قال المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني إن الوقت تأخر كثيرا في سوريا، وهناك انتفاضة شعبية تزأر في الشارع السوري اليوم. وأكد البيانوني، في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها في عددها الصادر امس، أن كل العوامل التي أدت إلى الثورة في مصر وتونس وليبيا موجودة أيضا في سوريا, من حيث غياب الحريات والاستبداد والفساد والفقر والبطالة, وكذلك الاعتقالات ضد المعارضين مستمرة, ووعود الإصلاح لم يتحقق منها شيء. وقال إن الرئيس السوري بشار الأسد في حديثه إلى صحيفة "وول ستريت جورنال" في فبراير الماضي أشار إلى أن الإصلاحات ربما تحتاج إلى "زمن قادم". وأوضح البيانوني أن آفاق الإصلاحات تأخرت كثيرا في سوريا، ولم يكن هناك أمام الشعب إلا الانتفاضة على ما يجري، مشيرا إلى أن الانتفاضة الشعبية في المدن السورية لن تتوقف حتى تتحقق مطالب الإصلاح. وعن مطالب الانتفاضة قال البيانوني "الشعب يطالب بسقوط النظام, وإلغاء قانون الطوارئ المطبق في البلاد منذ مارس 1963, وإطلاق الحريات العامة, والتوقف عن ملاحقة الناس سبب آرائهم السياسية وانتماءاتهم, وإلغاء القوانين والمحاكم الاستثنائية, ومكافحة الفساد بشكل فعلي وجاد". وأوضح المرشد السابق لإخوان سوريا أن الأوضاع في سوريا أسوأ كثيرا من مصر، قائلا "على الأقل هناك متنفس إعلامي بالنسبة للمصريين، هم يتحدثون ويتكلمون عن الأوضاع الجارية في بلادهم، بينما مجرد الهمس في سوريا يعرِّض الإنسان للتهلكة". وفي عام 1982 أرسل الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد قوات إلى مدينة حماة لسحق الجناح المسلح لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا. وقتلت قوات الأمن 30 ألف شخص. وذكر ان عشرات أضيفوا إلى قوائم المفقودين بعد أن أخمدت السلطات انتفاضة في سجن صيدنايا قرب دمشق منذ ثلاث سنوات. وعبر البيانوني قائلا "إن جميع المحافظات السورية ستثور، وأن هناك شبه إجماع على أن هذا النظام غير قابل للاستمرار، إذ إن الجماهير لا تريده". وأضاف "أن الفساد قد نخر النظام حتى النخاع"، مشيرا إلى أن 60 في المائة من السكان يعانون الفقر، وأن ما يقرب من ثلث القوى العاملة عاطلة. وقال إنه يجب على سوريا كبح جهازها الأمني المنتشر وبسط سيادة القانون وإطلاق سراح آلاف السجناء السياسيين والسماح بحرية التعبير والكشف عن مصير عشرات الآلاف من المعارضين الذين اختفوا في الثمانينات.