فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا هنا ولَّى الله نبيه قبلة المسجد الحرام كانت روح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقلبه يهفوان إلى بيت الله الحرام في الصلاة فكان يصلي قبل الهجرة المشرفة تجاه بيت المقدس ومع ذلك كان صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله يصلي بين الركنين فيجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس فيصلي وذلك لشدة تعلقة بالكعبة المشرفة التي هي بيت الله الحرام. وبعد الهجرة النبوية المشرفة ظل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي جهة المسجد الأقصى لمدة 16 شهرًا حتى راضى الله قلب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بتحويل القبلة في الصلاة تجاه الكعبة المشرفة حيث بيت الله الحرام وذلك في 15 من شهر شعبان في السنة الثانية للهجرة النبوية المشرفة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورُ أمَ بشر من بني سلمة معزيًا فصنعت له طعامًا وعند صلاة الظهر نهض رسول الله يصلي في مسجد بني سلمة. وهناك .. على بعد أربعة كيلو مترات من المسجد النبوي الشريف غرب المدينةالمنورة كان الحدث العظيم حيث ولَّى الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم قبلة يرضاها وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يؤم المسلمين في صلاة الظهر في مسجد بني سلمة وما أن وصل الحبيب إلى الركوع في الركعة الثانية حتى استدار صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله مغيرًا اتجاه القبلة إلى الكعبة المشرفة واستدار الناس من خلفه حتى أتموا الصلاة حيث نزل عليه والوحي بالتحول إلى الكعبة المشرفة. قال تعالى: _قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ_ [سورة البقرة/ 144]. من ذلك الحين سمي هذا المسجد بمسجد القبلتين لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى فيه تجاه قبلتين المسجد الأقصى ثم الكعبة المشرفة. ويقع مسجد القبلتين في الجهة الغربية من المدينةالمنورة في منطقة بني سلمة على طريق خالد بن الوليد وتحديداً في هضبة حرة الوبرة ويتقاطع مع شارع سلطانة وهو قريب جداً من الدائري الثاني المعروف بطريق الملكِ عبدِ الله من جهة الغرب. وتبلغ مساحة قديماً أربعمئة وخمسة وعشرين متراً مربعاً وكان مبنيًا من الطوب اللبن والسعف وجذوع النخيل وتعاقبت عليه أعمال الترميم والتوسعة والتجديد. وقد جدّده الخليفة عمر بن عبد العزيز في ولايته للمدينة ثمّ جدده الشجاعيّ شاهين الجماليّ في عام 893 ه وبعدها جدده سليمان السلطان العثماني في عام 950 للهجرة. ثم حديثًا تم هدمه وإعادة بنائه وتخطيط منطقته وتوسعته وفق أحدث التقنيات والتصاميم. والمسجد تعلوه قبتان قطر الأولى 8 أمتار والثانية 7 أمتار وارتفاع كل منهما 17 مترا. ويتوافد المعتمرين وزوار المدينةالمنورة على مسجد القبلتين للصلاة فيه واستذكار الحدث المهم في التاريخ الإسلامي.