احتفاءً بالمولد النبوي الشريف دارة التبوشير تصنع أجواء روحانية مميّزة بمستغانم نظمت مساء اول امس بشوارع مدينة مستغانم ما يعرف ب دارة التبوشير (موكب التبشير) احتفالا بالمولد النبوي الشريف بمشاركة جمع غفير من مريدي الزوايا والمواطنين. وانطلقت الدارة السنوية للتبشير بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم من ساحة الاستقلال بوسط مدينة مستغانم مرورا بنهج الشيخ بن الدين وشارع بن سايح صالح ثم نهج محمد خميستي ونهج بوعزة محمد ومفترق الطرق وطريق وهران وصولا إلى دار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي مرددين البشير النذير يا السراج المنير سيدنا محمد صلى الله عليه و طلع البدر علينا وغيرها من الأناشيد الدينية والصوفية واختتمت بقراءة جماعية لسورة الفتح ثم الدعاء. وشارك في هذه الدارة التي تنظم مشيا على الأقدام مريدو الزاوية العلاوية الشاذلية الدرقاوية بمستغانم وزوايا أخرى والفرق الفلكلورية العيساوية من تيجديت ومزغران وأصحاب البارود والقوارير وأولاد توات والقناوة والقرقابو فضلا عن الكشافة الإسلامية الجزائرية وجمعية قدماء الكشافة فوج الفلاح والأطفال والنساء وجمع من المواطنين. وقال الناطق باسم الزاوية العلاوية مولاي بن تونس أن عادة التبوشير هي عادة مستغانمية قديمة توارثها أعيان مستغانم أبا عن جد حيث كانوا يجتمعون بالمسجد العتيق سيدي محمد علال ثم ينطلقون في موكب واحد ليجوبوا شوارع المدينة القديمة تيجديت وهم يستبشرون بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم فتلقاهم النساء من الشرفات والنوافذ بالزغاريد وماء الزهر والعطور . وأبرز بن تونس أن هناك رمزية للكلمات والمدائح والسماع الصوفي الذي يستعمل خلال التبوشير والذي يهدف إلى غرس هذه المعاني الجميلة والخصال الحميدة للنبي في قلوب وأذهان الأطفال الذين يرافقون هذا الموكب وهم يلبسون الزي التقليدي المستغانمي. ولهذه المناسبة لدى العائلات المستغانمية عادات خاصة تتجاوز اللباس إلى الطبخ من خلال تحضير أطباق الطعام بالجاج (الكسكس بالدجاج) والتريدة والرفيس التي تجتمع حولها العائلة ليلة المولد النبوي الشريف قبل وضع الجدات للحناء في أيدي الأطفال يضيف بن تونس. وقال بن تونس أن ل الصلاة على النبي خلال موكب التبوشير دلالة خاصة ترمز إلى تجديد العهد والبيعة مع النبي صلى الله عليه وسلم (بيعة الرضوان) وربط النفس مع هذه الروح المحمدية الطاهرة وتذكير الناس بعظمته وليبقى حي في قلوب وعقول المؤمنين .