 ديناراً والموز ب120 ديناراً، وحتى وان استطاع المواطنون صرف النظر عن مثل تلك المواد الكمالية فهم لا يستطيعون الابتعاد عن الخضر التي هي أساس معيشة جل المواطنين.