اتهم نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام جماعة الإخوان المسلمين بسوريا بإجراء مفاوضات مع سلطات دمشق. وقال خدام إن انسحاب الجماعة من جبهة الخلاص الوطني المعارضة لم يكن مفاجئا مضيفا أن الإخوان أرادوا من خلال بيانهم الأخير تغطية هذه المفاوضات ب"قضية غزة والشعب الفلسطيني والمقاومة". وفي المقابل نفى عضو المكتب السياسي للجماعة عبيدة نحاس اتهامات خدام واصفا تصريحاته بأنها مستغربة. وقال في تصريح له من لندن إن الجماعة معروفة بمواقفها مشيرا إلى أنها دأبت على معارضة النظام حتى في الوقت الذي كان فيه خدام في السلطة. وأعلنت الجماعة أول أمس انسحابها من الجبهة بسبب ما وصفته بانفراط عقد الجبهة عمليا وعجزها عن النهوض بمتطلبات المشروع الوطني والوفاء بمستلزماته. وجاء ذلك في بيان رسمي نشرته الجماعة المحظورة في سوريا من مقرها بالعاصمة البريطانية أكدت فيه أن مشاركتها في تأسيس جبهة الخلاص الوطني في مارس 2006 إنما جاء استنادا إلى اقتناعها بأن التحالفات المعقودة مع قوى المعارضة الأخرى في سوريا لا تلغي استقلالية وخصوصية كل طرف بمعزل عن الآخر. ولفتت الجماعة إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخيرة على قطاع غزة دفعها إلى "وضع جميعِ إمكاناتها في خدمة مشروعِ المقاومة، وتعليق أنشطتها المعارضة توفيرا لجهودها للمعركة الأساسية ومواجهة العدوان وطالبت النظام في سوريا -انسجاما مع شعار الممانعة ودعم المقاومة- بأن يبادر إلى المصالحة الوطنية مع شعبه وإلى إزالة كل العوائقِ التي تحول دون قيام سوريا بدورها المطلوب للدفاعِ عن مكانتها وتحرير أراضيها ودعمِ صمود الفلسطينيين". يشار إلى أن جبهة الخلاص الوطني في سوريا تضم في صفوفها عددا من المعارضين للنظام السوري ومنهم خدام الذي شارك مع المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني في تأسيس الجبهة.