هدد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أمس الاثنين بقتال ضد أي جماعة تسعى إلى تغيير الواقع في كركوك باستخدام القوة فيما حذر من أن الإقليم سيرسم حدود دولته المستقبلية إذا لم تقبل بغداد بالاستفتاء. وقال البارزاني في حديث ل بي بي سي إنه يرغب في التوصل لاتفاق مع حكومة بغداد إذا ما اختار الأكراد التصويت بالانفصال عن العراق لافتا إلى أن هذه هي الخطوة الأولى وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يقرر فيها شعب كردستان مستقبلهم بحرية . وأوضح: بعد ذلك سنبدأ في محادثات مع بغداد للتوصل إلى اتفاق بشأن الحدود والمياه والنفط محذرا في الوقت ذاته الحكومة العراقية بالقول: سنتخذ تلك الخطوات لكن إذا لم يقبلوا بها سيكون لنا شأن آخر . ورفض رئيس الإقليم تحذيرات أمريكية وبريطانية من أن السعي إلى الاستقلال يمثل خطرا كبيرا حيث لا يزال العراق يخوض حربا ضد تنظيم الدولة. وقال البارزاني: متى تمتعنا بأمن واستقرار في هذه المنطقة كي نخشى من فقدانه؟ ومتى كان العراق موحدا كي نخشى من تفتيت وحدته؟ هؤلاء الذين يزعمون ذلك يبحثون فقط عن مبررات لوقفنا عن مطلبنا . وفيما بخص الانتقادات التي وجهت للإقليم بشأن إجراء الاستفتاء ذاته في محافظة كركوك فقد رفض البارزاني الانتقادات لقرار إجراء الاستفتاء في كركوك. وصرح قائلا: نحن لا نقول إن كركوك تنتمي للأكراد فقط. كركوك يجب أن تكون رمزا للتعايش بين كل الأعراق إذا ما صوت شعب كركوك ب لا في هذا الاستفتاء سنحترم إرادتهم لكننا لا نقبل أن يمنعا أي أحد من إجراء الاستفتاء في كركوك . وحذر البارزاني من أنه إذا سعت أي جماعة إلى تغيير الواقع في كركوك باستخدام القوة عليهم أن يتوقعوا أن كل كردي سيكون جاهزا للقتال للحيلولة دون ذلك . وكان زعيم مليشيا العصائب العراقية قيس الخزعلي قال في مطلع الشهر الجاري إن موضوع إدخال كركوك ضمن الاستفتاء هو أمر خطير للغاية ويجب أن يكون أمامه موقف رسمي واضح وحاسم لأنه مخالفة قانونية ودستورية صارخة ولا بد من ردة فعل تتناسب مع حجم التهديد . وخاطب الخزعلي البارزاني قائلا نحن لا نناقش في مسألة تحديد المصير فمن لا يريد العراق نحن أيضا لا نريده ولكن يا مسعود إذا حصل الانفصال ستكونون حينها دولة وبحكم القانون والدستور فإن هذه الأراضي العراقية التي تسيطرون عليها ستكون محتلة . وأضاف زعيم مليشيا العصائب أنه حينها لن يقبل أي عراقي من حكومة أو برلمان أو أي عراقي شريف باحتلال جزء من بلده ونحن لدينا تجارب سابقة في التعامل مع الاحتلال . وأردف بأن العراق اليوم أقوى سياسيا ووطنيا وعسكريا بعد الانتصارات التي تحققت ولديه حشد شعبي فموازين القوة اختلفت تماما بينما لم تستطع البيشمركة من الدفاع عن أربيل عندما وصل الدواعش إليها وكذلك انهزمتم بالأمس أمام البي كا كا . وأعلن محافظ كركوك نجم الدين كريم في أوت الماضي أن استفتاء استقلال إقليم كردستان المزمع إجراؤه في الخامس والعشرين من أيلول الحالي سيشمل المحافظة.