في إطار الحملة التي تعرفها العاصمة في توزيع السكنات راح بعض الانتهازيين في اغتنام الفرص قصد الاستفادة من السكنات لمرتين أو لأكثر، ومن ثمة تفويت الفرصة على آخرين مما خلق حالة من الفوضى على مستوى بعض المقاطعات بحيث تجرأت فئات على اقتحام عمارات شاغرة والتي شرع في تهديم أجزاء منها، إلا أنهم ألحقوها ببعض التجهيزات لشغلها ثانية كتجهيزها بأبواب ونوافذ قصد تموية السلطات المحلية، الغرض من ذلك هو استفادتهم من سكنات إضافية وبذلك تفويت الفرصة على آخرين. م. ب هو حال حي ديار الشمس بالمدنية التي لازالت أكثر من 500 عائلة تنتظر الترحيل بشغف وقلق كبيرين، إلا أن الفوضى الحاصلة على مستوى ذات الحي جعلتها في حيرة من أمرها خاصة بعد أن عاد بعض الأفراد المنتمين إلى العائلات المرحلة قصد استفادتهم من شقق أخرى، بحيث عادوا إلى مساكنهم ومنهم حتى من اقتحم مساكن في تلك العمارات الشاغرة، ولم بثنيهم عن ذلك الحالة الكارثية للعمارات وشغورها وتهديم أجزاء منها بحيث الحقوا بها بعض التجهيزات بصفة عشوائية بعد أن استعانوا بأبواب ونوافذ مهملة، فالمهم لديهم هو تواجدهم هناك أثناء استئناف إجراءات الترحيل التي تنتظره العائلات المتبقية في الحي والتي تنطلق على الأرجح في شهر افريل حسب مصادر مطلعة من اجل استكمال عملية الترحيل في مرحلتها الأخيرة على مستوى الحي. إلا أن جل العائلات تتخوف من تفويت الفرصة عنها بعد أن عادت عشرات العائلات إلى بعض العمارات الشاغرة، وما سهل لها المهمة هو مكوث بعض العائلات التي امتنعت عن الرحيل في المرحلة الثانية، وأرجعت ذلك إلى أسباب بيروقراطية حسبها مما أبقى بعض العمارات مفتوحة للعوام ومن ثمة الاستيلاء عليها من طرف بعض الأغراب، وحتى أفراد العائلات المرحلة في العملية الثانية، غرضهم الاستفادة من سكنات ولم يضعوا حساب لأقرانهم وجيرانهم الذين لم يستفيدوا ولو على شقة واحدة تنسيهم هم الضيق الخانق الذي عايشوه على مستوى الحي لأكثر من خمسين سنة. اقتربنا من ذات الحي لرصد بعض الآراء تبعا للفوضى الحاصلة والتي لم تعرفها عملية الترحيل الأولى التي تم فيها غلق جميع مداخل العمارات وإخلائها مباشرة بعد استكمال عملية الترحيل، لعدم عودة المرحلين أو أغراب عن الحي تفاديا للفوضى، إلا أن المرحلة الثانية من الترحيل لم تمر بسلام بعد امتناع بعض العائلات عن الرحيل، ومن ثمة سهلت شغل تلك العمارات الشاغرة من طرف آخرين وحتى عودة أفراد من العائلة التي استفادت من سكن من اجل مزاحمة السكان في المرحلة الثالثة من توزيع السكنات الاجتماعية. في هذا الصدد قال السيد يزيد الذي ينتظر الترحيل على أحر من الجمر انه احتار لأمر بعض العائلات التي لا تقنع أبدا، وبعد حصولها على شقق من ثلاث غرف بل أربع غرف عاد بعض أفرادها إلى الحي من اجل الحصول على سكنات أخرى وتمويه السلطات وخلق الفوضى وزرع البلبلة وهي الأمور التي لم تعرفها العملية الأولى من الترحيل، وتصادفنا بها في العملية الثانية لتتحمل نتائجها السلبية العائلات المتبقية في الحي المتخوفة جدا من إلغاء عمليات الترحيل كلية في حال تطور الأحداث في ظل تلك العثرات، لاسيما وان بعض العمارات تكاد تمتلئ عن آخرها بعد عودة العائلات بصفة تدريجية إلى بيوتها خاصة بعد تيقنهم أن عملية الترحيل الثالثة هي آتية لا محالة. وقال آخر أن بعض المواطنون لا يقنعون فبعد حلمهم بشقة واحدة راحوا يطمحون إلى اثنتين ومنهم من طمح إلى امتلاك ثلاث شقق مرة واحدة، دليل ذلك عودة بعض أفراد العائلات المرحلة كأبنائهم وحتى بناتهم المتزوجات اللواتي هن على ذمة أزواجهن طمعا في الحصول على سكنات، ولا يهمهم في ذلك أمر العائلات التي طال انتظار ترحيلها. لذلك وجب على السلطات المحلية المشرفة على عملية توزيع السكنات أن تسهر على إعطاء كل ذي حق حقه بالقضاء على تلك التلاعبات و صفة الانتهازية التي أصبحت صفة تطبع بعض مواطنينا.