انتقد امام مكة بالمملكة السعودية بشدة المطالبين بابعاد الدين عن السياسة وبالحريات وتعدد الاحزاب، في تعليقه على الحركات الاحتجاجية المطالبة بالاصلاح السياسي في دول عربية. وقال الشيخ صالح بن محمد آل طالب في خطبة صلاة الجمعة ان "مقومات البقاء" عند البعض "تنحية الدين وتعدد الاحزاب والحريات المتجاوزة حدود الشريعة، وحقيقتها فوضى دينية واخلاقية توصف بالحرية ليس الا". وأوضح قائلا: "إن هذه البلاد قامت باسم الله والتزمت بشرع الله وحملت على عاتقها هم الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم تنس نصيبها من الدنيا, ورماها الشرق والغرب بكيده على مدى ثلاثة قرون وفي مراحلها الثلاث فتعود في كل مرة أقوى مما كانت وأكثر عزيمة وإصرارا على تمسكها بمبادئها التي قامت عليها وخلال فترة حكمها الطويل كتب من كتب وأرجف من أرجف وراهن من راهن على عدم امتلاكها لمقومات البقاء وما مقومات البقاء عندهم تنحية الدين وتعدد الأحزاب والحريات المتجاوزة حدود الشريعة وحقيقتها فوضى دينية وأخلاقية توصف بالحرية ليس إلا". واضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السعودية الرسمية ان "العواصف تهب على بلاد العرب وتميل بمن تميل"، في اشارة الى الاحتجاجات في بعض دول العربية. وتابع "لما اقتربت العاصفة من حمى هذه البلاد (السعودية) اذا هي نسيم رقراق رخي واذا اهل هذه البلاد اشد لحمة واقوى تماسكا ويفخر حاكمها بشعبه ويغتبط الشعب بحاكمه". وقال انه "يزين للمغفلين تمزيق المجتمع الى اشياع واحزاب وفرق" في اشارة على ما يبدو الى المحتجين المطالبين بالاصلاح السياسي، معتبرا ان "هذه الظروف تستدعي الحزم والعزم". وشدد الشيخ صالح بن محمد آل طالب على ان "وحدة الصف ليست مجالا للمساومة ولا عرضة للمناقشة، انها ليست مجرد خطوط حمراء بل هي خنادق من تعرض لها فيجب ان يحترق". وتشهد المملكة دعوات لتوسيع المشاركة وللاصلاح السياسي، فيما فشلت دعوات للتظاهر من اجل المطالبة بالتغيير كما حدث في البحرين واليمن وتونس ومصر وليبيا. وكانت هيئة كبار العلماء في السعودية نددت في السابع من مارس الماضي بالدعوات للتظاهر والعرائض المطالبة باصلاحات في المملكة، معتبرين ان هذه الدعوات تتعارض مع تعاليم الاسلام. تظاهرات جديدة في الوقت نفسه، ذكر نشطاء أن مئات الشيعة السعوديين نظموا يوم الجمعة احتجاجا في المنطقة الشرقية المنتجة للنفط في المملكة الجمعة داعين الى اطلاق سراح سجناء وسحب القوات السعودية من البحرين. وجرى تنظيم مسيرات في قريتين قرب مدينة القطيف الرئيسية في المنطقة الشرقية بعد صلاة الجمعة. وقال محتج طلب عدم الكشف عن اسمه "كان هنا نحو 400 محتج بعضهم لوحوا بالاعلام البحرينية. الاحتجاجات سلمية ووقفت شرطة مكافحة الشغب بعيدا." ودعا المحتجون الى الحرية السياسية وانهاء ما يصفونه بالتمييز الطائفي ضد الشيعة في السعودية. ونظم الشيعة عدة احتجاجات في المنطقة الشرقية حيث يقع أغلب النفط السعودي. وقالت جمعية حقوق الانسان اولا السعودية يوم الاربعاء ان السلطات السعودية ألقت القبض على 100 محتج شيعي خلال مظاهرات الاسبوع الماضي في مناطق الصفوة والقطيف وقراها وفي الاحساء. ولم يستجب عدد يذكر من السعوديين في المدن الكبرى لدعوة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي لتنظيم احتجاجات في 11 مارس في ظل الوجود الامني المكثف على مستوى البلاد. وتجمع عشرات الرجال السعوديين أمام وزارة الداخلية في العاصمة الرياض الاحد للمطالبة بالافراج عن أقاربهم المعتقلين. وقدم الملك عبد الله يوم الجمعة الماضي منحا قيمتها 93 مليار دولار وعزز قوات الامن وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لكنه لم يقدم اي تنازلات على صعيد الحقوق السياسية. وأرسلت السعودية 1000 جندي الى البحرين لاحتواء احتجاجات تدعو للديمقراطية قادتها الطائفة الشيعية.