زعمت صحيفة »هآرتس« العبرية أمس الأحد أن جهاز استخبارات غربي طلب في العامين الأخيرين صوراً من الأقمار الاصطناعية لمواقع عسكرية سرية على مقربة من الحدود السورية اللبنانية، مشيرة إلى أن إسرائيل طلبت صورا كهذه قبل مهاجمة موقع دير الزور عام 2007 بأسبوعين. وأضافت الصحيفة »تم تصوير مساحة غير كبيرة شمالي غرب سوريا ليس أقل من 16 مرة، بطلب خاص من شركة التصوير عبر الأقمار الاصطناعية التجارية »ديجتال غلوب« الأمريكية. وقالت الصحيفة إنه يمكن من خلال الصور تحديد خمس منشآت محاطة بحراسة مشددة، لكن دون تحديد أهدافها، كما يمكن تحديد عدة مباني سكنية لا تقل عن الأربعين صممت بشكل متشابه وهي في مرحلة متقدمة من البناء، لكنها تختلف عن تصميم المباني السكنية في بلدة مصياف القريبة التي لا يتجاوز عدد سكانها ال53 الف نسمة أي أنها غير معدة للسكان المحليين. وذكرت الصحيفة أن الصور وتواريخها متاحة لكل متصفح انترنت يستخدم برنامج »جوغل ايرث«، وأن المساحة المصورة لا تزيد عن 200 كيلومتر مربع، وعلى بعد 30 كلم من الحدود الشمالية بين سوريا ولبنان. واستشهدت الصحيفة بحوار سابق أجرته صحيفة »تليغراف« اللندنية عام 2004 مع الناشط الحقوقي والمعارض السوري نيزار نيوف والذي زعم فيه على أن السلاح الكيميائي والبيولوجي للرئيس العراقي صدام حسين تم تهريبه من العراق إلى سوريا قبل الغزو الأمريكي عام 2003. دون أن يفسر كيف يقوم صدام بتجريد نفسه من سلاحه المزعوم وهو مقبل على حرب؟ وواصل العميل السوري مزاعمه قائلاً: »أسلحة الدمار الشامل تم تهريبها إلى ثلاثة مواقع في سوريا واحد منهم هو قاعدة أنفاق تم حفرها تحت قرية البيضاء الواقعة على بعد كيلومتر من جنوب مدينة مصياف في وسط المنطقة المصورة«. وعلقت الصحيفة أن ما قاله الصحفي السوري عن »تهريب الأسلحة من العراق إلى سوريا؟« تردد أثناء تولى آرئيل شارون رئاسة الحكومة الإسرائيلية السابقة. ولفتت الصحيفة مرة أخرى إلى أن الصور التقطت في شهر يناير، مستذكرة أن تلك الفترة من مطلع العام الحالي شهدت توتراً بين سوريا وإسرائيل، تبادلت فيها القيادات السورية والاسرائيلية التصريحات والتهديدات وخطر اندلاع مواجهة شاملة في ظل انعدام حل سياسي. وأردفت أنه تبيّن لاحقاً أن سبب التوتر ادعاءات اسرائيل بأن سوريا نقلت صواريخ سكود وقذائف إم-600 لحزب الله. وقالت الصحيفة إن شركة »ديجتال غلوب« رفضت الكشف عن المصادر التي طلبت منها الصور. وجدير بالذكر أن إسرائيل كانت قد قصف في سبتمبر عام 2007 موقعا سوريا في دير الزور شمال غربي سوريا بحجة كونه منشأة نووية سرِّية، بينما قالت دمشق إن الموقع كان موقعاً عسكرياً قيد الإنشاء. وفي جوان عام 2008 قام مفتشو الوكالة الذرية لأول مرة بفحص الموقع المدمر »كبر« في دير الزور، لكن سوريا رفضت السماح بزيارات أخرى ولم تسمح للمفتشين أيضا بزيارة ثلاثة مواقع عسكرية جرى تغيير شكلها الخارجي بعد أن طلبت الوكالة لأول مرة فحصها. وكشف تحليل العينات المأخوذة من المنشأة السورية عن وجود جزيئات يورانيوم طبيعي بشرية المنشأ من نوع غير مذكور في قائمة الجرد النووي التي سلمتها دمشق للوكالة الذرية، الأمر الذي أثار الشكوك حول طبيعة هذه المنشأة. وهذه هي المرة الأولى التي قدمت فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعما علنيا للشكوك الغربية في أن موقع »دير الزور« كان مفاعلا نوويا في مراحله الأولى، ورجحت واشنطن أنه من تصميم كوريا الشمالية ويهدف لإنتاج البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة. وطالبت الوكالة سوريا بتقديم تفسير مقنع لمصدر هذا اليورانيوم ووجوده في الموقع، وردت سوريا في تقرير لها بأن آثار اليورانيوم ناجمة عن الذخائر التي استخدمتها إسرائيل عند قصفها للموقع، وهذا ما رفضته الوكالة. وتطالب سوريا منذ عام 1987 بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، حيث تقدمت سوريا بمبادرة لهيئة الأممالمتحدة في أفريل من عام 2003 لجعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.