بقدر ما هي كثيرة الحيل التي يستعملها البعض لاختلاس بعض الاغراض من المحلات، بقدر ما هناك حيل وطرائق يستعملها اصحاب المحلات لكي يقبضوا على هؤلاء، او على الاقل يحدوا من الظاهرة، وذلك من خلال اجهزة الانذار التي صاروا يرونها الحل الوحيد. مصطفى مهدي. كثرت في الاونة الاخيرة محلات بيع الملابس الرجالية والنسوية كذلك، والتي نراها تتوزع على شوارع العاصمة، وخاصة الشوارع الرئيسية، واكثر تلك المحلات هي محلات لبيع الملابس، ولان المواطنين يتهافتون بكثرة على اقتناء وشراء قطع الملابس خاصة مع بداية كل موسم، فان تلك المحلات تكون مليئة بالزبائن، وبقدر ما يكون ذلك مربحا للبائع، بقدر ما يجعل ذلك بعض اللصوص يتسللون الى المحل لكي يختلسوا بعض القطع، اما عن طريق تجريبها، ثم الخروج بها كما لو انها كانت ملكا لهم، واما ياختلاسها حيث يضعونها في حقائبهم، ويحاولن الخروج من المحل، ولكن بعض اصحاب المحلات، وأمام كثرة هؤلاء اللصوص، لم يجدوا الا حلا واحدا، وهو اجهزة الانذار التي تلصق في تذكرة قطع الملابس، والتي تفضح كل من يحاول ان يختلس قطعة، بوضعها، مثلا، في حقيبته، والخروج دون التقدم لدفع ثمنها، وهي حوادث كانت، ولا تزال تتكرر، وعادة ما تكون الزبونات من النساء بطلات لها، وكثير منهن صرن يحذرن تلك الاجهزة، فاما ان ينزعن، او يحاولن نزع تلك التذكرة، واما انهن يخترن المحلات التي يختلسن منها تلك القطع، لكن كثيرات ايضا يقعن في الفخ، وتحدث لذلك مواقف محرجة، بل إن بعض الزبونات يجدن انفسهعن في ورطة، ليس مع صاحب المحل وفقط، ولكن ايضا مع الشرطة اذا ما اصر صاحب المحل على التبليغ عن الحادثة، لكن اخرين يكتفون بان يطردوا الزبون، على ان لا يعود الى المحل، ولكن في الحالتين، فان الزبون، او اللص يجد نفسه في موقف محرج، ومضطرا لان يبرر عمله، ولو ان السرقة لا تبرر. تحكي لنا رانيا انها كانت في احدى محلات بيع الملابس النسوية في شارع ديدوش مراد، وان احدى الفتيات حاولت ان تختلس تبانا ليس بوضعه في حقيبتها، ولكن بارتداءه والخروج به، ولكن ما ان فعلت، او ما ان خرجت من المحل حتى اصدر الجهاز صوتا، ما جعل المشرفة على المحل تفتش حقيبة الفتاة، ولكنها لم تعثر على شيء، حتى اكتشفت ان الفتاة ترتدي القطعة المسروقة، وعندما قالت لها ذلك، نفت الفتاة، وقالت انها فعلا اشترت ذلك التبان صباحا من نفس المحل، و ارتدته ولم تنزع تلك التذكرة، لكن البائعة ادركت ان الامر يتعلق بخدعة، ذلك أنها عادة ما تنزع تذكرة الملابس التي يشتريها الزبائن، ولهذا لا يمكن ان تخرج من المحل قطعة تحتوي على تذكرة، ولكن مع ذلك لم ترد البائعة ان تثير فضيحة، ولا أن تخبر الشرطة، وتركت تلك الزبون تذهب لشانها. لكن لا يكون هذا الحال مع جميع الزبونات، او في جميع المحال، فبعضهم لا يرضون بديلا عن التعويض، أو على الأقل الانتقام من الزبون الذي اراد اختلاس المحل، وتسليمه الى الشرطة، يقول لنا إسلام، صاحب محل "المدينة" بشارع حسيبة بن بوعلي، قال لنا لا يغفر عادة لتلك النسو ة اللائي يسرقن رغم انهن لا يعانين حاجة ولاشيء، يقول انهن عادة ما يكن بلباس محترم، ولكنهن مع ذلك يختلسن الملابس، وهو امر، يضيف اسلام، مؤسف، ولذلك فهو لا يترك احدا يفلت من ايدي العدالة حتى يكون عبرة لغيره.