بقلم: عميرة أيسر* صحيح أن مدينة القدس هي حالياً مغتصبة أسيرة لكن هي لنا وتخصنا وحدنا دون سائر أبناء المعمورة ولو كانت لتنطق لقالت بأعلى صوتها أنا مدينة عربية وحاضرة التاريخ أنا مسرى خير خلق الله أجمعين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم أنا من أقدم عواصم التاريخ وحواضر الدنيا ويمتد نسبي إلى 3 ألاف سنة أو يزيدون في أرض العرب أقولها لك بكل فخر واعتزاز يا سيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس القدس لنا كجزائريين وتوانسة وسعوديين وسوريين وفلسطينيين هي لكل عربي حر شريف من المحيط إلى الخليج سواءً كان مسلماً أو مسيحياً وهي ملك لمليار ونصف من أبناء ديننا الإسلامي ولن تكون لحاخامات بني صهيون أو ساستهم أو جيشهم تعرضت للأسر منذ 1948 وتمَّ تكبيل قيودها سنة 1967 ولكن تبقى عصية على الإذلال والامتهان وهي التي حررها صلاح الدين الأيوبي من أسر الصليبيين سنة 1187م بعد أن حاصرها الصليبيون بتاريخ 7جوان 1099م بحوالي12 ألفا من القوات الصليبية الراجلة وحوالي 1300 من الفرسان وفي ليلة 14 جويلية 1099م استطاع الجيش الصليبي احتلالها عن طريق صناعة أبراج أعدِّت خصيصاً لذلك وارتكبوا فيها جرائم يندى لها جبين الإنسانية جمعاء وتحت ذرائع وحجج دينية واهية لا أساس لها من الصحة وكما فعل الصهاينة بها تماماً وذلك عندما احتلوها بالقوة واستعملوا فزاعة حقهم القومي والتوراتي التاريخ فيها مرة أخرى فالقدس التي فتحها عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه الخليفة العادل سنة 15 للهجرة ووضع وثيقة عهد وأمان وذمة لأهلها وهي العهدة العمرية وشهد عليها رهط من الصحابة الكرام كعبد الرحمن بن عوف وخالد ابن الوليد وعمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وقبلها كانت في يد الأسر الروماني ولكن يشهد التاريخ أنها لم تبقى في الأسر الأجنبي مطلقاً حتى وإن طال الزمن وتغيرت الأحوال وأسماء الدول و الأجناس التي احتلتها ولكن تعود دوماً إلى يد أصحابها الأصليين وإلى أبنائها لتكون درَّة المدائن ومدينة السَّلام. والذي نفسي بيده سيادة الرئيس لو أعطيتمونا مثل جبال تهامة وأحد ذهباً فلن نزور مدينة القدس الشريف وهي تحت أسر الصهاينة كما دعوت لذلك في عدة مناسبات ولن اختم جواز سفري الجزائري الذي أفتخر وأعتز به كثيراً بختم مُجرمين وقتلة للأطفال ولن نعطي الشرعية التاريخية أو القانونية أو المعنوية لهذا الكيان العبري المقيت كي يظهر أمام العالم بمظهر المنتصر لأنه استطاع أن يقنع شرفاء الأمة وشعوبها بالتطبيع معه تحت دعاوى حضارية أو دينية أو ثقافية إذا كانت مدينة القدس أسيرة فهي محرمة عليناً إلاَّ في حالة واحدة فقط يا سيادة الرئيس وهي الزحف المشترك العربي لتحريرها من أيدي هؤلاء الأجناس فكل شيء ممكن بالعزيمة والإصرار والتحدي وما ذلك على رب الكون بعزيز الوقوع في الأسر الصهيوني ليس خيار سكَّان المدينة ولا ترابها الطاهر ولكن التطبيع مع الصهاينة هو خيار لا نرضاه لأنفسنا ولا لكل مقاوم حر شريف بيننا وبين هؤلاء لا توجد لا عهود ولا مواثيق ولا اتفاقيات سلام وإنما بينا وبينهم القرطاس وصوت الرصاص فهؤلاء قوم قتلوا أكثر من 248 شهيداً عندما دخلوا مدينة رفح وخان يونس وقطاع غزة ككل في العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م وذلك بحثاً عن السِّلاح حسب ادعاءاتهم الكاذبة ولكي يعاقبوا السَّكان الذين رفضوا الاستسلام وتسليم المدينة وإذا كان نتنياهو قد قالها: وألف مرة بأنه لا مفاوضات مع الجانب الفلسطيني إلاَّ بشروط مسبقة ومنها الاعتراف بيهودية الدولة وبمدينة القدس كاملة غير منقوصة عاصمة أبدية لإسرائيل بالرغم أن السُّلطة الوطنية الفلسطينية ومنذ اتفاقيات أوسلو 1993-1994 م قدمت التنازلات الواحدة تلوى الأخرى للصهاينة ولكن دون جدوى وإذا كان البعض قد اختار التطبيع طريقاً سياسياً ليتقرب من الصهاينة ومن يتحالف معهم كما صرح بذلك داني دانون ممثل الكيان الصهيوني في الأممالمتحدة عندما قال : بأن هناك حوالي 12 دولة عربية وإسلامية تقيم علاقات غير معلنة مع تل أبيب ونسوا معاناة وعذابات شعب فلسطيني كامل يعاني على كافة الأصعدة والمستويات وتصادر حقوقه المشروعة في الحياة وإقامة دولة فلسطينية تكون على كل تراب فلسطينالمحتلة فهؤلاء سيكون مكانهم مزابل التاريخ بالتأكيد ولن ترحمهم شعوبهم إن أجلاً أم عاجلاً وإن كان جيلكم قد فرط في قدس الأقداس فجيلنا لن يفعل ذلك وسيبقى مداد أقلامنا يذكركم دائماً بأنَّ مدينة القدس عربية إسلامية ومسيحية ولن تكون لغيرهم ولا مكان لليهود والصهاينة فيها فقد أثبتت الحفريات التي قام بها الصهاينة تحت المسجد الأقصى ولعشرات السنين واعترافات علماء آثار صهاينة بأنَّ لا حق لليهود في هذه المدينة وما جاورها تاريخياً وسنورّث حب القدس والدفاع عنها للأجيال القادمة بإذنه تعالى فهي لنا وستبقى لنا ولكل من يحب الحرية و الإنعتاق من نير الاحتلال الاستعماري وتذكروا بأن فعل التطبيع مجرَّم بنصوص عربية موثقة ومكاتب محاربة التطبيع الإقليمية المنتشرة منذ نهاية الخمسينيات في عواصمنا العربية أدلّ مثال على ذلك وصفقة القرن التي يريد من خلالها البعض تصفية القضية الفلسطينية وجعل القدس عاصمة لصهاينة والله لن تمر لأنَّ في هذه الأمة رجالاً على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو من تآمر عليهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهم بالتأكيد موجودون في بيت المقدس وأكناف بيت القدس منتظرين ليوم الزحف الأعظم لتحرير مدينة القدس بإذنه الله.