واحة الذاكرين رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ لا يزال ذكر الحديث عن أدعية خليل الرحمن في كتاب ربنا الجامع للخيرات الدنيوية والأخروية التي ينبغي للعبد العناية بها وملازمتها حيث ذكرها ربنا تبارك وتعالى لملازمة الدعاء بها والعمل بمقاصدها ومضامينها. قوله: _رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاة_ أي: يا ربّ اجعلني ممن يحافظ على الصلاة في أوقاتها وأركانها وشروطها وكل ما يؤدي إلى القيام بكمالها وخصّ إقامة الصلاة بالدعاء لأهميتها ولكونها شعار الإيمان ورأس الإسلام. وقوله: _وَمِنْ ذُرِّيَّتِي_ أي: واجعل كذلك بعض ذريتي من يقيمها على الوجه الأتمّ والأكمل وقوله: _وَمِنْ ذُرِّيَّتِي_ فمن للتبعيض وإنما خص بعض ذريته بهذا الدعاء لعلمه بإعلام اللَّه له أن من ذريته من لا يقيم الصلاة ويكون بعضهم كفاراً أو فسقة أو لا يصلّون( وهذه الدعوات من خير الدعوات التي يدعو بها العبد المؤمن له ولذريته فلا أحبّ له من أن يكون مقيماً للصلاة هو وذريته على الوجه الأكمل والأتم. وقوله: _رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء_ أي وتقبّل دعائي ولا يخفى في تكرار التوسل بربوبية اللَّه تعالى لكمال التضرّع والتذلل بين يدي اللَّه تعالى ((وإظهار أن كل دعوة من هذه الدعوات مقصودة بالذات)) الفوائد: 1- أهمية الصلاة حيث خصّها بالدعاء دون غيرها من العبادات. 2- أهمية التوسل حال الدعاء بربوبية اللَّه عز وجل لأن إجابة الدعاء من لوازمها. 3- أهمية الإلحاح في الدعاء وأنه من الأسباب العظيمة الموجبة للإجابة حيث كرّر لفظ الربوبية (مرتين). 4- ينبغي للداعي أن يكثر من سؤال اللَّه تعالى قبول دعائه. 5- ((ينبغي لكل داع أن يدعوا لنفسه ولوالديه ولذريته)) 6- ينبغي للداعي أن يكون جُلَّ دعائه في مطالب الدين لأنها هي أهم المقاصد والمطالب التي يكون عليها الفلاح في الدارين. 7- أن الدعاء هو ملجأ جميع الأنبياء والمرسلين والصالحين بل الخلق كلهم أجمعين.