يبدو أن صفة الانتهازية التي تطبع البعض والتي وصلت إلى حدّ الجنون تزامنا مع حملة توزيع السكنات في هذه الآونة جعلت الكل يقومون بتصرفات غير مسؤولة من أجل الحصول على سكن بل سكنين وأكثر، وما تحوُّّلُ العديد من المحلات والأكشاك متعددة الأنشطة في الآونة الأخيرة إلى محلات معدة للسكن بعد أن زودت ببعض الأغراض التي توحي من بعيد على شغلها من طرف ساكنين إلا دليلا على جنون الحصول على شقة بل شقتين وثلاث شقق الذي أصاب الجميع· خ· نسيمة استعصى على المواطنين ببعض المقاطعات العثور على محل للتزود ببعض الحاجيات الغذائية أو الحصول على إسكافي لترقيع الحذاء لاسيما وأن عدوى تحويل تلك المحلات إلى محلات مُعدة للسكن بدل ممارسة نشاط تجاري معين أضحت تحصيلا حاصلا بأغلب النواحي· انتهازية البعض ولا نقول حاجتهم الماسة إلى سكنات كون أن هناك بعض الانتهازيين ممن حصلوا على شقق وأرادوا مضاعفتها على حساب الآخرين دليل ذلك تحول أغلب الفتحات إن صح التعبير المحيطة بالعمارات إلى شقق، إلى جانب بعض الأكشاك المعدة لممارسة نشاط تجاري معين والأخرى المخصصة لترقيع الأحذية ولم يعد المواطن يلجأ إلى البناءات الفوضوية بل راح يختلق حيلاً ومخارج أخرى من شأنها أن توصله إلى هدف معين حتى ولو كانت بطرق ملتوية غير مشروعة البتة· وبعد استعصاء بناء البناءات الفوضوية في ظل تضييق الخناق على المواطنين من طرف السلطات لوقف الفوضى وكذا عشوائية العمران خاصة وأن تلك البناءات تؤثر سلبا على تشويه الطابع العمراني للمدن راح بعض المواطنين يبتكرون حيلا جديدة للوصول إلى مآربهم وتحقيقها مهما كانت السبل حتى ولو اتخذت منحى سلبياً، وما نصادف به عبر بعض المقاطعات في الوقت الحالي يعبر أصدق تعبير عن الفوضى والانتهازية وكذا الأنانية التي وصل إليها البعض وغياب القناعة التي غادرت نفوس الكثيرين في الوقت الحالي مما أخلط الأمور في الكثير من المرات وفوَّت الفرصة على من هم أولى وأحق بامتلاك السكنات· ووجب عدمُ السكوت عن الأمر الخطير الذي بات يلاحق بعض المقاطعات والتي لا تخفى على اللجان المكلفة بتوزيع السكنات بعد أن سارعت إلى تجهيز تلك المحلات بكل ما يفيد أنها بيوت أو محلات معدة للسكن بوضع ستار قماشي للأبواب وتغيير شكل المداخل من أجل تمويه السلطات واستعمال أساليب المكر والخداع للوصول إلى مطامع شخصية خاصة وأن أغلب تلك المحلات بل كلها كانت من قبل مخصصة لمزاولة شتى الأنشطة التجارية وتحولت بين عشية وضحاها إلى مساكن بغرض الاستفادة من حملة توزيع السكنات المبرمجة في بعض مقاطعات العاصمة حتى أصبح يستعصى على المواطنين إيجاد محل للتزود بالمواد الغذائية أو إسكافي لترقيع حذاء··· بسبب روح الانتهازية التي باتت تطبع الجميع على الرغم من أن رئيس الجمهورية حث على ضرورة التوزيع العادل للسكنات وقناعة الشخص بشقة واحدة وأنه لا يمانع ولا حتى السلطات المحلية عن أخذه شقتين أو حتى ثلاث شقق لكن بشرط أوحد ووحيد هو ضمان وصول الأمانة إلى كافة المستحقين واستفادة كل المحتاجين من شقة تنسيهم شقاء الضيق أو حياة التشرد، وهو ما جاء على لسانه في خطابه بمركب 5 جويلية بمناسبة ترشحه للعهدة الثالثة، وهي عين العقل فكيف لمستفيدين من سكنات أن يفوتوا الفرصة على آخرين بتسارعهم إلى تغيير نشاطاتهم واستبدالها أصلا وجعل محلاتهم محلات معدة للسكن مما ولّد بالعاصمة فتنة اسمها فتنة السكن·