على الرغم من أن للكل حرية اختيار المكان الذي يحلو له على مستوى حافلات النقل الخاص إلا انه أحيانا يلتزم المسافرون أماكنهم بطريقة جد غريبة، بحيث يُستعصى على غيرهم إيجاد أماكن تريحهم لاسيما مع اختلاف الجنسين. كون أن الكل يسعى إلى اقتسام مكانه مع بني جنسه خاصة النسوة اللواتي يجدن راحتهن في الجلوس مع بعضهن البعض بدل اقتسام المكان مع رجل، كون أن الكثير من منعدمي الضمائر ينتهزون الفرصة من اجل مضايقة الفتيات والسيدات والتحرش بهن، الأمر الذي أدى إلى استيائهن بعد التزام الرجال لاماكن متفرقة بدل الجلوس مثنى مثنى وفسح المجال للنسوة أيضا من اجل الجلوس كذلك، وتفادي المشاكل. ولا ننكر الإقدام على نفس السلوك من طرف الفتيات والنسوة بحيث يذهبن إلى الالتزام بالمقاعد فرادى، لينزعجن بعد ذلك من شغل المكان من طرف شاب أو كهل أو حتى عجوز، الأمر الذي أدى إلى حدوث العديد من المناوشات على مستوى الحافلات في كم من مرة كونها وسيلة ضرورية يستعملها الكل بصفة يومية، مما دفعنا إلى إثارة النقاش الذي ارق الكثير من المسافرين في كم من مرة. انتقلنا إلى محطة بئر مراد رايس ما لاحظناه بأغلب الحافلات هو جلوس المسافرين بعد صعودهم رجالا ونساءا بمقعد يتسع شخصين، بدل اقتسام النسوة المكان مع غيرهن من النسوة، وكذلك الرجال لتفادي المشاكل التي تحدث بعد التصاق بعض الرجال بالنسوة، وانتهاز الفرص من اجل ممارسة تلك الأمور اللاأخلاقية التي تعبر على تدني أخلاق منتهجيها وسوء طباعهم، إلا أن هناك من يمهّدون لحدوث تلك المناوشات بعد أن يختار الكل استقلالهم لتلك المقاعد منفردين، بعدها ينزعجون لاقتسامها من طرف رجل بالنسبة للنسوة أو من طرف نسوة بالنسبة للرجال. اقتربنا من بعض المسافرين من اجل رصد آرائهم فقالوا أن الظاهرة كثيرا ما أرقتهم خاصة وأنها تؤدي إلى العديد من المناوشات والعراكات داخل الحافلة بعد تعرض بعض النسوة إلى مضايقات من طرف البعض، وفي بعض الأحيان هن من يتسببن فيها على رأي إحدى السيدات التي قالت انه ما يدهشها أثناء صعودها إلى الحافلة هو استقلال كل مسافر لمكان يتسع لشخصين سواء بالنسبة للنسوة أو الرجال مما يؤدي إلى مشاكل فيما بعد وقالت انه في مرة وقفت على ذلك الموقف أين استقلت كل فتاة مكان لوحدها وبعد صعود احد الشيوخ واقتسامه المكان مع واحدة ثارت ثائرتها والشيخ كذلك بعدها اعلمها أن لا مكان بالحافلة ووجب أن لا تلومه بل تلوم نفسها وكان من الأجدر عليها أن تقتسم المكان مع فتاة أخرى في الأول لا أن تنزعج منه بعد أن جلس بمحاذاتها. وكذلك الأمر بالنسبة للرجال الذين ينفردون بأماكن تتسع لشخصين لكي يدخلوا في متاهات بعد ذلك مع النسوة ولا ننكر أن هناك من يتعمد الجلوس بمحاذاة النسوة لأغراض شيطانية يعلمها هو على الرغم من وجود أماكن خالية بمحاذاة الرجال. لذلك وجب على المسافرين تفادي تلك الأمور واختيار المكان الأنسب من الأول ووضع الأمور في نصابها وتفادي الإزعاج وكذا سوء الظن بالآخرين وتلفيقهم أحيانا تهم هم بعيدين عنها.