الاحتلال يسابق الزمن والمقاومة أمام الاختبار ** يسعى الاحتلال لاستغلال عامل الوقت قبل اندلاع أي مواجهة جديدة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لاستهداف وتفجير الأنفاق الأرضية السلاح الأهم في أي معركة مقبلة من خلال إقامة الجدار تحت الأرض على طول الحدود وحديثه المتكرر عن تكنولوجيا كشف الأنفاق التي طورها ما مكّنه من كشف أربعة أنفاق في السنة الأخيرة فيما يسمى بحرب الأنفاق. ق.د/وكالات كانت آخر العمليات ضد الأنفاق ليل السبت الأحد حين قصفت طائرات تابعة للمحتل الصهيوني نفقاً قرب معبر كرم أبو سالم جنوبي قطاع غزة. وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال جوناثان كونريكوس إن النفق كان في طور البناء عندما دمر السبت موضحاً أن الغارة وقعت داخل قطاع غزة بينما استُخدمت وسائل أخرى لهدم الجزء الذي يمتد داخل الاراضي المحتلة من النفق معلناً أن تدمير النفق تم بالتنسيق مع مصر وكان يبلغ طوله الإجمالي حوالي كيلومتر ونصف. من جهته أكد أفيغدور ليبرمان في بيان أن تدمير شبكة الأنفاق الهجومية هو عنصر أساسي في سياستنا القائمة على إلحاق الضرر بشكل منهجي بقدرات حماس الاستراتيجية . وعقب القصف قررت دولة الكيان إغلاق معبر كرم أبو سالم على الحدود الجنوبية مع قطاع غزة. وكانت الأنفاق التي تحفرها المقاومة بين أراضي قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948 مفاجأة الفصائل للاحتلال خلال عدوان 2014 على غزة ومن الإنجازات التي حققت المقاومة عبرها اختراقات سواء بعمليات داخل العمق أسر الجنود. ويتحدث الاحتلال بشكل مستمر عن ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة التي أرهقته وسبّبت الصداع المزمن لمستوطني غلاف غزة الذين يتخوفون من الأنفاق بشكل كبير على الرغم من تطمينات جيش الاحتلال وعملياته المستمرة لكشف الأنفاق. وعلى الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة تُجري آليات ثقيلة للاحتلال عمليات حفر وتنقيب عن الأنفاق وهي ربما اكتشفت الأنفاق عن طريق الصدفة وليس التكنولوجيا إذ إنّ المكتشف منها أقل بكثير مما يُعتقد أن المقاومة حفرته أسفل الحدود. ويوضح المحلل السياسي الفلسطيني تيسير محيسن أن استمرار الاحتلال باكتشاف الأنفاق بشكل عام وتدميرها من شأنه أن ينعكس سلباً على المقاومة التي ستصبح أمام حالة عجز تكنولوجي وعملياتي خصوصاً إذا لم تستطع الوصول إلى طريقة لإبطال السلوك المضاد الذي تمارسه دولة الاحتلال. وبحسب محيسن تؤكد المعطيات والمعلومات المتوفرة أنّ المقاومة لم تتوصل حتى اللحظة لطريقة لإبطال تكنولوجيا الاحتلال وبالتالي فإن استمرار الاحتلال بكشف أنفاق المقاومة من دون إيجادها وسيلة سيضعها أمام حالة فشل لفقدانها أداة التهديد الاستراتيجي للكيان الصهيوني. ويشير إلى أنّ الاحتلال يقوم بعملية الاستخدام المثالي وهو الذي يريد نجاحاته عبر استغلاله لعامل الزمن في الوقت الذي يعيش فيه القطاع حالة من الحصار المشدد الخانق والأزمات التي تعصف بالسكان. ويؤكد محيسن أن الأمور تتدحرج خصوصاً في ظل النجاحات المتكررة في الكشف عن أنفاق المقاومة الفلسطينية في غزة وهو ما يعزز الخشية لديها من أن يطاول التهديد ما تبقى من قدرات لديها إلى جانب سلاح الأنفاق وبالتالي فإن فرص المواجهة تبقى حاضرة. ويتوقع أن يكون الصيف المقبل أكثر لهيباً على طول الحدود الشرقية للقطاع المحاصر للعام الحادي عشر على التوالي خصوصاً أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار تعرض أداتها الاستراتيجية للكشف والفقدان رويداً رويداً. هكذا يتعامل الاحتلال مع الأنفاق بعد اكتشافها كشف خبير أمني صهيوني الطريقة والخطوات التي يعتمدها جيش الاحتلال في تعامله مع الأنفاق التي يتم حفرها من قطاع غزة وتتمكن دولة الاحتلال من كشفها. وقال الخبير الأمني الصهيوني البارز يوسي ميلمان في تغريدة له على تويتر : هذه هي الطريقة التي تستخدم بعد اكتشاف الأنفاق وتدميرها . وأوضح ميلمان أنه بعد اكتشاف النفق عبر الوسائل التكنولوجية أو الميكانيكية (المعدات الثقيلة وآلات الحفر) أو المعلومات الاستخباراتية يتم استهدافه بالقصف من الجو . وأضاف: تقوم القوات بفحصه ومن ثم يتم غلقه بكميات ضخمة من الخرسانة مرفقا صورة لخلاطات كبيرة تحمل خرسانة في طريقها لإغلاق النفق وإتمام مهمة جيش الاحتلال.