بعد 16 شهرًا من الهجرة المشرفة وتحديدًا في 15 من شهر شعبان في السنة الثانية للهجرة كان النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يصلي والمسلمون صلاة العصر في مسجد يقع في الطرف الغربي من المدينةالمنورة ويبعد عن المسجد النبوي نحو أربعة كيلومترات فجاء الأمر الإلهي الذي تمناه الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم كثيرًا بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة وكانوا ركوعًا فاستدار النبي صلى الله عليه وآله وسلم واستدار الناس من خلفه حتى أتموا الصلاة. من ذلك الحين سمي هذا المسجد بمسجد القبلتين لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى فيه تجاه قبلتين المسجد الأقصى ثم الكعبة المشرفة. ويقع مسجد القبلتين في الجهة الغربية من المدينةالمنورة في منطقة بني سلمة على طريق خالد بن الوليد وتحديداً في هضبة حرة الوبرة. وتبلغ مساحة قديماً أربعمئة وخمسة وعشرين متراً مربعاً وكان مبنيًا من الطوب اللبن والسعف وجذوع النخيل وتعاقبت عليه أعمال الترميم والتوسعة والتجديد. وقد جدّده الخليفة عمر بن عبد العزيز في ولايته للمدينة ثمّ جدده الشجاعيّ شاهين الجماليّ في عام 893 ه وبعدها جدده سليمان السلطان العثماني في عام 950 للهجرة. ثم حديثًا تم هدمه وإعادة بنائه وتخطيط منطقته وتوسعته وفق أحدث التقنيات والتصاميم. والمسجد تعلوه قبتان قطر الأولى 8 أمتار والثانية 7 أمتار وارتفاع كل منهما 17 مترا. ويتوافد المعتمرين وزوار المدينةالمنورة على مسجد القبلتين للصلاة فيه واستذكار الحدث المهم في التاريخ الإسلامي.