فيما يُواصل الحوت الأزرق حصد ضحاياه استنفار حكومي لمواجهة مخاطر الأنترنت أنشأت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مجموعة عمل وتفكير مكلفة بدراسة إشكالية المخاطر المرتبطة بالاستعمال غير المراقب للأنترنت من طرف الأطفال حسب بيان للوزارة أمس السبت وتضاف جهود وزارة الصحة إلى جهود موازية تبذلها وزارة التربية وهيئات أخرى يتقدمها الأمن الوطني في محاولة للتقليل من مخاطر الشبكة العنكبوتية لاسيما على الأطفال في الوقت الذي يواصل الحوت الأزرق حصد ضحاياه ويمكن القول أن هناك استنفار حكومي في مواجهة تلك المخاطر المتنامية. وأكدت وزارة الصحة في بيانها أن هذه المجموعة التي تضم خبراء في مجال الصحة الذهنية لاسيما أطباء نفسانيين ومختصين في علم النفس الاكلينيكي ومسؤولين في الصحة المدرسية ستقترح الإجراءات الواجب تطبيقها في مجال الوقاية والتكفل بنتائج الاستعمال غير المراقب للأنترنت من طرف الأطفال لاسيما بعض الألعاب الخطيرة على غرار تحدي الحوت الأزرق. وأضاف نفس البيان أن مجموعة العمل هذه ستوسع لتشمل مختلف الجمعيات الوطنية لأولياء التلاميذ قصد اشراك المجتمع المدني في مجال التحسيس. أول ضحية جزائرية للحوت الأزرق في 2018 لقي الشاب المراهق هيثم موسلي البالغ من العمر 13 عامًا مصرعه منتحرًا بحبل داخل شقته العائلية في ضاحية واد الحد الشعبية بولاية قسنطينة 500 كم شرقي الجزائر. وتعد هذه الحادثة أول حالة مؤكدة للانتحار شنقًا بسبب لعبة الحوت الأزرق منذُ دخول العام الجديد بينما سُجلت في الأسابيع الأخيرة للعام الماضي عشرات الحالات. ونقل موقع إرم نيوز عن مصادر محلية إن أهالي الضحية عثروا عليه مشنوقًا صباح الجمعة وعلى إحدى يديه رسمٌ للّعبة الإلكترونية الحوت الأزرق. وتابعت المصادر أن شقيق المراهق الذي يدرس في المستوى الإعدادي قد حذره في مرات عديدة من خطورة الإدمان على هذه اللعبة بأحد نوادي الإنترنت في وسط المدينة. ويعمدُ مراهقون جزائريون إلى تحميل تطبيق لعبة الحوت الأزرق على أجهزة هواتفهم الذكية ثم يُغامرون بتلقي أوامر على مدار 50 يومًا سرعان ما تنتهي بطلب الانتحار شنقًا عند مرحلة تحدي الموت. وعُرفت لعبة الحوت الأزرق في روسيا عام 2013 وهي تستند على ظاهرة الحيتان الشاطئية التي ترتبط بالانتحار وتعود إلى مبتكرها فيليب بوديكين المطرود من معهد علم النفس بسبب ابتكاره اللعبة رغم مزاعمه أنّ هدفه هو تنظيف المجتمع بواسطة تحريض الناس على الانتحار. وأعلنت السلطات الجزائرية حالة استنفار قصوى لمواجهة الظاهرة لكن مصرع هيثم يجعل الإجراءات المتخذة على المحك ويجعل من الواجب بذل جهود أكبر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. للإشارة كانت وزيرة البريد وتكنولوجيا الاتصالات هدى إيمان فرعون قد قالت إنه لا يوجد موقع خاص باللعبة المسماة الحوت الأزرق يمكن حجبه وأن الحل الوحيد لحماية الأطفال منها يكمن في توعية الأولياء لأبنائهم وتحسيسهم بأهمية مراقبة استعمالهم للأنترنت . وأوضحت أنه من الجانب التقني الجزائر تملك كل الإمكانيات لحجب المواقع غير أنه من المستحيل حجب هذا النوع من الألعاب تماماً لأنه لا يوجد موقع ألعاب يمكن حجبه وإنما تطبيقات يتم تحميلها مثل هذه اللعبة . وتابعت الوزيرة فرعون: هذا النوع من الألعاب متداول ويمكن تحميله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإذا ما أردنا التخلص منها يجب غلق كل هذه المواقع وهذا أمر غير وارد . ما هي لعبة الحوت الأزرق؟ ولعبة الحوت الأزرق (Blue whale) تسمى أيضاً لعبة البيت الصامت (A Silent house) أو لعبة حيتان البحر (A See of whales) وسُمّيت بهذا الاسم نسبةً إلى موسم هجرة الحيتان إلى اليابسة من كل سنة في ظاهرة سُمّيت انتحار الحيتان. وتبدأ أحداث هذه اللعبة كل يوم في تمام الساعة 04:20 صباحاً مع مراهق ما وتدور شروط اللعبة حول أن تستيقظ كل يوم في 04:20 صباحاً لتنفذ أوامر الأشخاص الذين هم وراءها. وتكون اللعبة سهلة في البداية كالاستيقاظ في الصباح الباكر ومشاهدة أفلام الرعب وأفلام البؤس والكراهية حتى يأتي اليوم السابع والعشرين من اللعبة. وفي هذا اليوم يطلب رسم صورة للحيتان على يدك بسكين حاد لتترك آثارًا واضحة. وفي كل مرة تصور إنجازك لكل طلب ليتحقق تنفيذ الأمر لصاحب اللعبة وإلا تعرضت لتهديدات من أصحاب اللعبة بقتل والديك وأحبابك وإيذائهم. وتسبّبت اللعبة على مواقع التواصل الاجتماعي بأكثر من 130 حالة انتحار في روسيا في نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي بحسب تقارير روسية وها هي تحصد الآن المزيد من الأرواح في العالم العربي وسط دعوات لحجبها ومقاطعتها فوراً.