أكد خالد شوكات رئيس مهرجان الفيلم العربي في روتردام بهولندا، أن مهرجانه لن يعرض الفيلم الهولندي المثير للجدل »فتنة« في دورته العاشرة المقرر انطلاق فاعلياتها في 23 جوان المقبل، وأن ما أثير في هذا الصدد لا صلة له بالحقيقة. وقال شوكات إن مهرجان روتردام يعرض في مسابقته فقط الأفلام المنتجة في العام الحالي والعام السابق لدورة انعقاده، بينما الفيلم الهولندي من إنتاج 2006، ولا تنطبق عليه اللوائح، إضافة إلى كونه »مجرد لقطات مصورة لا يمكن فنيا أن يُطلق عليها أنها فيلم«، حسب قوله. وأوضح رئيس مهرجان روتردام للفيلم العربي أنه لا يمكن أن تسوّل له نفسه عرض عمل يهاجم الإسلام ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بتلك الفجاجة في مهرجان يرأسه، مؤكدا أنه وجّه الدعوة في وقت سابق للبرلماني الهولندي جيرت فيلدرز منتج ومؤلف الفيلم لحضور مناظرة سينمائية فكرية على هامش المهرجان حول الفيلم، ورأيه في الإسلام، على أن يناقشه فيها رواد المهرجان من سينمائيين ومثقفين عرب لكنه لم يستجب، وبالتالي لن يعرض الفيلم. وأشار شوكات، وهو ناشط حقوقي تونسي بالأساس، إلى أن إدارة المهرجان أعلنت برنامجه الرسمي بالفعل، ولم يضم البرنامج أي إشارة لفيلم »فتنة«؛ لأنه بالفعل غير موجود في برامج الدورة، وإنما كان يمكن عرضه في إطار مناظرة على الهامش مع منتجه السياسي اليميني المتطرف جيرت فيلدرز. وحول سبب التفكير في المناظرة قال شوكات إن هناك أسبابا عدة بينها أن »المهرجان يتزامن هذا العام مع الانتخابات البرلمانية الهولندية التي يخوضها فيلدرز بشعار وحيد هو مواجهة أسلمة هولندا، فكان الغرض تسفيه نظريته«، مشيرا إلى أن المهرجان يضم نخبة نوعية من العرب والمسلمين من سينمائيين ومثقفين قادرين فعلا على مناظرته. وأوضح شوكات أن إدارة مهرجان الفيلم العربي ليست أول من دعا فيلدرز إلى مناظرة؛ إذ سبق لتلفزيون المسلمين في هولندا »إن إم أو« أن دعاه إلى مناظرة تلفزيونية، وكذا فعل عدد من المنظمات لإثبات أنه هو من يخاف الحوار والنقاش، وليس العرب والمسلمون، كما يزعم. وأوضح أن القضية المطروحة الآن هي كيف نواجه هذه الرداءة كعرب ومسلمين نعيش في هولندا، ونتشارك مع فيلدرز في المواطنة، ولا يحتاج منا إلى اعتراف به، فهو نائب بالبرلمان ورئيس حزب سياسي كبير، ومرشح لرئاسة الوزراء. وقال رئيس مهرجان روتردام إن فكرة المقاطعة ليست واردة؛ لأن الفيلم متاح على الإنترنت، ولا أحد لديه مشكلة في الوصول إليه، وليست المقاطعة هي السبيل الوحيد أو الأمثل دائما لمواجهة القضايا؛ إذ إن قادة الأقليات العربية والمسلمة في أوروبا أجمعوا على أن مواجهة »الإسلاموفوبيا« التي يتعيش منها أمثال فيلدرز، يجب أن تعتمد على أساليب جديدة أساسها المواجهة.