أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تقديره الإستراتيجي ال16 بعنوان "مستقبل القدس في ظل إجراءات التهويد"، الذي تزامن مع الذكرى الأربعين لحرق المسجد الأقصى. ورأى المركز في تقديره أن الحلم بأورشليم (العاصمة الموحدة لدولة إسرائيل) يعد مؤشرا على تجسيد دولة الكيان، ولكن رغم مرور 61 عاما على قيام إسرائيل ما تزال المعالم الإسلامية والمسيحية حاضرة بقوة داخل المدينة المقدسة. وأكد التقدير أنه في ضوء الترتيبات النهائية لمسار التسوية وفي ضوء فزع سلطات الاحتلال من تزايد أعداد المقدسيين ومن الاختلال المتزايد في ميزان القوى بعد حرب لبنان الثانية 2006 وحرب الرصاص المصبوب على غزة 2008/2009، عاد تأكيد هدف "حسم مصير القدس" أولوية لدى المجتمع السياسي الصهيوني، حيث تسارعت وتيرة تهويد المدينة على المستويين الجغرافي والديمغرافي، معززة بالإجراءات الإدارية والأمنية والجدار. وأشار التقدير إلى أنه بينما يلقى مشروع التهويد دعما إسرائيليا رسميا في المجالات السياسية والمادية إضافة إلى التغاضي الدولي، تعاني مشاريع التصدي له ومساعي دعم صمود المقدسيين من الضعف ومن غياب المرجعية السياسية الفلسطينية والعربية فضلا عن الإسلامية. وبناء على ذلك توصل التقدير إلى أن مستقبل القدس يواجه ثلاثة احتمالات، الأول نجاح مشروع التهويد في حسم هوية المدينة، والثاني تعرض مشروع التهويد لمصاعب ومشكلات حقيقية تعيق تنفيذه، والثالث إفشال مشروع تهويد شرقي القدس وإنهاؤه. وأوصى المركز في نهاية تقديره بعدة مقترحات، منها تعريف شعوب العالمين العربي والإسلامي بمكانة القدس وطبيعة التهديدات التي تتعرض لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني، وتقديم المزيد من الدعم والمساندة للمقدسيين بما يمكنهم من مواجهة إجراءات الاحتلال، وتذكير المرجعيات الرسمية الفلسطينية والعربية والإسلامية بمسؤولياتها تجاه القدس وأهلها بما يجعلها تبادر لإطلاق مشاريع التثبيت والدعم على مستوى المباني والأراضي والسكان. كما أوصى التقدير بضرورة تجاوز الانقسام السياسي بين حكومتي رام اللهوغزة على الأقل في ملف القدس والمقدسيين.