فصلت محكمة الجنايات نهاية الأسبوع المنصرم في قضية مغتربين بإسبانيا المدعو "خ·م" المكنّى "عبد اللّه" والمتّهم "ص·ج" المتابعين بجناية الانخراط في جماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن بعدما توصّلت السلطات الإسبانية إلى أنهما كانا ينشطان مع مجموعة من المغتربين العرب ضمن الجماعات الإرهابية النّاشطة بمدريد، وأنهما عملا على تمويلها بالأسلحة والأموال، كما شاركا في عدّة عمليات تخريبية وحرق لهيئات عمومية بتيزي وزو قبل مغادرة التراب الوطني، فضلا عن إرسال أجهزة إلكترونية للجماعات الإرهابية النّاشطة ببرج منايل، ما جعل ممثّل النيابة العامّة يلتمس ضدهما عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا قبل أن تدين هيئة المحكمة المتّهم الأوّل بثلاث سنوات حبسا وتبرّئ ساحة المتّهم الثاني· توقيف المتّهم الأوّل "خ·م" كان من طرف مصالح الشرطة القضائية التابعة لدائرة مصالح الأمن لمكافحة الإرهاب على مستوى ميناء وهران بعد ترحيله من طرف السلطات الإسبانية على أساس أنه كان ينشط ضمن جماعة إرهابية داخل التراب الوطني بتيزي وزو قبل أن يغادر سنة 1995، حيث كشفت التحرّيات أنه في سنة 1994 داهمت مصالح الدرك منزله من أجل توقيفه بعد الاشتباه في أنه يعمل لصالح سرية بوغني، غير أنه تمكّن من الفرار والالتحاق بسرية بوخالفة بتيزي وزو أين كان تحت إمارة المسمّى "ج· البارة" ليتمّ تحويله بعد شهرين من العمل ضمن سرية الرّعد التي ضمّت حوالي 15 إرهابيا، حيث أطلق عليه لقب "عبد اللّه"، كما سلّموه بندقية صيد ثمّ عمل ضمن كتيبة النّور وشارك رفقة عناصر في إحراق المركز الجامعي ومركز التكوين المهني ببوخالفة وظلّ هناك مدّة أربعة أشهر إلى غاية سنة 1994 حينما صدرت فتوى قتل الشباب المؤدّين للخدمة الوطنية ليقرّر الهروب واتّفق مع العديد من رفقائه على مغادرة التراب الوطني بعدما استولوا على مبلغ 10 ملايين سنتيم ومسدسين آليين، إضافة إلى جهاز اتّصال لا سلكي وبندقية صيد· حيث تمكّن المتّهم من الفرار إلى إسبانيا بوثائق مزوّرة، كما تمّ تسليم السلاح المسروق ل "ص·س" ليتمّ تسليمه للأمن الوطني· كما قام المتّهم رفقة كلّ من "جمال" و"رضا" في إسبانيا بسرقة بندقيتين أحضرها أشخاص من تونس، كما تمكّن من الحصول على مبلغ 3600 أورو مزوّرة من قبل أفارقة من أجل إرسالها للجماعات بالجزائر، إلاّ أنه و بعد أحداث 11 ديسمبر تمّ توقيفه رفقة العديد من العرب من طرف مصالح الأمن الإسبانية ليتمّ اتّهامه بالنّشاط الإرهابي في إسبانيا وتقديمه أمام المحكمة العليا بمدريد، أين تمّت تبرئته قبل أن يتمّ تحويله إلى الجزائر أين فتح له ملف قضائي كشف تورّطه ضمن الجماعات الإرهابية· أمّا بالنّسبة للمتّهم الثاني "ص·ج" فقد كانت تربطه علاقة بالمتّهم "خ·م" تجسّدت من خلال لقائه مع الجالية، حيث أطلعه المتّهم الأوّل على أنه على اتّصال بالإرهابي "أيّوب" لمساعدة الجماعات في الجزائر وتعاونوا جميعا على جمع الأموال بطرق غير مشروعة· للإشارة، فإن للمتّهمين نشاط موسّع لتلقّي الفتاوى والبيانات التي تصدر عن الجماعات السلفية للدّعوة بمساعدة إرهابي مقيم في ألمانيا، فضلا عن تزوير أموال بالعملة الصعبة بمساعدة شخصين من ألمانيا، إذ اعترف "خ·م" بإرسالهما أجهزة إلكترونية ولا سلكية إلى الجماعات ببرج منايل، كما اعترف بنشاطه ببوخالفة قبل مغادرة التراب الوطني مع تصريحه بنشاطه رفقة "ص·ج" في تنفيذ عمليات إرهابية بالتراب الإسباني·