دراجات /طواف الجزائر 2025 /المرحلة الثامنة: فوز الدراج الجزائري محمد نجيب عسال    أمطار وثلوج على عدد من الولايات    المحافظة السامية للأمازيغية تسطر برنامجا ثريا للاحتفال باليوم الدولي للغة الأم وأسبوع اللغات الإفريقية    بوجمعة يعقد اجتماعا مع الرؤساء والنواب العامين للمجالس القضائية    الطيب زيتوني..تم إطلاق 565 سوقًا عبر كامل التراب الوطني    وزارة الصحة تنظم فعاليات الأسبوع الوطني للوقاية في تيبازة    وساطة الجمهورية تنظم ندوة حول تعزيز حوكمة المرفق العام بعنابة    الصحفية "بوظراف أسماء"صوت آخر لقطاع الثقافة بالولاية    الشهداء يختفون في مدينة عين التوتة    عطاف يتلقى اتصالا هاتفيا من قبل رئيس الحكومة اللبنانية    غريب يؤكد على دور المديريات الولائية للقطاع في إعداد خارطة النسيج الصناعي    انخفاض حرائق الغابات ب91 بالمائة في 2024    خنشلة.. انطلاق قافلة تضامنية محملة ب54 طنا من المساعدات الإنسانية لفائدة سكان قطاع غزة بفلسطين    السفيرة حدادي تؤدي اليمين بعد فوزها بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي    جانت.. إقبال كبير للجمهور على الأيام الإعلامية حول الحرس الجمهوري    تسويق حليب البقر المدعم سمح بخفض فاتورة استيراد مسحوق الحليب ب 17 مليون دولار    فريقا مقرة وبسكرة يتعثران    الجزائر تواجه الفائز من لقاء غامبيا الغابون    متعامل النقال جازي يسجل ارتفاعا ب10 بالمائة في رقم الأعمال خلال 2024    بداري يرافع لتكوين ذي جودة للطالب    معرض دولي للبلاستيك بالجزائر    وزير العدل يجتمع برؤساء ومحافظي الدولة    أمن البليدة يرافق مستعملي الطرقات ويردع المتجاوزين لقانون المرور    توفير 300 ألف مقعد بيداغوجي جديد    هكذا ردّت المقاومة على مؤامرة ترامب    حملات إعلامية تضليلية تستهدف الجزائر    هذه رسالة بلمهدي للأئمة    قِطاف من بساتين الشعر العربي    كِتاب يُعرّي كُتّاباً خاضعين للاستعمار الجديد    هكذا يمكنك استغلال ما تبقى من شعبان    الجيش الصحراوي يستهدف قواعد جنود الاحتلال المغربي بقطاع الفرسية    شايب يشارك في لقاء تشاوري مع جمعية الأطباء الجزائريين في ألمانيا    المغرب: تحذيرات من التبعات الخطيرة لاستمرار تفشي الفساد    عرض فيلم "أرض الانتقام" للمخرج أنيس جعاد بسينماتيك الجزائر    محمد مصطفى يؤكد رفض مخططات التهجير من غزة والضفة الغربية المحتلتين    سفيرة الجزائر لدى أثيوبيا،السيدة مليكة سلمى الحدادي: فوزي بمنصب نائب رئيس المفوضية إنجازا جديدا للجزائر    الرابطة الأولى: نجم مقرة واتحاد بسكرة يتعثران داخل قواعدهما و"العميد " في الريادة    إعفاء الخضر من خوض المرحلة الأولى : الجزائر تشارك في تصفيات "شان 2025"    موجب صفقة التبادل.. 369 أسيراً فلسطينياً ينتزعون حريتهم    تضاعف عمليات التحويل عبر الهاتف النقّال خلال سنة    الديوان الوطني للمطاعم المدرسية يرى النور قريبا    "سوناطراك" تدعّم جمعيات وأندية رياضية ببني عباس    6 معارض اقتصادية دولية خارج البرنامج الرسمي    انطلاق التسجيلات للتعليم القرآني بجامع الجزائر    تنسيق بين "أوندا" والمنظمة العالمية للملكية الفكرية    22 نشاطا مقترحا للمستثمرين وحاملي المشاريع    حمّاد يعلن ترشحه لعهدة جديدة    دراجات: طواف الجزائر 2025 / الجزائري ياسين حمزة يفوز بالمرحلة السابعة و يحتفظ بالقميص الأصفر    محرز ينال تقييما متوسطا    كيف كان يقضي الرسول الكريم يوم الجمعة؟    سايحي يواصل مشاوراته..    صناعة صيدلانية : قويدري يبحث مع نظيره العماني سبل تعزيز التعاون الثنائي    وزير الصحة يستقبل وفدا عن النقابة الوطنية لأساتذة التعليم شبه الطبي    وزير الصحة يستمع لانشغالاتهم..النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة تطالب بنظام تعويضي خاص    وزير الصحة يلتقي بأعضاء النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة للصحة العمومية    هذه ضوابط التفضيل بين الأبناء في العطية    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القدس عنوان الانتفاضة ورمز المقاومة
نشر في أخبار اليوم يوم 15 - 03 - 2011


د.رفعت سيد أحمد/كاتب سياسي مصري
مع تطور الأداء النوعي للانتفاضة الفلسطينية المباركة، وقيامها بسلسلة من العمليات النوعية، رغم المحن والابتلاءات والمجازر، تظل القدس، عنوانا ثابتاً، للانتفاضة والمقاومة في فلسطين، إن القدس التي قال عنها شاعرنا الكبير مظفر النواب ذات يوم القدس عروس عروبتكم، كانت دائماً ولا تزال هي الرمز الذي يكشف الصراع داخل وحول فلسطين، صحيح هي لا تلغيه ولا تستبدله ولا تختصر جغرافيته التي تشمل فلسطين بل وباقي أجزاء الوطن العربي، ولكنها تلخصه وبمعنى أدق تكثفه في كلمة واحدة: القدس.
إن القدس حين تنطق تعني، عقيدة، وأرضاً، وقضية، وتعني أيضاً استراتيجية للعمل عبر المقاومة لتحريرها من الأسر الذي طال، وفى سبيلنا للحفاظ على ذاكرة القدس حية في ضمير المسلمين والعرب نسجل في هذه الدراسة ثلاث قضايا أساسية، نظنها تمثل زاداً معرفياً مهماً يحتاجه كل مناضل في سبيل استرداد فلسطين من البحر إلى النهر، وفى القلب منها القدس: المدينة والرمز.
سوف نبحر عبر هذه الدراسة إلى التاريخ لنكشف من خلاله المحطات الرئيسية لتاريخ المدينة المقدسة قسمناها إلى 30 محطة بارزة، ثم نتجه إلى التاريخ المعاصر والحاضر لنكشف حجم الاستيطان وتطوره فيها، ثم نرصد الحفريات التي تمت تحت المسجد الأقصى ومخاطرها، مع إطلالة على المستقبل وربطه بالنص القرآني.
أولاً: القدس ومحطات التاريخ الرئيسية:
تقول حقائق التاريخ منذ ما قبل الميلاد، أن مدينة القدس كانت دائماً عربية وإسلامية، وأنه رغم الغزوات العديدة التي شهدتها المدينة إلا أنها سرعان ما عادت عربية إسلامية خالصة، ولنتأمل محطات التاريخ الرئيسية لهذه المدينة المقدسة:
1 - في عام 3000 ق. م: الكنعانيون العرب يبنون مدينة القدس.
2 - في عام 1850 ق. م: النبي إبراهيم عليه السلام يقابل الملك الكنعاني الموحد ملكي صادق، ويولد له إسماعيل من هاجر، بعدها ببضع عشر سنة ولد إسحاق من سارة، ويبني إبراهيم المسجد الحرام مع ولده إسماعيل، وبعد 40 سنة من بناء المسجد الحرام.. إبراهيم يبنى المسجد الأقصى في فلسطين.
3 - يعقوب الذي هو إسرائيل عند اليهود يعيد بناء المعبد على مكان الصخرة نفسها، وسيدنا يوسف يستقدم بنى إسرائيل من بيت المقدس إلى مصر.
4 - موسى يخرج ببني إسرائيل من مصر وينقذهم من ظلم فرعون ويتجه إلى فلسطين لكن لا يدخلها، ثم يتخلى بنو إسرائيل عن الجهاد فيعاقبهم الله بالتيه في صحراء سيناء 40 سنة.
5 - عهد القضاة 400 سنة يوشع بن نون يرث النبوة بعد موسى ويسير بجيل التيه الثاني وما تبقى من الجيل الأول ويدخل الأرض المقدسة منتصراً وينصب قبة موسى على موقع الصخرة.
6 - عهد الملوك أزهى العصور لدى بني إسرائيل يطلبون من نبيهم ملكاً يقاتلون تحت رايته.
7 - الملك طالوت يقودهم وكان داود أحد جنوده وهو الذي هزم جالوت.
8 - داود عليه السلام الملك بعد طالوت، يقوم بفتح المدينة المقدسة عام 977 ق. م ونقل التابوت في بقية آثار موسى وهارون، وأعدّ مساحة أرض ليبني عليها المسجد الأقصى لكن الأجل لم يمهله.
9 - سليمان عليه السلام الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده حكم 40 سنة 970 931 ق. م وبنى المسجد الأقصى يسميه اليهود الهيكل وتنقسم المملكة من بعده إلى مملكة الجنوب يهوذا وعاصمتها أورشليم، ومملكة الشمال إسرائيل وعاصمتها نابلس أكبر من مملكة الجنوب وفيها أغلب أسباط إسرائيل.
10 - ملك الآشوريين سرجون يدمر مملكة إسرائيل، ويعتقل آخر ملك ويشرد شعبها عام 721 ق.م.
11 - فرعون مصر يدمر مملكة يهوذا ثم يزحف على مملكة الشمال التي لدى الآشوريين ويحتلها.
12 - ملك بابل بختنصر يغضب من سقوط مملكة الشمال بيد الفرعون ويزحف على فلسطين ويهزم الفرعون ويستعيد منه المملكتين ويدمر المسجد الأقصى التدمير الأول ويسبي بني إسرائيل فترة السبي البابلي عام 587 ق.م .
13 - الأخميني قورش ملك فارس يحتل بابل ويعيد اليهود إلى أرض يهوذا وأطلق منذ ذلك العهد على بنى إسرائيل اسم اليهود وديانتهم اليهودية .
14 - بعد الحكم الفارسي وحكم الاسكندر المقدوني ثم البطالمة زحف الرومان سنة 62 ق.م واستولوا على المدينة المقدسة ونصبوا هيرودس ملكاً عليها فأرضى اليهود وجدد الهيكل الذي ظل على هذه الحال إلى زمن نبي الله زكريا وابنه يحيى وكذلك عيسى ابن خالة يحيى عليهم السلام 20 48 ق.م .
15 - عيسى عليه السلام يتخذ المسجد الأقصى منبراً للدعوة بينما اليهود يتمادون في النيل من قدسية المسجد فجعلوه سوقاً للمرابين وملعباً للحمام فأنذرهم النبي عيسى عليه السلام بأن المعبد سيهدم، فزاد إجرامهم فقتلوا زكريا ونشروه بالمنشار، وقتلوا يحيى عندما وشوا به إلى ملك ظالم، فتحقق الإفساد الثاني من بني إسرائيل، ثم هموا بقتل عيسى عليه السلام فرفعه الله إليه وسلط عليهم الإمبراطور الروماني طيطس فحرق المدينة المقدسة ودمر المسجد ولم يبق منه حجراً على حجر –كما حذر عيسى عليه السلام- وكان التدمير الثاني في 70م حين قام الإمبراطور الروماني ادريانوس فأزال معالم المدينة المقدسة وبنى معبداً وثنياً باسم جوبيتار سنة 125م.
16 - تمكنت المسيحية من أرض فلسطين فهدموا معبد جوبيتار في عهد الإمبراطور قسطنطين الذي أفسد المسيحية ولم يتم بناء معبد مكان المعبد الوثني 400 636م.
17 - بعد الديانات السماوية التي حرفت جاء الدور لينقل المسجد إلى الحكم الإسلامي وظل مكان المسجد خالياً إلى أن تمت حادثة الإسراء والمعراج، وكان لا يوجد في ذلك الوقت إلا بقايا السور ومنه حائط البراق الذي ربط فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم دابته، وكان ذلك في عهد الحاكم الروماني هرقل 610 641م .
18 – مبشرات الفتح الإسلامي للقدس: الإسراء والمعراج معركة مؤتة معركة تبوك جيش أسامة بن زيد للشام في آخر عهد الرسول وفى عهد أبو بكر الصديق رضى الله عنه: تم بعث جيش أسامة بن زيد، وتم تجهيز جيش بقيادة خالد بن الوليد عدده 12 ألف مقاتل ليفتح عدداً من المدن في الشام وفلسطين. وفي عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه يتم إعداد عدة جيوش: جيش أبو عبيدة عامر بن الجراح في 5 آلاف مقاتل جيش يزيد بن أبي سفيان في 5 آلاف مقاتل جيش شرحبيل بن حسنة في 5 آلاف مقاتل اجتمعوا وحاصروا المدينة 4 أشهر ثم تحدث معركة اليرموك بقيادة خالد بن الوليد مستخدماً جيشاً مكوناً من 24 ألف مسلم يقاتلون 200 ألف رومي وينتصرون عليهم ويقتلون 70 ألفاً، وتم فتح واستلام المدينة على يد الخليفة عمر بن الخطاب في رجب عام 17ه، ويومها طلب المسيحيون من عمر بن الخطاب رضى الله عنه إخراج اليهود من المدينة المقدسة.
19 - الأمويون يهتمون بالمسجد الأقصى، وعبد الله بن مروان وابنه الوليد يهتمان بعمارة المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة ويوقف خراج مصر لسبع سنين لصالح البناء وتمت آنئذ توسعات وإصلاحات في عهد الدولة العباسية وخاصة المنصور والمهدي والمأمون ثم تمت أيضاً توسعات في عهد الطولونيين والإخشيديين ثم الفاطميين سنة 969ه ثم السلاجقة الذين أخذوا القدس من الفاطميين سنة 456ه – 1071م لكن الفاطميين استعادوها.
20 – الحملات الصليبية تحتل القدس من الفاطميين بقيادة بطرس الناسك وقد وقعت القدس بعد 40 يوما من الحصار وكان ذلك في نهار يوم الجمعة 23 شعبان 492ه 1099م وقد قتل الصليبيون في ذلك اليوم 70 ألف مسلم موحد من العزل وجمعوا اليهود وحرقوهم فى كنيسهم وبلغت الدماء ركب الخيول وبقى القتل مستمراً في المسلمين لمدة أسبوع!!
21 - الحملات الصليبية: ويمكن ترتيبها الحملة الأولى: 1095 1099 ، الحملة الثانية: 1947 1149، الحملة الثالثة: 1189 1192 ، الحملة الرابعة: 1202 1204 ، الحملة الخامسة: 1218 1221 ، الحملة السادسة: 1228 1229 ، الحملة السابعة: 1248 1254 ، الحملة الثامنة: 1270 1277م .
22 - صلاح الدين الأيوبي يحرر القدس والمسجد الأقصى، الذي دنسه الصليبيون وحولوه إسطبلاً للخيول، وكان ذلك التحرير يوم الجمعة 27 رجب 583ه نفس يوم الإسراء والمعراج 27 من رجب وطهر المسجد الأقصى بعد 88 عاماً من الاحتلال الصليبي.
23 - 1336/923ه 1917/1517م فلسطين تحت الحكم العثماني بعد موقعة مرج دابق عام 1516م واستمر الوضع 4 قرون حتى عام 1850 حيث رفض السلطان عبد المجيد خان مشروعاً صهيونياً لتهجير اليهود إلى فلسطين.
24 - هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى 1336 1917م.
25 – الانتداب البريطاني 1917 1948 مع صدور وعد بلفور 2/11/1917.
26 – الثورات مستمرة في فلسطين ثورة البراق 1929م - ثورة القسام 1935 - الثورة الكبرى 1936 - 1939.
27 - إعلان الكيان الصهيوني في 14/5/1948.
28 - 1969 حريق المسجد الأقصى على يد صهيوني متطرف.
29 - المسجد الأقصى تحت الاحتلال الإسرائيلي 7/6/1967 نفس التاريخ الذي دخل فيه الصليبيون القدس عام 1099 .
30 - 1980 الكيان الصهيوني يعلن رسمياً القدس عاصمة موحدة لدولة "إسرائيل".
31 - في عام 1987 الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
32 - في عام 1993 اتفاقيات أوسلو ومخاطرها المميتة على القدس بين المرابطين في بلاد الشام والمتخاذلين.
33 - في نفس العام صدور قرار محكمة العدل الإسرائيلية باعتبار ساحة المسجد الأقصى أرضاً إسرائيلية تحت وصاية جماعة ما يسمى بأمناء جبل الهيكل.
34 – 28 أيلول (سبتمبر) 2000 انتفاضة القدس المباركة الثانية التي لا تزال مستمرة ومنتصرة حتى اليوم بفضل دماء الشهداء وصمود الشعب الفلسطيني المجاهد.
ثانياً: الواقع: حقائق ودلالات
كانت مساحة مدينة القدس عام 1847 حوالي 59 كيلو متراً مربعاً، ومساحة القسم الغربي 53 كيلو متراً مربعاً، ومساحة القسم الشرقي 5.6 كيلو متر مربع بما فيها المدينة القديمة التي تبلغ مساحتها كيلو متراً مربعاً واحداً، وكانت حدود المدينة من الشرق قرية أبو ديس، ومن الغرب عين كامل، ومن الشمال شعفاط، ومن الجنوب بيت لحم، وكانت أراضي القرى المحيطة بالقدس والمتاخمة لخطوط حدود البلدية تعتبر جزءاً من المحيط الاجتماعي والاقتصادي للمدينة، وليست جزءاً من جغرافيا المدينة، وكانت في القسم الغربي كل من دير ياسين ولفتا وعين كارم والملاح وروميما والشيخ بدر وخلة الطرحة، وفى القسم الشرقي قرى العيزرية وأبو ديس وشعفاط وبيت حينينا.
وعلى أثر الحرب العربية الإسرائيلية الأولى ونكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 تشكلت خطوط عسكرية أولى ثم خطوط هدنة مؤقتة وقف إطلاق النار تفصل بين قسمي المدينة وتشكل بينهما مناطق حرام وأشرفت عليها هيئة الأمم المتحدة، وقوات الطوارئ الدولية، ووافق الجانب العربي الأردن على مرور قافلة كل أسبوعين عبر القسم الشرقي من المدينة، والذي أصبح يعرف باسم القدس الشرقية إلى بناية الجامعة العبرية على جبل سكوبس، لتزويدها باحتياجاتها من أدوات وأجهزة وإداريين، وعلى أثر حرب حزيران 1967، واحتلال القوات الإسرائيلية للضفة الغربية وقطاع غزة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن مصادرة أراض في الضفة الغربية، متاخمة لحدود القسم الشرقي من مدينة القدس، وأعلنت ضمها لمناطق بلدية القدس، وفرض القانون الإسرائيلي عليها، وكانت خلال ست مراحل على النحو التالي:
1 – حزيران/يونيو 1967: 12 دونماً داخل أسوار المدينة الحي اليهودي.
2 - كانون الثاني/يناير 1968: 4000 دونم في الشيخ جراح، شعفاط، لفتا، العيسوية.
3 - كانون الثاني/يناير 1970: 14000 دونم في المالحة، صور باهر، بيت جالا، لفتا، شعفاط.
4 - 1980: 4500 دونماً فى بيت حنينا وحزما.
5 - 1991: 2000 دونم في أم طوبا، صور باهر، بيت صفاقا، بيت لحم، بيت جالا.
6 - 1996: 6000 دونم جنوب القدس، جبل أبو غنيم، بيت لحم، وبيت جالا.
أي ما مجموعه 30 ألف دونم أي 24.5% مصادرة، وعلى الرغم من أن القسم الشرقي من المدينة، ونتيجة ضم أراض من الضفة الغربية إليه، أصبحت مساحته حوالي 71 كيلو متراً مربعاً، إلا أن سياسة تهويد المدينة تمثلت في سلسلة من قرارات المصادرة الإسرائيلية وخطط التنظيم البلدي التي قيدت واقع ومستقبل هذه المساحة إلى النحو الآتي:
34% أراضي مصادرة 40% مناطق خضراء 7% أراضي غير مستعملة 6% أبنية تحتية وشوارع 3% أراضي مجمدة، ما مجموعه 90% من أراضي القدس الشرقية المؤسسة منذ 67 97 مقيدة بفعل القرار الإسرائيلي وما تبقى 10% فقط تحت تصرف الأيدي العربية وتقدر مساحته بحوالي 9400 دونم فقط، وفيما يتعلق بالسكان، فقد كان عدد سكان القدس قبل عام 1967 195 ألف نسمة في القسم الغربي و75 ألف نسمة في القسم الشرقي من المدينة المقسمة.
وحرصت "إسرائيل" على المحافظة على النسبة 72% يهوداً و28% فلسطينيين حتى مطلع التسعينيات، حيث أصبح السكان اليهود 330 ألف نسمة في القسم الغربي إلى 160 ألف مستوطن في 28 مستوطنة في القسم الشرقي أي ما مجموعه 490 ألف يهودي مقابل 210 آلاف مواطن فلسطيني في القسم الشرقي، بالإضافة إلى 50 ألف مقدس يقيمون خارج حدود البلدية الحالية أي ما مجموعه 260 ألف نسمة إذ تغيرت النسبة التقليدية إلى ارتفاع عدد المواطنين الفلسطينيين مقابل اليهود في المدينة 67% لليهود مقابل 33% من الفلسطينيين.
أما في القسم الغربي من المدينة، فلابد من التذكير المستمر بأن حوالي 80 ألف مقدسي أجبروا على النزوح ومغادرة القدس العربية عام 1948، واشتملت الممتلكات من أراض وعقارات على 40% ممتلكات فردية فلسطينية و34% ممتلكات للأوقاف الاسلامية، والكنائس المسيحية والمباني الحكومية، و26% ممتلكات يهودية، واستمرت السياسة الإسرائيلية في منع أي فلسطيني من الإقامة في القدس الغربية من عام 1948 وحتى يومنا هذا.
ثالثاً: مؤامرة الحفريات في القدس الشريف
قام الصهاينة بسلسلة من الحفريات والاعتداءات على المدينة المقدسة ومسجدها العريق المسجد الأقصى تمثل في مجملها اعتداء صارخاً على هوية المدينة ومستقبلها، وسنسجل في هذا الصدد ما يلي:
* هدم اليهود حي المغاربة نهائياً بعد حرب 1967 مباشرة، وقد استمرت هذه الحفريات سنة كاملة وصل عمقها إلى 14 متراً.
* حريق المسجد الأقصى عام 1969: وجرت الحفريات على امتداد 80 متراً حول السور.
* ما بين 1970 1972: بدأ شق الأنفاق تحت المسجد الأقصى.
* 1973: اقتربت الحفريات من الجدار الغربي للمسجد الأقصى.
* 1974: توسعت الحفريات تحت الجدار الغربي.
* 1975 1976: أزال اليهود مقبرة للمسلمين تضم رفات الصحابيين عبادة بن الصامت وشداد بن أوس رضى الله عنهما .
* 1977: وصلت الحفريات تحت مسجد النساء داخل المسجد الأقصى.
* حفريات جديدة قرب حائط البراق وتم شق نفق واسع طويل.
* 1986: الحفريات تنتشر فى كل مكان وتم اجلاء اعداد كبيرة من السكان من القدس القديمة.
* المرحلة الاخيرة والخطيرة تستهدف تفريغ الاتربة والصخور من تحت المسجد الاقصى ومسجد الصخرة وتعريضهما للانهيار، وهى التى بدأت منذ توقيع اتفاق اوسلو عام 1993 وحتى اليوم مستغلة غطاء التسوية البائس.
* 1996/9/24: سلطات الاحتلال تعيد فتح النفق الخطير عشية ما يسمى بعيد الغفران اليهودي.
* 28 أيلول (سبتمبر) 2000: شارون يدنس حرمة المسجد الأقصى بزيارة استفزازية مما يترتب عليه انتفاضة الأقصى المباركة، انتفاضة شعب فلسطين التي مازالت مستمرة حتى اليوم 2003 وراح في سبيلها قرابة الألفي شهيد و40 ألف جريح.
وبعد..
تلك هي القدس، الرمز، والعنوان الثابت لانتفاضة فلسطين المتجددة، وهي، كانت وستظل، المحرك الديني والوطني والقومي، للصراع، إنها المعنى الكبير الكامن خلف روحية النضال في هذه الأرض المقدسة، إننا في الختام نود التأكيد على أن المعنى المستقى من قوله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم) صدق الله العظيم "الإسراء 1" هو أن إسلام المسلم، يرتهن بمدى تمسكه بالقدس والأقصى، فالربط بين المسجدين الحرام بمكة والأقصى بالقدس ليس ربطاً تاريخياً أو ماضوياً، ولكنه ربط مستقبلي، ربط تكليف، وهو ربط وإلزام للمسلم أن يجاهد حتى يتحرر الأقصى تماماً مثلما المسجد الحرام محرر، وإذا كان أحدهما في الأسر، فإن إحدى ركائز إسلام المسلم تصبح مهترئة وتحتاج إلى تصحيح، والتصحيح هنا هو تحرير هذا الأسير.
إن الأمر يصل لدى بعض العلماء على حد جعل ركن الحج في الإسلام غير مكتمل إلا بالحج إلى المسجد الأقصى، وأن الحج إلى بيت الله الحرام فقط لايكفي، ولابد من الحج إلى الأقصى، ولكن الحج إليه في هذه الظروف صعب، ويتطلب ليس تأشيرة دخول من سفارة العدو الصهيوني في القاهرة أو الأردن مثلاً، ولكنه يحتاج إلى تأمين طريق الوصول إليه بتحريره وتحرير فلسطين من رجس ودنس الصهاينة.
إن القدس، والأقصى، أمانة في أعناقنا جميعاً، وعلينا أن نؤديها، أمانة سيحاسبنا الله عليها يوم القيامة، ومن هنا يصبح دعم مقاومة شعبنا في فلسطين، ذلك الشعب العظيم المرابط في أرض الإسراء، فرض عين على كل عربي ومسلم، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون، إذا كانوا يريدون إسلاماً صحيحاً، وعروبة صحيحة معافاة من أدران الهوان والضعف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.