بسبب الإرتفاع الصاروخي الذي تجنيه من عائدات البث التلفزيوني إنفاق الأندية الإنجليزية على التعاقدات مرشح لبلوغ سقف المليارين باوند كشفت مؤسسة ديلويت المتخصصة في التدقيق المالي أن حجم إنفاق أندية مسابقة البريميرليغ مرشح للاستمرار في منحناه التصاعدي في قادم المواسم مستفيدة من العائدات الضخمة التي تحققها حقوق البث التلفزيوني لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز. وأوضحت المؤسسة بأن أندية الدوري الإنجليزي أصبحت قاب قوسين أو ادنى من بلوغ سقف المليارين جنيه إسترليني في الموسم الواحد وذلك باحتساب القيمة الإجمالية للتعاقدات التي قامت بها في الميركاتو الصيفي الذي يسبق انطلاق الموسم الرياضي وتلك التي تقوم بها في الميركاتو الشتوي في منتصف الموسم والتي بلغت نحو مليار و860 مليون جنيه إسترليني خلال الموسم الجاري (2017-2018) حيث أنفقت في فترة الصيف ما يقارب من مليار و430 مليون جنيه إسترليني ثم أنفقت في فترة الشتاء نحو 430 مليون جنيه إسترليني لتسجل رقماً قياسياً في الانتقالات الشتوية بعدما كانت قد سجلت رقما قياسياً في الانتقالات الصيفية الماضية. وبررت المؤسسة هذا التصاعد الجنوني بالإرتفاع الصاروخي الذي بلغته عائدات البث التلفزيوني التي ترتفع مع كل عقد جديد تبرمه رابطة الدوري الإنجليزي مع الفائزين بصفقة البث التي تمتلكها حالياً شبكتا سكاي سبورت و بي تي سبورت والتي تناهز قيمتها ستة مليارات جنيه إسترليني. والحقيقة أن الوتيرة السريعة التي تتجه بها أندية الدوري الإنجليزي في إبرام التعاقدات منذ إطلاق الممتاز تتماشى مع السياسة العامة للبطولة إذ أن تواجد ألمع وأفضل الأسماء في الملاعب الإنجليزية هو الذي رفع إيقاع المنافسة وزاد من درجة الاستمتاع بمبارياتها وهو العامل الذي رفع من قيمة البث التلفزيوني وبالتالي فإن عزوف الأندية عن هذه السياسة سيُعيد الدوري الإنجليزي إلى سابق عهده قبل إطلاق الممتاز حيث كان يعد احد أضعف الدوريات الأوروبية من حيث الأداء الفني للفرق إذ ان تواجد النجوم يُعد أمراً ضرورياً للمشاهد والحصول على خدمات أغلى النجوم يحتاج إلى أموال ضخمة لا توفرها سوى إيرادات البث التلفزيوني المتزايدة. من جانفي 1992 إلى جانفي الأخير ليفربول ووست هام أكثر الأندية انتداباً للاعبين الإنجليز والأوروبيين نشرت صحيفة الدايلي ميل البريطانية تقريراً رصدت من خلاله وجهات اللاعبين الذين تعاقدات معهم أندية الدوري الإنجليزي منذ إطلاق نسخة الممتاز في عام 1992 وحتى نهاية الميركاتو الشتوي في شهر جانفي من عام 2018. وكشفت الأرقام الواردة في التقرير أن الأندية العشرين التي تنشط في الممتاز هذا الموسم تفضل السوق المحلية والسوق الأوروبية بالدرجة الأولى خاصة الأندية الكبيرة التي تهيمن على منافسات البطولة. وتعتبر السوق الفرنسية هي الوجهة الأولى للأندية الإنجليزية إذ نجد 11 نادياً من أصل 20 نادياً قد كانت أكثر تعاقداتهم مع لاعبين فرنسيين مستفيدة من إستراتيجية أندية الدوري الفرنسي التي تقوم على اكتشاف وتكوين المواهب قبل بيع عقودهم. ويعتبر نادي ويست هام يونايتد الأكثر اعتماداً على اللاعبين المواطنين والأوروبيين في تعاقداته بواقع 148 لاعباً منهم 10 لاعبين فرنسيين مثله مثل نادي ليفربول بواقع 142 لاعباً مع اعتماده على الإسبان ب 16 لاعباً خاصة في فترة المدرب رافائيل بينيتيز في الفترة التي أشرف فيها على الفريق من عام 2004 وحتى عام 2010. وفي المركز الثالث يأتي نادي تشيلسي الذي تعاقد مع 137 لاعباً بريطانياً أو أوروبياً مع اعتماده على السوق الفرنسية والبرازيلية ب 14 لاعباً شأنه شأن نادي ايفرتون الذي يعتمد هو الآخر على اللاعب الفرنسي بواقع 7 صفقات. وتعاقد نادي توتنهام هوتسبير مع 135 لاعباً بريطانيا وأوروبياً منهم 15 فرنسياً أما نادي أرسنال فهو الأكثر اعتماداً على الفرنسيين بسبب تواجد مدربه الفرنسي أرسين فينغر على رأس جهازه الفني منذ عام 1996 إذ تعاقد مع 28 لاعباً فرنسياً من أصل 112 لاعباً بريطانياً وأوروبياً انتقلوا للنادي اللندني. ويعتبر نادي مانشستر يونايتد اقل أندية الدوري المحلي اعتماداً على اللاعبين البريطانيين والأوروبيين بعدما بلغت تعاقداته معهم بواقع 85 صفقة فقط بالرغم من انه ينشط في الممتاز منذ تأسيس المسابقة إلا انه ظل بالرغم من ذلك يراهن هو الآخر على الفرنسيين ب 11 لاعباً. ويحظى الأفارقة بمكانة مرموقة في السوق الإنجليزية بدليل أن هناك 13 نادياً أبرموا صفقاتهم من قارة أفريقيا أكثر من قارة أميركا الجنوبية ولو أن ذلك لا يشمل الأندية الستة الكبار التي تفضل السوق الأميركية على الإفريقية باستثناء ناديي أرسنال وتوتنهام.