بعد أزيد من قرن بحيرات جبل الوحش في تدهور مستمر بقسنطينة بعد أن قاومت عوامل الزمن وآثار الاحتباس الحراري والرعي غير القانوني والحرائق واعتداء الإنسان أصبحت الأنظمة الإيكولوجية الغابية والمائية لغابة جبل الوحش بقسنطينة تواجه اختلال انعكس بالسلب على جزء من ثروتها الحيوانية والنباتية بفعل ظاهرة الجفاف التي تقلص من حياة بحيراتها. فبعد أن ظلت صامدة لأكثر من قرن تدهورت حالة البحيرات الاصطناعية الأربع وكذا الحاجز المائي الموجه لتحسين ظروف استقرار الحيوانات التي تعيش فيها وذلك جراء غياب الصيانة وضخ المياه لأغراض السقي الفلاحي يضاف إلى ذلك انعدام الوعي لدى بعض المواطنين الذين حولوها إلى محطة لغسل السيارات ومفرغات عشوائية للنفايات. ويلاحظ منذ سنوات بجبل الوحش توافد أصحاب السيارات خلال عطل نهاية الأسبوع على ضفاف البحيرات لغسل سياراتهم غير مكترثين تماما لما يخلفه ذلك من آثار وخيمة على الأنواع الحيوانية والطيور التي تتخذ من هذه المسطحات المائية وسطا لها كما توجد هذه البحيرات اليوم في حالة متقدمة من التدهور وتحديدا منذ عامين ما أدى إلى إضرار معتبر بالنظام الإيكولوجي. وعلى مساحة تقدر بهكتار لكل منهما فإن البحيرتين الأولى والثانية لجبل الوحش قد جفتا في حين أن الثالثة والرابعة على مساحتين تقدر ب0 6 هكتار و1 5 هكتار تشهدان انخفاضا هاما في حجم مياههما وفق ما أوضحه المتحدث الذي أشار إلى أن الحاجز المائي ما يزال في حالته العادية كونه يمون انطلاقا من منبع مائي مجاور. وعادة ما كانت هذه البحيرات موصلة بقناة لجر المياه تجمع المياه انطلاقا من منابع منطقة كاف لكحل (بأعالي جبل الوحش) على مسافة 4 1 كلم إلا أنها تضررت بفعل أشغال إنجاز المسار الاجتنابي للطريق السيار شرق-غرب بحيث ومنذ تلك الفترة لم تعد البحيرات الاصطناعية تتمون بالمياه عبر هذه القناة و هجرتها الأنواع الحيوانية والاسماك والطيور التي كانت تثري التنوع البيولوجي لجبل الوحش مثلما علم من مديرية محافظة الغابات. حل بديل لإعادة ملء البحيرات وفي محاولة لإعادة بعث الحياة بهذه الأوساط الطبيعية تم تكليف مكتب دراسات من طرف الوكالة الوطنية للطرق السيارة لإيجاد حل بديل من شأنه أن يمكن من إعادة ملء هذه البحيرات التي تعد جزءا من المحمية البيولوجية لجبل الوحش (500 هكتار) وبالتالي إعادة التوازن للنظام الإيكولوجي المائي والغابي بمحيط هذه البحيرات بغابة جبل الوحش التي كانت ة توفره لزائريها ويركب دراجته الهوائية ويلعب كرة القدم. فغابة جبل الوحش التي تعتبر رئة قسنطينة تعيش بها أنوعا حيوانية محمية أشجار نادرة مما يبين الأهمية الحيوية للمحافظة على الأنظمة الإيكولوجية بهذا الوسط الطبيعي الجد ملائم لنمو غطاء نباتي كثيف يخلق مناخا مصغرا وهو نفس الشيء بالنسبة للمناطق الرطبة التي تحد على الخصوص من آثار الجفاف من خلال تموين مجاري المياه وزيادة الرطوبة في الجو خاصة في أوقات تساقط الأمطار. غرس أشجار من أجل خلق مناخ مصغر وقد تم جرد ما مجموعه 22 منطقة رطبة اصطناعية بقسنطينة أهمها تلك الموجودة ببلدية ابن باديس على مساحة 61 هكتارا أغلبها تتأثر بقلة تساقط المطر والتغيرات المناخية وغياب الصيانة وأيضا انعدام الحس المدني لدى بعض المواطنين على غرار رئيس جمعية حماية البيئة والطبيعة لقسنطينة عبد المجيد سبيح الذي يرى أن الحواجز المائية بالولاية بحاجة إلى أشجار من أجل حماية التربة من الانجراف وخلق مناخ مصغر وأيضا حمايتها من تصرفات أصحاب السيارات الذين يأتون لتلويثها من خلال غسل سياراتهم مضيفا أن عمليات إعادة التشجير بمحيط الحواجز المائية تدعم تخزين المياه والمحافظة على حجمها خاصة عندما يقل تساقط المطر. وبعد أن أرجع سبب تدهور الحواجز المائية إلى الإنسان بجزء أكبر دعا السيد سبيح إلى ضرورة اللجوء إلى تطبيق القانون من أجل حماية المناطق الرطبة من ظاهرة غسل السيارات وضخ المياه وإزالة الطمي من أعماقها مسلطا الضوء كذلك على أهمية العمل لتفادي جفافها بفعل تسربات المياه.