عادة ما تُستعمل الهواتف المحمولة من نوع كاميرا في التقاط الصور وكذا مقاطع من الفيديو في الحفلات والمناسبات السعيدة، بل حتى أن هناك من امتلكها خصيصا من اجل استرجاع تلك الذكريات واستخراج تلك الصور التذكارية. وعلى الرغم من الايجابيات الجمة للهواتف المحمولة من نوع كاميرا التي تشمل على العديد من التجهيزات خاصة وأنها ملحقة ببطاقات الذاكرة التي تتسع إلى حمل العديد من الصور والفيديوهات، إلا أن سلبيته الوحيدة تتجسد لحظة وقوعه بين أيادي اللصوص. خباجة نسيمة فأول ما يخشاه من تعرض لعملية السطو هو كشف المستور من طرف السارق وفضح العائلة عن طريق تلك الصور والفيديوهات العائلية فينسى الضحية خسارة هاتفه النقال وتشغل باله تلك الخصوصيات التي يشتمل عليها الهاتف المحمول خوفا من التصرف بها ومن ثمة التعرض إلى الفضيحة والعار. عادة ما تكون الهواتف المحمولة على اختلاف أنواعها وأشكالها مطمعا للصوص بالنظر إلى تجهيزاتها الراقية ونوعياتها الرفيعة، ولا يتأسف الضحية على فقدان الهاتف النقال فحسب وإنما يتعداه إلى الارتباك الذي ينتابه نتيجة امتلاء حافظة الذاكرة بأشياء خصوصية لا يحق للآخرين كشفها أو الاطلاع عليها، إلا أن آفة السطو على الهواتف النقالة التي لازالت تلازم مجتمعنا عبر اغلب الشوارع أدت إلى فضح العائلات. بحيث عادة ما تغتنم اغلب العائلات لحظات المناسبات السعيدة من اجل التقاط صور ومقاطع تتذكرها العائلة من وقت لآخر، إلا أن اللصوص حطموا كل تلك المعاني والغوا تلك السلوكات بسطوهم على الهواتف النقالة لاسيما تلك التي تشتمل على تجهيزات عالية، ممّا ورط الكل في تلك الفضائح التي أدت إلى فضح خصوصيات النسوة فأول ما يشغل بال المتعرض إلى عملية السرقة هي تلك الصور التي يحملها الهاتف النقال، ما تصادفنا به مؤخرا أثناء وقوفنا على إحدى تلك العمليات بمحطة النقل لبئر مراد رايس بالعاصمة حيث تعرض شاب أثناء امتطائه الحافلة إلى سرقة هاتفه النقال مما أفزعه، وأول ما تلفظ به هو تخوفه من التصرف في الصور المعبئة بالهاتف و التي تخص أفراد العائلة وبين أسفه من ضياعها أكثر من تأسفه على سرقة الهاتف. وهو المشكل الذي يتصادف به ضحايا سرقة الهاتف المحمول من نوع كاميرا لذلك نجد أن العديد من المواطنين يعارضون فكرة امتلاء بطاقات الذاكرة بصور تخص العائلات ومقاطع فيديو لحفلات الأعراس الخاصة بالأهل والأقارب، بسبب آفة السرقة التي باتت تلاحق المواطنين في الشوارع فلا يندم الضحية على فقدان هاتفه أكثر من ندمه وتخوفه من التصرف في تلك الخصوصيات وفضح العائلات. الآنسة فريال طالبة قالت إنها كانت تحتفظ بالعديد من الصور بهاتفها المحمول وتماطلت في استخراجها عند مصور، إلى جانب مقاطع فيديو من حفلات زفاف قريباتها إلا انه ومنذ تعرض زميلتها أمام أعينها إلى عملية سطو راحت إلى إلغاء تلك الصور من هاتفها المحمول وتحميلها بقرص مضغوط، وقالت أنها تراه أكثر ائتمانا على خصوصياتها من الهاتف المحمول التي ليست في منأى عن سرقته في أي لحظة ما يعرضها للندم أكثر لو تركته معبئا بأشياء خصوصية. ما دفع بالعديد من العائلات إلى منع التقاط الصور من حفلات الزفاف أو المناسبات السعيدة لما اقترن بها من فضائح وكشف للخصوصيات على غرار احتمال تعرض صاحب الهاتف المحمول إلى عمليات سطو وهو معبأ بالصور والفيديوهات، كما أن هناك من الأشخاص من اتجهوا إلى وسائل حفظ أكثر أمنا وثقة بتحويل تلك الصور إلى الأقراص المضغوطة "سي دي" أو الأقراص المرنة "ديسكات" أو "فلاش ديسك" وإفراغ الهاتف المحمول من كل تلك الصور والفيديوهات وتجنب الفضح في حالة ما إذا تمت سرقته.