بعد مشاركته في مهرجان الفيلم الشرقي بجنيف، يشارك في فيلم "الدار الصفراء" للمخرج عمور حكار في الدورة الثامنة من مهرجان الفيلم العربي بروتردام الهولندية في الفترة الممتدة من 18 إلى 22 جوان المقبل، وذلك إلى جانب أكثر من 54 فيلما ما بين روائي وقصير وتسجيلي. " الدار الصفراء" الذي حصد جائزة أحسن فيلم في تظاهرة "بانوراما السينما الجزائرية" شهر مارس الفارط، إنتاج مشترك جزائري فرنسي تدور وقائعه في جبال الأوراس وتروي قصة قروي بسيط فجع بفقدان ابنه، الذكر الوحيد، الذي كان يؤدي الخدمة العسكرية، وفي محنة استعادة رفاته، يعاني هذا القروي في عزلة تامة من ثقل البيروقراطية القاتلة، ولكنّه يكتشف في نفس الوقت طيبة وتضامن أبناء البلد في الأوقات المؤلمة. وستتنافس "الدار الصفراء" للحصول على جائزة الصقر الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل، إلى جانب 8 أعمال أخرى تمثّل أعمال مصر، سوريا، لبنان، المغرب، الأردن وفلسطين، والأفلام هي "جنينة الأسماك" إخراج يسري نصر الله، "عين شمس" لإبراهيم البطوط من مصر، "القلوب المحترقة" لأحمد المعنوني و"سميرة في الضيعة" إخراج نبيل لحلو من المغرب، ومن سوريا يعرض فيلم "خارج التغطية" لعبد اللطيف عبد الحميد، والفيلم اللبناني "تحت القصف" لفيليب عرقتنجي، وفيلم "كابتن أبو رائد" الأردني لأمين مطالقة، كما يسعى القائمون على التظاهرة للحصول على الفيلم الفلسطيني "ملح هذا البحر" باكورة أعمال السينمائية الفلسطينية الشابة المقيمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية آن ماري جاسر. بينما تشارك مجموعة من الأفلام القصيرة في هذه المسابقة مثل "ساعة عصاري" لشريف البنداري، و"أيادي وسخة وصابون نظيف" إخراج كريم فانوس من مصر، و"سارة" للمغربية خديجة لكلير، و"مونولوج" للسوري جواد سعيد، و"عشاء لحسين الرفاعي وغياب" لمحمد راشد من البحرين، ومن الإمارات سيشارك فيلم "بنت مريم" لسعيد سالمين المري، و"إرهاب سياحة" للقطري خالد المحمود، ومن العراق يعرض "تقويم شخصي" لبشير ماجد. وترأس الهولندية ساندرا دين هامر مديرة مؤسسة متحف الفيلم بأمستردام والمديرة السابقة لمهرجان روتردام السينمائي الدولي لجنة تحكيم هذه المسابقة، التي تضمّ أيضا في عضويتها كل من المخرجة هالة خليل، المخرجة التونسية سلمى بكار، الناقدة الهولندية بيانكا ستيجتر، والمخرج والممثل الألماني برنادوس ماتيوس. وعن مسابقة الأفلام الوثائقية، فيترأس لجنة تحكيمها الهولندي جاك فاندرهيجين مدير صندوق دعم الفيلم بروتردام، ومن الأفلام الوثائقية الطويلة المشاركة "إعادة خلق" للفلسطيني الأصل محمود مساد، و"حرب حب رب وجنون" لمحمد الدارجي، و"الحياة بعد السقوط" لقاسم عبد من العراق، و"صنع في مصر" لكريم خوري، ومن لبنان يعرض فيلم "هيب هوب" لجاكي سلام، إضافة إلى الفيلم الكويتي "عندما تكلّم الشعب- الجزء الثاني" لعامر زهير، أما الأفلام الوثائقية القصيرة التي ستشارك في هذا الفرع السينمائي الفيلم العراقي "يوم في سجن الكاظمية للنساء" من إخراج عدي صالح، و"هل أنا أزعجك" للمصري أيمن حسين. وقال الدكتور خالد شوكات الرئيس التنفيذي للمهرجان في تصريح إعلامي "سيشهد المهرجان حضور أكثر من 100 ضيف من عشاق السينما العربية ومن المقرّر أن تتضمّن هذه الدورة العديد من الأنشطة المختلفة، منها المسابقات الرسمية الأربعة الخاصة بالأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة، والأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، ومجموعة من البرامج الخاصة، من بينها ما سيتعلق بتكريم بعض الشخصيات السينمائية العربية البارزة، وأخرى ستعنى بمعالجة مواضيع بعينها مرتبطة بقضايا عربية ساخنة، إضافة إلى حضور خليجي قوي لدول مثل الإمارات والبحرين وقطر والكويت ". وعن الندوات الفكرية التي ستقام ضمن هذه الدورة، أوضح شوكات أنه تم اختيار 3 عناوين لهذا النشاط الثقافي وهي" "العائلات الفنية في السينما العربية آل العدل نموذجا" أما العنوان الثاني فسيكون مخصصا لكيفية الرد على فيلم "فتنة" الذي أخرجه السياسي اليميني جيرت فيلدرز، وتقام الندوة الثالثة بعنوان "الجدار " حواجز الأرض والمشاعر سينمائيا". وتم اختيار فيلم "هي فوضى" للمخرج يوسف شاهين للعرض في حفل افتتاح هذا الحدث السينمائي، بينما سيكون الفيلم التونسي "أسرار الكسكسي لولا" للمخرج عبد اللطيف كشيش ضيف شرف حفل الختام، وهو العمل الحائز هذا العام على 4 جوائز من مهرجان "سيزار" وهي" أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو، وحصلت حفصية حرزي إحدى بطلات الفيلم على جائزة أفضل ممثلة صاعدة، وأضاف شوكات لأول مرة في تاريخ هذا الحدث سيتم مرور ضيوف الدورة على بساط أخضر كرسالة سلام للعالم المشتعل سياسيا، إضافة إلى اعتبارها دعوة للحفاظ على الموارد الطبيعة من الاندثار بسبب تنامي ظاهرة الإضرار بالبيئة والآثار السلبية لما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري.