شقت لعبة "الحوت الأزرق" القاتلة طريقها إلى الجزائر في المدّة الأخيرة فأبحرت وغاصت في أعماق أطفالنا ليقع في شباكها ضحايا جدد يضافون إلى نظرائهم في بقية دول العالم. الحصيلة الأولية تؤكد وفاة 6 أطفال بالجزائر ينحدرون من شرق البلاد وأغلبهم من ولاية سطيف.. يحدث هذا وسط استنفار اجتماعي كبير، لم ترافقه تحركات فعلية على أرض الواقع سواء من حيث التحسيس بالمخاطر والتحذير من اللعبة أو من خلال محاولات رسمية جادة لمراسلة إدارة "قوقل " لحجب التطبيق. "الشروق" استطلعت آراء المختصين والخبراء ودقت ناقوس الخطر، حيث أجمع المتدخلون على تحميل الأولياء مسؤولية استقالتهم الجماعية في رعاية ومتابعة شؤون أبنائهم ومرافقتهم في "الحياة التكنولوجية" الجديدة التي وفروا لهم فيها الأجهزة دون حماية أو توعية.
دعا الوزير الأول إلى التدخل لتشكيل هيئة خاصة.. قرار: استعدوا لألعاب إلكترونية أشدّ خطرا من "الحوت الأزرق"! توقع خبير تكنولوجيا الاتصال، يونس قرار، وقوع أطفال وشباب الجزائر مستقبلا في شباك ألعاب إلكترونية أشد خطرا من لعبة"الحوت الأزرق"، حيث قال إن هذه الأخيرة تستهدف خاصة فئة الحالات النفسية السيئة وتجرها إلى قتل نفسها ويمكن من خلال التحديات التي تفرضها اللعبة استغلال أصحابها من طرف جهات أجنبية دولية، هدفها الجوسسة وجمع بيانات المجموعات عبر الدول ولم يستبعد أن تستغل هذه المعلومات والصور التي يمنحها ضحايا اللعبة للأشخاص الذين يديرونها، في تقارير وبحوث لفائدة منظمات دولية. وأكد المتحدث أنّ الحلول التقنية لحجب لعبة "الحوت الأزرق"، ليست مضمونة 100 بالمائة وإن نزع التطبيق لا يكون إلا بإذن من شركة "غوغل"، ولا يوجد أي هيئة مخولة عداه. وأضاف المختص: "إن احتمال حجب "غوغل" للعبة قد يكون بتضافر الجهود بين المنظمات العالمية الحقوقية، مع توفر الشروط وبعيدا عن حسابات سياسية. وقال قرار إن هناك أدوات حجب جزئي أو مؤقت، يمتلكها متعاملو الهاتف النقال في الجزائر، ووزارة الاتصال، وذلك باستعمال مفاتيح الكلمات حيث يمكن حسبه، حجب كلمات أو بعض المواقع التي تشجع على اللعبة. وناشد قرار الوزير الأول أحمد أويحيى، التدخل لمنع محركات البحث التي تؤدي إلى التطبيق، وتشكيل لجنة استعجالية مشكلة من خبراء للنظر في قضية انتحار الأطفال والمراهقين وربط ذلك بلعبة "الحوت الأزرق"، داعيا إلى إيجاد إطار قانوني قصد التصدي لمخاطر الرقمنة، حيث استغرب غياب دور هيئة مكلفة بممارسة الجرائم الإلكترونية، والتعامل مع التكنولوجيا كأنها سلعة أو وسيلة للترفيه والاطلاع بعيدا عن حسابات مستقبلية، حيث أوضح أن لعبة الحوت الأزرق يمر لاعبها عبر مراحل يجد نفسه منقادا معها ضمن مجموعة من المطالب يلزمه بها أشخاص يتحكمون في اللعبة، ويطالبونه في إحدى المراحل بتصوير مكان ما مع العلم أن آلة التصوير وكاميرا الهاتف النقال أو جهاز الكومبيوتر تدخل ضمن اللعبة ويمكن أن تسرب أسرارا خطيرة حول شخصيات أو أماكن حساسة في الدولة، وهذا لصالح جهات أجنبية.
المحامي بهلولي: لابد من قانون يعاقب أولياء الأطفال المتضررين من الإنترنت حذّر المحامي إبراهيم بهلولي، أستاذ القانون في كلية بن عكنون، من تجاهل القوانين الخاصة بالمعلوماتية في الجزائر. وقال إن بلادنا واحدة من دول العالم الثالث، دخلتها التكنولوجيا دون أن تلتفت إلى مراجعة القوانين التي تتماشى وهذه الثقافة الجديدة، مشيرا إلى أن لعبة "الحوت الأزرق" نوع من أسلحة الاستعمار الحديث لهذه البلدان. وتأسف المتحدث لغياب النصوص القانونية التي تدين شركات التواصل الاجتماعي ومسيري مواقع باتت تستهدف الشباب في الدول العربية، حيث تغيب منظومة تحاكم شركات الرقمنة المهيمنة، وهي حسبه، تخطط لضرب استقرار بعض الدول منها الجزائر وهذا بالتركيز على الأطفال والشباب. ولا تتمثل الحلول الاستعجالية حسبه، في المتابعة القضائية لأن قوة الدول تتجسد في مواكبة النصوص القانونية التي تسمح بالضغط لحجب التطبيق في بلادها وحماية مواطنيها، لاسيما أنها لعبة باتت تحصد أرواح الأطفال والمراهقين. ويمكن حسب المحامي إبراهيم بهلولي، اللجوء إلى مصالح الأمن لتصنيف لعبة "الحوت الأزرق" ضمن الأمور المحظورة إلكترونيا مع سن قانون يعاقب الأولياء الذين يتهاونون في مراقبة أولادهم في ما يخص استعمال الإنترنت. ودعا إلى التوعية وتحرك المنظومة التربوية والجمعيات الحقوقية للسعي وراء البحث عن نقاط قانونية تعيد النظر في قضية حجب المواقع التي تهدد استقرار الوطن وتضر بعقول الشباب. وقال إن على الجهات القانونية إلزام أصحاب مقاهي الإنترنت تطبيق مراقبة فعلية وضمن نصوص قانونية رادعة تمنع على الأطفال والمراهقين الأقل من 16سنة، الإبحار في مواقع محظورة وخوض ألعاب إلكترونية خطيرة مثلما هي حال لعبة "الحوت الأزرق". وأشار بهلولي إلى أن 11 محركا أمريكيا معظمها يديره اللوبي الصيهوني، وهو يتحكم في المواقع ويملك مفاتيح الدخول والخروج للمواقع التي سلطتها في يده، وهي تسعى لزعزعة استقرار دول إسلامية من خلال توجيه سلاحها الجديد إلى فئة الشباب.
اعتبر لعبة "الحوت الأزرق" تنفيذا لمخطط إجرامي صريح ضد البراءة.. خياطي: حان الوقت لتشكيل لجنة وطنية ترصد مستجدات الرقمنة دعا البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية الجزائرية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي "فورام"، إلى استحداث لجنة وطنية مؤقتة تضم ممثلي المجتمع المدني، للنظر في مسألة انتحار الأطفال التي بدأت تفرض نفسها هذه الأيام وهذا في الوقت الذي انتشر فيه استعمال لعبة "الحوت الأزرق". واعتبر خياطي هذه اللعبة الإلكترونية استهدافا صريحا للأطفال، حيث يرى أن على المسؤولين رفع دعاوى قضائية في إطار ما يسمى الجريمة المنظمة. ويظهر جليا حسبه أنّ التطبيق الخاص بلعبة الحوت الأزرق، فيه تعمد صريح لتنفيذ مخطط إجرامي دولي ضد الطفولة. ووصف البروفسور خياطي ذلك ب"التسلط السيكولوجي" على إرادة الطفولة في دول العالم الثالث، ودفعها إلى القيام بأعمال تؤدي إلى وفاة الطفل. وأكد البروفسور مصطفى خياطي أن إخضاع مروّجي لعبة "الحوت الأزرق"، لقانون الجريمة المنظمة يستدعي تشكيل لجنة وطنية مهمتها متابعة ورصد مستجدات الرقمنة وتقديم تقارير مفصلة حولها قصد إيجاد سبل قانونية وآليات تقنية للتحكم فيها وحجب ما ينبغي حجبه من مواقع وتطبيقات إلكترونية تهدد صحة وعقول الأطفال، وتؤدي إلى انحراف الشباب. ونبّه خياطي إلى وجود ألعاب ومواقع إلكترونية كثيرة تؤذي الأطفال وتدخلهم في حالات نفسية معقدة، وعلى وزارة الاتصال العمل على دراسة هذه الأمور واستدعاء الخبراء والمختصين للتشاور حول الحلول.
محمّد عيسى: ارحموا أبناءنا من هذه اللعبة القاتلة ترحّم وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمّد عيسى، في صفحته على الفايسبوك، على أرواح ضحايا الحوت الأزرق، وكتب: "رحم الله أطفالنا، الذين ماتوا تحت تأثير لعبة الحوت الأزرق الفتاكة، وألهم أهلهم جميل الصبر والسلوان". ودعا الوزير الأئمة إلى التجند ونشر الوعي بين المواطنين، لاسيما الأولياء للتحسيس من مخاطر هذه اللعبة، حيث قال: "أضم صوتي إلى الذين لم يسمع صوتهم من الأمهات والآباء لحماية أبنائنا من هذه اللعبة القاتلة، راجيا من السادة الأئمة ومن رجال الإعلام أن يسهموا في نشر هذا التوجيه حتى لا تتسبب هذه اللعبة القاتلة في وفاة طفل آخر. وأدعو الأمهات وأدعو الآباء وكبار الإخوة والأخوات في العائلات إلى مراقبة الهواتف الذكية بين أيدي المراهقين والصغار وإزالة هذا التطبيق القاتل منها حماية لهم من الموت". وذكّر عيسى بأنّ مكتشف هذه اللعبة هو الروسي، المسمى فيليب بودكين، اعتقلته السلطات الروسية لأنها حملته مسؤولية التحريض على الانتحار.
الإمام محمد بلغيث: التهام الحوت الأزرق لأبنائنا نتاج عدم متابعة الأولياء لأبنائهم هناك لعب تشترط الدوس على المصحف الشريف والعبث به أوضح محمد بلغيث أستاذ محاضر في الشريعة الإسلامية وإمام خطيب أن لعبة الحوت الأزرق تعكس الوجه الأخر للأنترنت والوجه السلبي لها، مؤكدا أنها سلاح ذو حدّين لطالما حذّر منه الأئمة والعلماء والمختصون، حيث قال "حذّرنا ونحذّر وسنواصل تحذيراتنا إزاء مخاطر الأنترنت". واعتبر بلغيث أن الحالة التي بلغناها من إزهاق لأرواح أطفالنا بسبب هذا النوع من اللعب ما هي إلا نتاج لعدم متابعة الأبناء من قبل آبائهم وأهلهم فيما يفعلون ويأتون ويذرون، واستطرد قائلا "هذا دليل على ضعف التوجيه وغيابه إلى درجة كبيرة". وكشف الدكتور بلغيث عن وجود لعب لا تقل خطورة وتدور في فلكها، تطلب من لاعبها في مراحل معينة الدوس على المصحف الشريف والعبث به، وهو ما يعد مساسا وانتهاكا لقدسية المسلم وعقيدته"، وأضاف المتحدث "لم ننتقل في الأنترنت سوى إلى طابقين من أصل خمسة طوابق، منبها إلى أن القادم أعظم وأخطر مما نتصور، ففيها من استباحة المنكرات والسرقة والإباحية وغيرها ما يهدم المجتمعات ويفسدها، لذا على الجميع التكاتف ودق ناقوس الخطر عبر مختلف المؤسسات التربوية والاجتماعية. وللإمام في كل هذا دور كبير للتحسيس والتوعية والتطرق لمواضيع تهم المجتمع بدل اختيار مواضيع تدل على أنّ الإمام في واد والمجتمع الذي يعيش فيه في واد آخر".
كشف عن تكثيف الدروس المسجدية للتحسيس من مخاطرها حجيمي منسق نقابة الأئمة.. مروّج اللّعبة والدّال عليها آثم دعا حجيمي جلول المنسق الوطني لنقابة الأئمة إلى ضرورة البحث عن طريقة لمنع انتشار وتداول التطبيق ومنعه نهائيا في بلادنا حفاظا على أرواح الأطفال، مؤكدا أن مروّجها والدال عليها آثم وسيلقى عقابا إلهيا في الآخرة لأنها تحريض على قتل النفس التي حرّم الله. وحمّل الإمام مسؤولية مخاطر لعبة الحوت الأزرق التي أودت بحياة بعض أبنائنا للأولياء في عدم تتبع أبنائهم ومتابعتهم وبعدهم الأسرة التربوية التي يجب أن تلعب دورا مهما في التوعية والحوار والتحسيس والتقرب من الطفل للوقوف على أحواله واهتماماته، وأضاف حجيمي أنه من دور الإمام التجند في قضايا وطنه وشعبه ولذا ستكثّف المساجد من عمليات التحسيس والتوعية بهذه القضية من خلال دروس الجمعة والدروس المسجدية التي تقام بين الصلوات لدفع كل الخيرين إلى تبني حلول عاجلة تحفظ أرواح الناس، علما أنه سبق لكثير من الأئمة الخوض في مخاطر الأنترنت والتحذير منها.
لاحظ عليه الرغبة في الانطواء وتغيرا في السلوك عائلة تنقذ ابنها من لعبة الحوت الأزرق في تاجنانت بميلة انتقلت لعبة الحوت الأزرق إلى ولاية ميلة وبالضبط إلى مشتة بلخير التابعة لبلدية تاجنانت أقصى جنوب عاصمة الولاية ميلة، ولحسن الحظ فقد تفطنت عائلة شاب يدعى وائل.ب يبلغ من العمر 18 سنة يدرس بالطور الثانوي إلى حالة ابنهم، بعدما بدأت تظهر عليه علامات مشبوهة من خلال عزل نفسه عن المجتمع والأسرة والرغبة في العيش منفردا مع هاتفه النقال وأمام جهاز الكمبيوتر في غرفة المنزل. وحسب مصادر محلية، فإنه بما أن العائلة تقيم في تاجنانت القريبة من ولاية سطيف، تابعت عبر وسائل الإعلام ما حدث لأطفال في عمر الزهور بولايتي سطيفوبجاية بسبب لعبة الحوت الأزرق، ما كنها من التفطن لسلوكات ابنهم، حيث لاحظوا عليه حب الانطواء والعزلة ليتم مراقبته طوال الليل، ليتمكنوا من ضبطه في ساعات الفجر أمس يقوم بتطبيق لعبة الحوت الأزرق في مراحلها الأولى ومع بدايتها، كما اكتشفوا أنه تخطى العديد من الأسئلة ليتم حذف التطبيق من الهاتف وجهاز الكمبيوتر مع توجيه إرشادات ونصائح له بعدم العودة إلى هذا التطبيق الذي حصد العديد من الأرواح، وتم تحويله إلى مصلحة الاستعجالات بالعيادة متعددة الخدمات لبلدية تاجنانت لتلقي العلاج اللازم بسبب حالته الصحية المتدهورة كما تم إخطار مصالح الأمن بالقضية.
المختصّة النفسانية، مونية دراحي: الحوت الأزرق.. يخدّر الشخص ويستهدف لاوعيه ويحطمه نفسيا وجسديا أكدت لعبة الحوت الأزرق نظرية التأثير الكبير للجانب النفسي على شخصية الفرد، وأثبتت الخطورة الكبيرة عند التلاعب بالانفعالات النفسية، التي قد تصل حد الانتحار وبأبشع الطرق. وهو ما جعل المختصة النفسانية، مونية دراحي، تؤكد ل "الشروق" أن لعبة الحوت الأزرق لم تظهر بطريقة عشوائية، "بل صممت بطريقة مدروسة، بغرض تخليص المجتمع من الأشخاص الضعفاء أو كما قال مصمم اللعبة، التخلص من النفايات البيولوجية". والأمر يزداد خطورة– حسبها- عندما يصدر الانتحار من فئة الأطفال، وهو ما يعتبر غريبا عن المجتمعات، "لأننا تعوّدنا على انتحار المراهقين والكبار، الذين لا يتقبلون واقعهم المعيش". وعن كيفية تأثير اللعبة على الجانب النفسي لمستخدميها إلى حدّ الانتحار، تشرح المُختصّة قائلة: "اللعبة تحتوي بعض المعطيات الخاصة، مثل منظر البحر الذي يعتبر رمزا للاّوعي والحوت الأزرق المعروف عنه أنه حيوان يلجأ إلى الانتحار الجماعي، والفئة المستهدفة تقول دراحي، هي الأطفال والمراهقون من 12 إلى 16 سنة، الذين يطغى على شخصيتهم الجانب اللاواعي أكثر من الجانب الواعي، فيحبون خوض تحديات الربح، لإثبات الذات، أما المراهقون، فحياتهم النفسية والبيولوجية غير مستقرة وصعبة، فيحاولون الهروب من واقعهم المعيش، عن طريق التعرف على الأشياء الجديدة والغامضة. وتؤكد المختصة أن اللعبة تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي والجانب الكيميائي، من خلال استخدام موسيقى معينة، تجلب الحزن وتقتل الإحساس باللذة والألم، فيحُس الشخص وكأنّه مخدر. وتطلب اللعبة من لاعبها الاستيقاظ باكرا لإرهاقه وإتعابه عصبيا، وتطلب منه العزلة، لتحضيره على الانطواء والابتعاد عن الواقع اليومي. وتضيف المختصة أنّ مدة 50 يوما كافية لبرمجة الشخص وجعله في حالة نفسية محطمة، خاصة ضعفاء الشخصية. وتخلص دراحي إلى أننا أمام حرب جديدة بأسلحة إلكترونية خطيرة جدا ومتطورة، هدفها تحطيم البشرية "فكلما زدنا تقدما، قل الإحساس بتقدير الجانب الإنساني. وهو إعداد لنوع آخر وطبيعة إنسانية أخرى".
جميعها تحوي مشاهد رعب وأوامر بطقوس غريبة "مريم" و"البوكيمون" و"جنية النار".. ألعاب خطيرة أخرى على الإنترنت كثيرة هي الألعاب الإلكترونية الخطيرة المنتشرة عبر الإنترنت، التي أودت بحياة الشباب والمراهقين عبر العالم، والغريب أنّ من قوانين هذه الألعاب أن يستعملها المستخدِم منفردا، وكأنها تدفعه إلى الموت لكي لا ينقذه أحد. وتتصدر القائمة لعبة "الحوت الأزرق" التي ظهرت في العام 2015 في روسيا، وتسبّبت في حالات انتحار صادمة لما يفوق ال100 شخص عبر العالم. ولعبة "الحوت الأزرق" تجبر المستخدمين على مشاهدة أفلام الرعب يوميا، وتدفعهم إلى تشويه أجسادهم باستخدام آلات حادّة، وعند بلوغ اليوم الخمسين من ممارسة اللعبة، يقدم اللاعب على الانتحار فورا. ولعبة "الحوت الأزرق" تعتمد على غسل دماغ المراهقين الضعفاء لمدة تصل إلى 50 يوما، فتأمرهم بالقيام بمهمات معينة مثل مشاهدة أفلام رعب، والاستيقاظ في ساعات الليل، وإيذاء النفس، وبعد أن يتم استنفاد قواهم في النهاية، يتم أمرهم بالانتحار. ومن الألعاب الإلكترونية الخطيرة أيضا، لعبة "البوكيمون" التي تسبّبت في حالات هوس وجنون ووفاة وهي قائمة على ملاحقة البوكيمون في كل مكان بالشارع، تسبب الإجهاد الذهني والبدني لمستخدمها، فتعرضه للاصطدام بالأشجار وأعمدة الإنارة وحتى بالسيارات، استدراج المراهقين إلى أماكن بعيدة لسرقتهم، التسبب في الحوادث المرورية وتعرض المراهقين للخطر عند لعبها في أماكن بعيدة، أو نائية، أو شاهقة الارتفاع. أما لعبة "جنية النار" فتوهم الأطفال بتحويلهم إلى مخلوقات نارية خارقة، وتدعوهم إلى التواجد منفردين في الغرفة حتى لا يزول مفعول كلمات سحرية يرددونها، ومن ثم حرق أنفسهم بالغاز، ليتحولوا إلى "جنية نار"، واللعبة مصممة بشكل يجذب الأطفال. لعبة "مريم" المرعبة هي أيضا تصب في نفس سياق سابقاتها، ومضمونها وجود طفلة صغيرة تدعى "مريم" تاهت عن منزلها، والمشترك يساعدها للعودة إليه، وأثناء ذلك تطرح عليه مجموعة أسئلة شخصية عن حياته وأخرى سياسية، وفى إحدى المراحل تطلب مريم التي تشبه الشبح، الدخول إلى الغرفة لمقابلة والدها، وألعاب أخرى تشيد بالإرهاب، ومنها لعبة «آرما 3» التي تمجد داعش.. وألعاب World of Warcraft، Grand Theft Auto ، Starcraft... و"الهالف لايف"، "كونتر سترايك"، "جي تي أي" وجميعها تجبرك على القيام بسلوكات غريبة تؤذي الجسد، أو مقاتلة الوحوش والأعداء، أو الولوج لعالم العصابات والمافيا، والعيش افتراضيا في عالم يسوده الفساد والدعارة والمخدرات.
عرعار رئيس شبكة ندى: الحوت الأزرق فضح ضعف منظومة حماية الطفل في الجزائر نددت شبكة حماية حقوق الطفل "ندى"، بما يقع للأطفال ضحايا الحوت الأزرق، وقال رئيس الشبكة عبد الرحمان عرعار، إن ما وقع لهؤلاء يعكس فعليا ضعف منظومة حماية الطفولة في الجزائر، حيث أصبح الطفل، حسبه، ينعزل عن العائلة والمجتمع لمدة تصل إلى 12ساعة ولا أحد يبالي به. وأكد أن لعبة الحوت الأزرق، فرضت سيناريو غير متوقع لأطفال أقل من 13سنة ينتحرون بعد أن كان الانتحار يرتبط بأناس يئسوا من الحياة وهم أغلبهم في سن الشباب. ودعا إلى قرار رسمي لوضع حاجز تجاه التطبيقات التي تشكل خطرا على الأطفال وأصبح حسبه، على الحكومة الجزائرية أن تتحرك للتقليل من هامش المغامرة مع الحوت الأزرق، وهذا لا يمكن إلا فئة قليلة من الأطفال الأذكياء أن يجتازوا هذا الحاجز. واقترح عبد الرحمان عرعار، تطبيق آلية تجعل الأولياء يتلقون رسائل تنبيه، بمجرد أن يلج أطفالهم مواقع أو تطبيقات محرمة على الأطفال، وقال إن الشبكة سوف تقوم شهر جانفي المقبل بتنظيم حملات تحسيسية وتكوينية للأولياء في الأحياء الشعبية والمدارس حتى يتمكنوا من معرفة كيفية التعامل مع أبنائهم الذين يستعملون الإنترنت.
قويدر يحياوي: الوزارة مطالبة ببرمجة حملات توعوية في المدارس أكد الأمين الوطني المكلف بالتنظيم في النقابة الوطنية لعمال التربية قويدر يحياوي، أنّ الحملات التوعوية في المؤسسات التعليمية، لها دور كبير في إنقاذ التلاميذ من المخاطر التي تواجههم، سواء على مستوى الإنترنت أو غير ذلك.. وصرّح المسؤول أنّ وزارة التربية تخلت عن الدور المنوط بها وهو التربية ثم التعليم، وجعلت من دورها التعليم فقط، فلعبة الحوت الأزرق حسبه، وغيرها من الألعاب الخطيرة والقاتلة التي يتم تحميلها عن طريق الانترنت ظهرت منذ فترة، ومع ذلك فالوزارة لم تقدم أدنى مساعدة للتلاميذ من خلال إجراء حملات توعوية، تظهر من خلالها مخاطر وتداعيات هذه الألعاب القاتلة. وأضاف يحياوي في سياق ذي صلة، أنّ اللّوم لا يقع على الأستاذ وإنما على الوزارة الوصية، لأن بعض قراراتها ارتجالية، حيث أعطت الحرية التامة للأساتذة ومديري المؤسسات التربوية في مثل هذه الأمور، حتى صار الأستاذ مُخيرا في قضية الحملات التوعوية لا مجبرا كما كان عليه في السابق، ليضيف أنّ الحل المناسب للقضية هو إجبار المعلمين والأستاذة على توعية التلاميذ في العديد من الآفات الاجتماعية كالتدخين والمخدرات وليس الانترنت فقط، مضيفا أن وزارة التربية الوطنية والتعليم صارت تعتني ببرامج الكتب في غياب التربية الحقيقية. وصرّح يحياوي أنّ أصابع الاتهام توجه كذلك للأولياء، الذين يسمحون لأبنائهم باستعمال الإنترنت من دون حسيب ولا رقيب، والأكثر من هذا فهم يقتنون لهم أجود أنواع الهواتف الذكية ومختلف أجهزة الكمبيوتر التي يسهل فيها تحميل جميع التطبيقات، ليضيف الأمين الوطني لنقابة SNTE، أن غياب التنسيق بين المعلمين والأولياء له خلفيات كبيرة فمن المفروض أن يكون بينهم تكامل لحماية التلميذ الذي يتلقى في المدرسة أكثر مما يتلقى في المنزل.
أحمد خالد: وزارة فرعون مطالبة بحجب الألعاب القاتلة والإباحية صرّح رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ أحمد خالد، بأنّ الأطفال في حالة خطر حقيقة، والمسؤولية تقع على عاتق الأولياء ووزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال على حد سواء، خاصة الأخيرة التي من المفروض أن تتدخل حسب المتحدث، وتقوم بحجب جميع المواقع الإلكترونية الخاصة بالألعاب التي تشكل خطرا على الأطفال، وحتى الألعاب الإباحية التي صارت تشوش عقول الأطفال والتلاميذ حسب المسؤول، الذي أفاد بأن الأولياء يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية خاصة أولئك الذين يقتنون الهواتف الذكية لأطفالهم من دون بلوغهم سن الرشد بعد، ويتركون لهم حرية اختيار الألعاب من دون مراقبتهم. وأضاف خالد أن قرار الوزارة بإطلاق حملات توعوية في مؤسسات التربية والتعليم قرار صائب، والأساتذة حسبه، لا ذنب لهم، لأن البرامج مكثفة ودورهم صار تعليميا لا تربويا، مضيفا أن الأولياء مطالبون بسحب الهواتف الذكية وجميع أنواع الأجهزة الإلكترونية من أبنائهم، خاصة بعد تسجيل سادس ضحية ويتعلق الأمر المدعو لعمري صاحب ال14 سنة، الذي خطفته هو الآخر لعبة الحوت الأزرق.
علي بن زينة: نطالب بحجب هذه المواقع منذ أكثر من سنتين أكد رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة، أن قرار وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بحجب المواقع جاء بعد فوات الأوان، فقد تلقت العديد من النداءات في السابق من منظمته التي طالبت منذ سنتين ونصف مرارا وتكرارا بحجب تلك المواقع منذ ظهور لعب استحضار الجن التي أثارت بلبلة وخلقت العديد من المشاكل وسط التلاميذ، لكن من دون جدوى. وقال بن زينة إن التصريحات التي أدلت بها وزيرة التربية والتعليم الوطني نورية بن غبريط، بشأن إطلاق حملات توعية في المدارس، مجرد كلام فارغ لا أساس له من الصحة، مشددا على أنه وعد كاذب كغيره من الوعود الواهية التي اعتادت الوزيرة إطلاقها منذ تربعها على كرسي الوزارة من دون أن تجسدها على أرض الواقع.
هذه هي أكثر الدول التي ضرب فيها "الحوت الأزرق" بقوّة يتزايد عدد ضحايا لعبة الحوت الأزرق يوما بعد آخر عبر العالم، وحسب تقارير إعلامية، تعتبر روسيامسقط رأس مخترع اللعبة أكثر الدول تضررا من الحوت الأزرق، حيث أقدمت 16 فتاة مراهقة على الانتحار بعد استخدامهن التطبيق، ما سرع عملية القبض على مخترعها "فيليب"، فيما تحدثت تقارير أخرى عن وصول عدد المنتحرين بروسيا ال100 ضحية، وبالهند انتحر 15 مراهقا، فيما وضعت عشرات الفتيات حدا لحياتهن ببريطانيا، وبالجزائر انتحار 5 أطفال بين سن 11 و16 سنة في أقل من شهر، فيما نجتْ مراهقة في 18 سنة من الموت بعد قطعها شرايين يدها، بينما تعتبر السعودية أول بلد عربي تحدث فيه حالة انتحار بسبب الحوت الأزرق، حيث شنق طفل في 13 من عمره نفسه، بعدما لفّ على رقبته خيطا معلقا بالخزانة، وعثرت عائلته على تطبيق الحوت الأزرق بهاتفه، فيما أحصت الكويت انتحار 3 أطفال، وضحية واحدة بدولة قطر.
مخترع "الحوت الأزرق" مريض نفسي شبّه ضحاياه ب"النفايات البيولوجية" قد تستغرب إذا علمت أنّ مخترع أخطر لعبة قاتلة في العالم "الحوت الأزرق"، هو مراهق روسي يبلغ سنّه 21 عاما فقط، يدعى فيليب بودكين. وبدأ "بودكين" يخطط للعبة منذ العام 2013، فحسّن خططه وصحّح أخطاءه، وقام هو ومساعدوه في البداية باستدراج الأطفال إلى مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام بعض الفيديوهات المخيفة، فكان يتلاعب بالأطفال نفسيا، ثم يأمرهم بقطع عروقهم، والوقوف على حافة مباني عالية، أو قتل حيوان ونشر الفيديو أو الصور لإثبات ذلك، ليصلوا إلى الانتحار. و" فيليب" كان على دراية بما ينتج عن اللعبة من مخاطر، لأنه خصصها للأطفال في سن صغيرة، ثم كان يستدرجهم إلى مجموعة من وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق استخدام الفيديوهات. وفي 2016 تشجعت فتاة روسية ممن استٌدرجت لاستخدام اللعبة، وقدمت بلاغا للشرطة، ضد صاحب اللعبة بعد وصولها إلى المرحلة الأخيرة من تحدي الحوت الأزرق، وقدمت ما أدلة ضد "فيليب"، ليقبض على المتهم في شهر نوفمبر من العام الماضي 2016، وهو محتجز في سجن كريستي في سان بطرسبورج. ووجّه القضاء الروسي تهمة تحريض 16 تلميذة على الانتحار للمتهم الذي اعترف بالتهمة، وأثار استغرابا كبيرا بقوله "أن ضحاياه كانوا مجرد نفايات بيولوجية، وأنهم كانوا سعداء بالموت، وأن ذلك كان تطهيرا للمجتمع". كما اعترف أنه جذب عددا كبيرا من الأطفال والمراهقين، وحرّضهم على قتل أنفسهم، مثل قطع العروق أو القفز من أماكن عالية أو قتل حيوان ونشر الفيديو الذي يثبت فعله.
الحوت الأزرق يوقع ست ضحايا في الجزائر أوقعت لعبة الحوت الأزرق الكثير من الضحايا عبر العالم لتنتقل عدواها إلى أطفال الجزائر وكانت بداية سقوط ضحايا الحوت الأزرق في الجزائر مع وفاة الطفل عبد الرحمان (11 سنة) من بلدية صالح باي بولاية سطيف، الذي شنق نفسه امتثالا لأوامر اللعبة التي تجبر مستخدميها على تنفيذ مجموعة من التحديات حتى الوصول إلى التحدي الرئيسي وهو الانتحار، لتسجل ثاني ضحية بعد أسبوعين حيث أقدم الطفل محمد أمين في التاسعة من عمره على الانتحار بنفس الولاية وبالتحديد من منطقة عين ولمان، حيث لفّ حبلا حول عنقه داخل حمام المنزل وشنق نفسه بطريقة مثيرة، وبنفس الولاية انتحر بعدهما طفل في الخامسة عشر من العمر والضحية الأخيرة بولاية سطيف سجلت أول أمس بولاية سطيف دوما راح ضحيتها طفل في ال14 من العمر من بلدية الطاية يدعى العمري. ولم تتوقف سلسلة الضحايا عند هذا الحد، بل عرفت تسارعا غريبا لتنتقل إلى ولاية مجاورة، وهي ولاية سطيف، أين أقدم شابان مراهقان في مدينة بجاية شرق الجزائر، على الانتحار بشنق أنفسهما، وذلك بعد أيام من الإدمان على لعبة "الحوت الأزرق". المراهقان يدرسان في نفس الثانوية بدائرة "سيدي عيش" وهما "بلال" و"فيروز" البالغان من العمر 16 سنة. وقال والد "بلال" إن ابنه كان "جد هادئ ومجتهد في دراسته، قبل أن يتغير سلوكه فجأة ويعزل نفسه عن مجتمعه وأسرته وظل طوال المدة الأخيرة يعيش منفردا مع هاتفه النقال، إلى أن عثر عليه، جثة هامدة بمسكنه العائلي". فيما نجت تلميذة أخرى من الموت، بعد إنقاذها عندما حاولت الانتحار، بقطع أحد شرايين يدها.