الشيخ التواتي بن التواتي متحدثا عن سقوط البسملة : أرجو ألاّ يُثير العلمانيون فتنًا نحن في غنى عنها ع. صلاح الدين كتب الشيخ التواتي بن التواتي مقالا متميزا جدا عن (فضل البسملة) في ظل الجدل الذي أثاره (سقوطها) بعض الكتب المدرسية الجدية مشير إلى أن الأمر يتعلق بآية عظيمة من القرآن الكريم وجب توقيرها وتقديرها حق قدرها. وقال الشيخ التواتي بن التواتي الأمازيغي الأغواطي في المقال الذي تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه والذي جاء تحت عنوان (الرد على من تجرأ على ما أنزل الواحد الأحد) أن افتتاح الرسائل والكتب والمؤلفات بالبسملة مما جرى عليه عمل العلماء خلفاً وسلفاً تأسياً بكتاب الله تعالى وإتباعا لسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وقول الله تعالى: -{بسم الله الرحمن الرحيم} جملة تامة: إما اسمية على أظهر قولي النحاة أو فعلية. وقد اختلف النحاة وأهل اللغة في تقدير متعلق البسملة فمن الناس من يضمر في مثل هذا: ابتدائي بسم الله أو: ابتدأت بسم الله والآية على كل حال جملة اسمية تدل على ثبوت الحكم واستمراره وذلك لأن الفعل كله مفعول بسم الله ليس مجرد ابتدائه فقوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) العلق/1 وقوله تعالى: (بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا) هود/41..... فأنت تقرأ باسم الله وتكتب باسم الله وكلّ أحوالك قائمة على اسم الله بل أقول لك: حتى منصبك الذي حزت عليه باسم الله ولو شاء الله تعالى لعزلك عنه وإن ركوبك سيارة أو طائرة أو باخرة فباسم الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله. وأضاف الشيخ التواتي أن البسملة من ذكر الله لها غاية وهدف فإن قوله: (كل أمر ذي بال) وأيّ أمر أهم من تنشئة أبنائنا على الفضائل مع علمنا أنه من مقاصد الشريعة العناية بالتعليم ونشر العلم بين أبناء الأمة فإذا نزعنا منهم البركة على أيّ مبدأ ينشأون. ومعنى أقطع يوحي إلينا بالقصد من كتابة البسملة في الكتب نزرع في أبنائنا البركة وذلك لأن معنى الأقطع: مقطوع من البركة ونحن نريد من تعليم أبنائنا أن يشب ومعهم الخير والبركة. وأشار المتحدث في مقاله إلى أنه قد يهبّ بعض المعاندين-هداهم الله تعالى- إلى القول أن السنة والشيعة اختلفوا في البسملة هل هي آية من القرآن الكريم؟ ورد على هؤلاء قائلا: إن البسملة آية من القرآن وأن وضعها في أول كل سورة توقيفي من الله تعالى قال البيهقي: (أحسن ما احتج به أصحابنا في أن البسملة من القرآن وأنها من فواتح السور سوى براءة ما رويناه من جمع الصحابة كتاب الله عز وجل في المصاحف وأنهم كتبوا فيها البسملة على رأس كل سورة سوى براءة فكيف يتوهم متوهم أنهم كتبوا مائة وثلاث عشرة آية ليست من القرآن وقد علمنا بالروايات الصحيحة عن ابن عباس أنه كان يعد البسملة آية من الفاتحة ويقول: (انتزع الشيطان منهم خير آية في القرآن) رواه الشافعي. وكان الإمام أبو عبد الله المازري المالكي يبسمل سراً فقيل له في ذلك فقال: مذهب مالك قولاً واحداً على أن من يبسمل بطلت صلاته وصلاة يتفقان على صحتها خير من صلاة يقول أحدهما ببطلانها ومثل هذا يقال في الفاتحة بالنسبة للمأموم فإن مذهب الشافعي والبخاري وجماعة من التابعين قولاً واحداً على أن من ترك ولو حرفاً منها ولو في ركعة واحدة بطلت صلاته ومذهب مالك قولاً واحداً على أن من قرأها خلف الإمام لم تبطل صلاته وصلاة يتفق الأئمة على صحتها خير من صلاة يقول بعضهم ببطلانها وإلى مشروعية قراءتها خلف الإمام ذهب بعض المالكية.. وقال الشيخ التواتي أنه لا يدعو هؤلاء (المعاندين) إلى ترك مبادئهم العلمانية (بل إني أحترمها وإنما أرجوهم ثم أرجوهم ألاّ يثير فتنا نحن في غنى عنها ونبعد أبناءنا عن ساحة الصراع حتى يشبوا سالمين نافعين لبلادهم ونحن زائلون من هذه الدنيا فلتسلم لهم الأمانة بكل صدق ولنعلمهم كيف يحترمون المخالف ذلك أنفع لهم وأفيد لبلادنا).