قال مسعود البارزاني أمس أن الوقت قد حان لأكراد العراق تنظم استفتاء شعبي لإقامة دولة كردية في منطقة إقليم كردستان، بحجة أن الظروف قد توفرت أمام الشعب الكردي من أجل اتخاذ قرار تحديد مستقبله. وأضاف البارزاني الذي انتهت عهدته الرئاسية في الإقليم، صيف العام الماضي أن هذا الاستفتاء حتى وإن لم يؤد إلى إقامة دولة مستقلة في حينها، سيسمح بمعرفة إرادة ورأي الشعب الكردي بخصوص هذه المسألة. وتعارض السلطات المركزية في بغداد مثل هذا التوجه الذي وصفته بالخطير بقناعة أنه سيؤدي إلى تفكيك الدولة العراقية إلى دويلات عرقية وطائفية. وتواجه مثل هذه الفكرة رفضا واسعا وخاصة حول تحديد حدود هذا الإقليم بالنظر إلى وجود أقليات عربية وتركية في هذا الجزء من الأراضي العراقية بالإضافة إلى كون إقليم كردستان يعد أكبر منطقة نفطية في العراق وخاصة مدينة كركوك التي تعد من أغنى المناطق بالخام العراقي وتقنطها أقليات مختلفة وسبق أن شهدت مواجهات عرقية دامية. وزادت قناعة الانفصال لدى الحكومة الكردية العام الماضي بعد أن استعصى عليها والسلطات العراقية في بغداد التوصل إلى أرضية توافقية من أجل اقتسام عائدات مبيعات الخام التي تعد أكبر مورد للخزينة العمومية العراقية. وتلاقى فكرة إقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق معارضة شرسة من طرف دول الجوار مثل إيران وسوريا وتركيا التي تقطنها هي الأخرى أقليات كردية وتخشى أن يكون لفكرة الاستفتاء في العراق امتداد لها في أقاليمها. ولكن البارزاني تشبث بفكرته وأكد أن الشعب الكردي إذا كان ينتظر من الآخرين منحه الاستقلال فذلك لن يتحقق أبدا، معتبرا أن ذلك يعتبر حقا شرعيا وعلى الشعب الكردستاني أن يعبّر عن حقوقه كما حدث في إقاليم اسكتلندا البريطاني وكتالونيا الإسباني وكيبك الكندي.