أصدرت جمعية العلماء المسلمين بيانا غاضبا على قرار أمريكا نقل سفارتها بالكيان الصهيوني نحو القدس تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه جاء فيه: يا علماء المسلمين، ويا حكام بلاد العروبة والإسلام، يا أبناء الأمة العربية الإسلامية قاطبة. ها أنتم، تمتحنون، في دينكم، وفي وطنيتكم وفي حقكم التاريخي. فماذا أنتم فاعلون؟ ففي هذا اليوم، الأسود في التاريخ الإسلامي سقط آخر قناع عن وجه "راعية السّلام المزعوم والتفاوض بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني في الشرق الأوسط". وكشف ساكن البيت الأبيض، دونالد ترامب، عن وجهه الحقيقي المعادي للإسلام، والمسلمين، وللحق والعدل. لقد داس هذا الحاكم الأمريكي على التاريخ، وتنكّر لكل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية، فأعلن الحرب على ضمير الأمة الإسلامية قاطبة، وانتصر –منحازا- للصهيونية الظالمة المغتصبة على حساب أصحاب الحق. وإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وهي القلب النابض بمطالب الفلسطينيين الشرعية، وحقوق المسلمين التاريخية، والوفاء للقوانين والمواثيق الدولية، لتعلن أن موقف رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية بقراره هذا، يمثل عدوانا على العالم الإسلامي كله بمايلي: 1- التحدي السافر لما يزيد على المليار ونصف المليار من المسلمين، بإعلان الحرب على حقوقهم الدينية والتاريخية، والسياسية في القدس الشريف، وفي فلسطين بوجه عام. 2- الانتصار للتطرف الإيديولوجي الصهيوني، على حساب الحق الوطني الفلسطيني القائم على التسامح والتعايش السلمي. 3- الجهل بالتاريخ، الذي تشهد به كل الوثائق الدينية، والمواثيق السياسية، والقرارات الدولية في حق الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين. 4- الانهزام لدعاة التنازلات، والتخاذل والاستسلام، والهرولة إلى التطبيع مع الصهاينة، على حساب الحق الفلسطيني الثابت. وأمام هذه المعطيات السلبية كلها، فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تدعو الأمة الإسلامية بجميع مكوناتها من، علماء، وحكام، وأحزاب سياسية ، وجمعيات مدنية، ومثقفين، وعمال، رجالا ونساء، إلى مواجهة التحدي العدواني المعلن من الولاياتالمتحدةالأمريكية، لتحقيق ما يلي: 1- الوقوف موقف الغضب الشديد لكل الشعوب العربية والإسلامية، وأحرار العالم، لمساندة القضية العادلة وتنظيم الاحتجاجات الشعبية ضد هذا القرار، بكل الوسائل السلمية الممكنة، وندعو العلماء، والدعاة والوعاظ والأئمة ورجال الإعلام للقيام بالعمل التوعوي، لنصرة قضية فلسطين، وعاصمتها القدس الشريف، في المساجد، والنوادي، والجامعات، والملاعب، وغيرها، حتى تعود الحقوق المغتصبة إلى أهلها. 2- دعوة الحكام العرب والمسلمين إلى استعمال كل الأدوات الدبلوماسية، والتجارية، والاقتصادية للضغط على رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية للتراجع عن قراره الظالم والعدواني، بما في ذلك سحب كل الأرصدة والأموال المودعة في بنوك الولاياتالمتحدةالأمريكية التي وضعها العرب والمسلمون، ووقف كل أنواع الاستثمارات الأمريكية في البلاد الإسلامية، ومقاطعة بضائعها. 3- إنهاء كل أشكال التفاوض العبثي مع العدو الصهيوني، ومقاومة أي تطبيع معه. وبناء على هذه المعطيات كلها، فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، توجّه نداءا ملحاً إلى كل الضمائر الحيّة، داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفي العالم قاطبة لنصرة الحق الثابت في فلسطين وفي القدس. كما أن الجمعية، تمد يدها إلى كل المنظمات والهيآت الإسلامية والإنسانية في العالم للمزيد من التنسيق في المواقف، دفاعا عن الحق المعتدى عليه، وتدعو بالخصوص منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية لاتخاذ القرارات والإجراءات الضرورية لمنع تنفيذ هذا القرار. ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ تذكيرا لقول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾(آل عمران173).